رالف المدمر: مفاهيم خاطئة عن الصداقة

1277

بقلم: آية إبراهيم

اختبر مفاهيمك عن الصداقة الحقيقية

في مجتمع زي مجتمعنا بيقدر القيمة الحقيقية للصداقة لدرجة بتحسسنا بالونس والأمان أحيانًا، وبتدوب فيها حدودنا النفسية ومساحتنا الشخصية أحيانًا أخرى، وبعد مشاهدة أحد أفلام الأنيميشن بدأ يدور في دماغي شوية أسئلة، محتاجين بس نكون ناضجين كفاية عشان نجاوب عليها، جايز تكون الإجابات بديهية بالنسبة للبعض، لكن الأكيد إنها تايهة ومجهولة بالنسبة لكتير. يا ترى صديقي المفضل مطلوب منه يفضل جنبي طول الوقت ويفضل ماشي في نفس المسار؟ يعني لو صحوبيتنا بدأت في شغل واستمرت لسنوات في نفس المكان وجه هو حب يغير كاريره وأنا لأ يبقى بيتخلى عني؟! لو اتخرجنا من الكلية وكل واحد اختار طريق مختلف يبقى هتنتهي الحدوتة هنا ونخرج من حياة بعض؟

هل يمكن أن تحبسنا الصداقة داخل أنفسنا

في فيلم Ralph breaks the internet، “رالف” و”فانيلوبي” أشخاص وهميين في ألعاب افتراضية، لكن بيجمعهم إنهم بيشتغلوا جوة الألعاب دي عشان الناس تستمتع، وبجانب الشغل بتجمعهم علاقة صداقة قوية جدًا، كانوا مش بيفارقوا بعض تقريبًا حتى في الوقت اللي بعد الشغل، كل ده حلو؟ حلو، لحد ما في يوم حصلت أزمة في اللعبة الي بتشتغل فيها “فانيلوبي” واتعطلت لفترة. “فانيلوبي” غضبت جدًا وفضلت تفكر هي ممكن تعمل إيه، وكان دايمًا عندها رغبة في المغامرة وتجربة حاجة جديدة ومختلفة، وعلى الرغم من إن شغلها كان روتيني ونمطي وكانت شايفاه مُمل لكنها كانت بتحبه وزعلت لما اتعطل، وفي الوقت ده ومع حالة التشتت اللي كانت فيها جاتلها الفرصة إنها تغامر وتجرب حاجة مختلفة، وتكون شخصية تانية في لعبة جديدة، ووقتها حست إنها لقت نفسها، لكنها لو اختارت التجربة دي هتكون بعيدة عن “رالف” صديقها المُفضل، وبين رغبتها الشديدة في المغامرة وإنها تلاقي نفسها، ورغبتها في إنها متكسرش قلب صديقها بالبُعد عنه كانت الفتاة الصغيرة محتارة.

اقرأ أيضًا: صدق أو لا تصدق: الأصدقاء ودوائر الدعم ترفع المناعة

الصداقات الجيدة تكون أقوى بسبب هذه الأمور

وفي مشهد مميز جدًا من الفيلم، في الوقت اللي كانت محتارة في قرارها، قالت صديقة لـ”فانيلوبي” من المغامرة الجديدة: “لا يوجد قانون يقول إن أفضل الأصدقاء يجب أن يكون لديهم نفس الأحلام، كل الصداقات تتغير، لكن الصداقات الجيدة تكون أقوى بسبب هذه الأمور”، جملة خليتها اقتنعت وحسمت أمرها، وهنا بييجي دور الصديق الحقيقي والناضج، ورد فعله اللي بيبن مدى حبه لصديقه، أو أنانيته وحب امتلاكه. يا ترى هو بيحبك وبيحبلك الخير في المطلق، ولا بيحبك بشرط إنك تفضل جنبه؟ طب يا ترى ممكن يحبك لدرجة تسببلك إزعاج وشعور بالذنب ناحية خطوة تخص حياتك؟

كيف يمكن أن يؤذينا الأصدقاء؟

كان رد فعل “رالف” أنه غضب بشدة وأنكر إنها هتعمل كده، وكمان شاف إنها لو اختارت المغامرة الجديدة تبقى بتتخلى عنه، وده من حبه في صديقته ورغبته إنها تفضل معاه طول الوقت. بدأ “رالف” يدور على طريقة يفسد بيها مغامرتها ويخليها مُملة، فيخلي صديقته ترجع عن قرارها، ومن غير تفكير بدأ في تدمير المغامرة الجديدة، لدرجة إنه كان على وشك إنه يدمر صديقته نهائيًا، مكانش يقصد يؤذيها لكن ده اللي حصل، وخرج الأمر عن سيطرته، وبدأ الأذى يزيد، واتحول فجأة من “رالف” بالنسبة لـ”فانيلوبي” من صديقها المُفضل لأكتر شخص بتخاف منه وبتحاول تهرب منه ومش عارفة تنقذ نفسها.

اقرأ أيضًا: من وحي فيلم Ballerina: فيكتور صديقي الذي أفتقده

احذر أن تكون أنانيًا دون قصد

“رالف” و”فانيلوبي” مش مجرد قصة فيلم كرتون، دي حكاية متكررة كتير قوي بتحصل بدون وعي، بتحصل بين الأهل وبين الأصدقاء وبين شريكين الحياة، حكاية تخلينا نقف ونختبر نفسنا، يا ترى ممكن نؤذي حبايبنا لو فضّلنا وجودهم معانا طول الوقت على رغبتهم الحقيقية وقراراتهم، اللي ممكن تتعارض مع مشاعرنا؟ بسأل نفسي لو صاحبة عمري قررت تسافر وتعيش في بلد بعيد هيكون إحساسي إيه؟ الأكيد إن شعوري وقتها هيكون مؤلم جدًا، وجايز آخد وقت على ما أقدر أتقبله، لكن الأهم إني أكون عارفة إني مليش الحق أتدخل في قرارها ولا أشتت تفكيرها، ولا إني أعاقبها على اختيارها اللي هتكون سعيدة بيه بإني أبعد عنها وأخرج من حياتها، لأن ده هيؤذيها وهيفسد عليها فرحتها باختيار لقت فيه نفسها، وإني أبقى عارفة إن الصداقة الحقيقية غير مشروطة بظروف معينة ولا تواجد مستمر، وإن الدعم النفسي اللي ممكن أقدمه في موقف زي ده هيكون أصدق وأوفى من كل التفاصيل اللي عيشناها سوا.

كن الصديق الثابت في دايرة الحياة المتغيرة

القصة بتبدأ من وقت ما بنخرج للمجتمع، ونكون صحاب وإحنا أطفال في الدايرة الصغيرة بتاعتنا، ونبقى عايزينهم معانا على طول، بس الواقع اللي بنصطدم بيه إن الدايرة بتوسع، لأن الحياة متغيرة والأولويات متغيرة، وإن كل مرحلة ليها أشخاصها بطبيعة الحال، لكن فيه صديق حقيقي هيفضل جوة الدايرة مهما توسع، ومهما اختياراتنا في الحياة اختلفت، فيه صديق هيفضل يدعمك في اللي يخليك ناجح ومرتاح، هيفضل جنبك مهما كانت وسيلة التواصل محدودة، بس ده هيحصل في حالة إنه يكون صديق حقيقي مخلص ناضج، واعي كفاية إنه يخرج مشاعره برة الحدوتة لما الأمور تتطلب ده، لو الحكاية لفت وجت عندك خليك إنت الشخص ده.

اقرأ أيضًا: كيف نحمي أطفالنا من ديزني؟

المقالة السابقةالخرس الزوجي: الأسباب والعلاج
المقالة القادمةهل نحن سعيدات حقًا في أمومتنا؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا