بقلم شيرين شحاته 

 

ليلة ١٤ فبراير دايمًا مشحونة بالعواطف، لا وكمان شوارعها علامة مُسجلة وكتاب مكشوف؛ مع أول دبدوب أحمر ماسك قلب أحمر هو كمان، وعلى وشُّه ابتسامة استقبال عيد الحب؛ علب من كل الأحجام، وهدايا على كل شكل ولون، ورد ملفوف بورق سلوفان مستني أيد ممدودة تهديه لقلب مستني هدية يوم الحب. وساعتها أسئلة كثيرة بتفضل تلف جوَّانا:  هو الحب يوم واحد في السنة؟ أمال الحب راح فين في باقي أيام السنة؟ طيب والسينجل اللي ساعة حبه لسه متعطّلة؛ مش من حقه يحتفل بالحب؟ واللي مروا بكل مراحل الحب من توهج وعصف وخمول، وقدروا يوصلوا بعد رحلة كفاح لدقات قلب متوازنة؛ إزاي يحتفلوا بعيد الحب؟ وهل يقدروا ينتقلوا بمشاعرهم مرة ثانية، رغم مرور السنين، لشعور النبضة الأولى .. أسئلة كثيرة مش هتخرج  إجاباتها عن إجابة سؤال واحد “ايه هو الحب؟”.

 

  • الحبُّ ابنٌ يرغبُ فيه الجميع

لو فكَّرنا في إجابة سؤال “ايه هو الحب؟”؛ هنلاقي إجابات منطقية، كل واحد بيجاوب عليها بطريقته. فمثلًا، الطفل الصغير هيجاوب بسرعة “أنا بحب بابا وماما قوي”. ولو بنت أكبر في المدرسة هتجاوب “أنا بحب المِس بتاعتي قوي”.  وولد ثاني “أنا بحب الكورة قوي”. وأكبر أكثر “أنا بحب نجاحي قوي”، وأكبر أكثر و أكثر “أنا بحب اللحظة الهادية قوي”. هنلاقي أن شعور الحب واكتماله بالقلب موجود عند الكل، بس كل واحد بيحب الشيء اللي بيخلي حياته تنور.

ولأن الحب ابن كل إنسان، كل ما هو سينجل بيقضي ليلة عصيبة في يوم الفلانتين؛ لأن كل اللي حواليه قرروا -نيابة عنه- أنه من المجموعة اللي مش مسموح ليها الاحتفال؛ لا بوردة، ولا أغنية رومانسية هادية، ولا دبدوب أحمر بقلب كبير. لكن -ولأن المشاعر مُعدية في الحزن وكمان في الفرح-؛ فطبيعي أن فكرة الاحتفال تكون مُعدية. ده الحب شعور مولود جوَّا كل إنسان بيكبر جوَّاه بعدد أيام حياته. ده ابنه، فإزاي كل واحد ميكنش من حقه هدية، ولو كلمة في الفلانتين؛ والحب حق للجميع. 

 

  • الحبُّ حقٌ للجميع

ولأن الحب حق للجميع، يبقى لازم نفكر فى التعامل مع بعض ومع أنفسنا، على أننا كائنات محبوبة وفي حالة حب مستمرة. محبوبة من أم أو أب، صديق أو صديقة، رفيق عمل، شريك حياة. وفي حالة حب مستمرة مع يومنا الطويل، بصبح شمسه متلونة بفصول أربعة، وليله يقصر ويطول مع حكاوي القمر. حالة حب مع فكرة بتكبر جوَّانا، بنرويها بجهدنا، ويوم الفلانتين نغلّف لها وردة بورق مفضّض هدية من قلبنا، حالة حب مع شريك حياة صبرنا على بعض كثير علشان نقدر نقول لبعض بعد مواقف صعبة “هابي فلانتين داي”.

 

  • “لن تستطيع العطاء بدون الحب، ولن تستطيع أن تحب بدون التسامح”

مقولة لخبير التنمية البشرية “إبراهيم الفقي”، شرح بيها قانونين مهمين: الأول قانون العطاء، والثاني قانون الحب. العطاء اللي مش هيكون بدون حب؛ بمعنى أنك مش هتقدر تعطي فعلًا بكامل قوتك وطاقتك إلا إذا حبيت الشيء ده بجد: شغلك، بيتك، شريكك، حياتك، نفسك؛ هتفضل تتهرب وتأجل فيه لو محبتهوش. بيتك هتقصّر في واجباتك ناحيته لو محبتش ترجع له، شريك حياتك هتفضل في حالة شد وجذب معاه لو مدورتش على حاجة تحبها فيه، ونفسك لو مرضتش عنها -حتى في الفلانتين-؛ هتهرب من قُدَّام كل فاترينة جوَّاها هدية. ده الورد في عينك حكاية قديمة ودانك نسيت أغنيتها، وهدايا الحب انتهت مع حدوتة قبل النوم.

القانون الثاني في الجملة “لا حب بدون تسامح”. وده لأن التسامح هو بذرة خير بتطرح دايمًا الخير، واللي أهم ثماره الحب.

 

  • إزاي أحتفل بالحب؟

سؤال أكيد كلنا بنفكر فيه، وبيأخذنا لسؤال أكبر: هو الحب محتاج لاحتفال؟ الإجابة أكيد، لأن احنا لو محتفلناش بالحاجة وقدَّرناها هتضيع منا، لهفتها بتبرد من قلبنا، هو بس الاختلاف في إزاي أحتفل بالحب؟ الحب مش بحاجة ليوم واحد علشان نعرف إن احنا بنحب بعض أو بنحب نفسنا واجتهادنا وصبرنا، الحب محتاج تدريب يومي على العطاء، تعطي نفسك واللي بتحبه طاقة إيجابية، تفتح له شباك أمل ينسيه مشاكله وهمومه -ولو لفترة-. مينفعش أركن كل مشاعر الحب ٣٦٤ يوم وفجأة أظهرها في يوم واحد بس؛ لأن ساعتها يا أما هيكون انفجار مافيش قلب هيتحمله أو أداء مهمة تحت اسم الفلانتين. واللي لازم يكون رحلة عُمر، الحب فيها مفهومه مرن، بيته قلب بيصبح على نفسه كل يوم، ويقول “أهلًا بالحب”، وزمانه قوي لا ريح الحزن بتخلع جذور حبه، ولا يوم هيقول النهارده مافيش حب.

 

المراجعة اللغوية: عبد المنعم أديب

المقالة السابقةمَرسَى لنفسي
المقالة القادمةالتعلُّق
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا