مواصفات الشريك غير المناسب

4850

إذا بلغت الفتاة عمرًا معينًا دون زواج، تبدأ فترة عصيبة وقهرية تمر بها، تقع فريسة بين فكي مجتمع دائم التشكك من أمر فتاة لم تلحق بعد دورها في قطار الزواج، يزيد من حدة ذلك رتم الحياة السريع، وانخفاض رغبتها في الزواج، لعدم وجود من يرقى لمستوى أحلامها. ما قد يدفعها في أغلب الحالات لاتخاذ قرار -دون اقتناع- بالزواج من شخص، ليس المنشود بالمرة، بل ومن الممكن أن يحمل حتى صفة أو أكثر من الصفات البغيضة التي تُفسد الحياة. فما هي صفات الشريك غير المناسب؟ وكيف يُمكن للتربية أن تتدخل في شكل علاقتنا العاطفية والزوجية مستقبلاً؟

صفات لا تقبل بها في شريك حياتك

  1. الشخصية السلطوية، المحبة للتحكم وفرض السيطرة.
  2. الشخصية التي تتغذى على التقليل من الآخر والنيل من كرامته عبر إهانته والتحقير منه، سواء كان ذلك عن طريق الإهانة اللفظية، أو تَطوّر الأمر للضرب أو العنف جسديًا أو جنسيًا.
  3. الشخصية التي تتحدث أكثر مما تفعل، وهي غالبًا ما تكون شخصية غير مسؤولة، تحاول إخفاء عدم مسؤوليتها بالوعود الفارغة.
  4. الشخصية التي يُسيطر عليها نمط “المقارنة الدائمة” بالآخرين، كمن يقارن زوجته بزميلته في العمل، ويمعن في نقاط القوة لديها، وفي مقابلها نقاط الضعف لدى شريكته، وتَطوّر الأمر في غالبية الحالات للخيانة.
  5. الشخصية التي لديها نمط أو أكثر من أنماط النفاق، كالكذب والفجر في الخصومة، فتجدينه تحوّل من حال لنقيضه بشكل مفاجئ وغير مبرر، كاللا مبالاة بعد طول اهتمام مثلاً.
  6. -الشخصية العنيدة التي تُصر على فرض رأيها وكونه الرأي الأوحد والأكثر صوابًا، وعدم منح الآخر المساحة للتعبير عن آرائه.
  7. أنماط الشخصيات التي تسيطر عليها صفات سلبية بشكل دائم، كعدم تحمل المسؤولية وسيطرة الكآبة والتشاؤم والبُخل، وتنامي مشاعر كالكراهية والنقم الدائم والرغبة في الانتقام، كذلك سيطرة مشاعر الخوف والتشكك الدائم.

اقرأ أيضًا: العنف في العلاقات العاطفية: صور من العنف النفسي

علامات تدل على أنك في علاقة غير صحية

قبل التورط بالدخول في علاقة طويلة المدى، هناك علامات يجب الانتباه إليها، هذه العلامات هي ناقوس الخطر، ومع ظهور غالبيتها عليك التفكير في الأمر، قبل المضي قدمًا:

  • لا يتمتع بقدر من الذكاء العاطفي

أو ما يتم اختصاره بـEQ، ففي ظل وجود مستوى مقبول أو متقدم من الذكاء العاطفي وقبول المختلف عنك والتسامح والاتزان العاطفي، ستجد الشريك منخفض الذكاء العاطفي دائم الانتقاد وإصدار الأحكام، إضافة إلى غضبه المبالغ من أشياء لا تستحق. ويمكن التنبؤ بحقيقة هؤلاء كونهم لا يجيدون الاستمتاع بأوقاتهم.

  • لا يهتم بمساحتك الشخصية

يحدث هذا التجاهل حينما يكون الشريك ليس له أي هوايات أو اهتمامات أو ذوق خاص، وذلك يخلق داخله خواء دائمًا، فتجده دائم الشكوى من انشغالك عنه وإن كان لأسباب قوية، وما أن تفشل كل محاولاته في إشعارك بالذنب الدائم نحوه ستجده يلجأ لخيار تجاهل كل ما يرتبط بك من مساحات شخصية واهتمامات وهوايات وغيرها.

  • المُصر على تغييرك

ما أن تبدأ العلاقة ستجد مثل هذا الشريك حريصًا على إخبارك بروشته الخاصة فيما يُحب ويُفضل، وبمرور الوقت سيخبرك حتى بأن هذا أو ذاك هو الأفضل لك، ومع عدم إدراكك لخطورة ذلك، سيبدأ في مطالبتك بتغيير ما أنت عليه، ليتوافق مع ما يُحب ويُفَضِل، دون مبالاة تُذكر بحقيقة ما تُحب وتُفضل أنت، وبالتالي ستجده دائم المحاولة لتغييرك وفقًا لعاداته وذوقه وأفكاره.

  • يكيل الأشياء بمكيالين

هذا الشريك لا يولي مشكلاتك نفس الاهتمام الذي يوليه لمشكلاته، فتجده يتفاعل مع ذات الشكوى بقدر أقل من الاهتمام، حينما لا يتعلق الأمر به، وهذا الشخص لديه درجة متقدمة من حب الذات والشعور بالأحقية، ستبذل لأجل راحته وسعادته أقصى ما في وسعك، ولن يُغير ذلك شيئًا، ففي الوقت الذي تعتبر همه همك، سيظل يعتبر هو أن همك يخصك وحدك.

  • لا يهتم برأيك

سيبدأ الأمر مع هذا الشريك من كَوّنه لا يستشيرك في أي أمر يخصكما معًا، بداية من عدم السؤال عن أي مطعم تُفضل وحتى تفيق ذات ليلة على حياة لم تختر أيًا من تفاصيلها، وقد يعزى ذلك في بعض الأحيان إلى كونه يحميك من الفِكر أو الندم في حال كانت نتائج الاختيار سلبية، لكن هذه ليست الحقيقة بالتأكيد.

  • العمل لديه الأولوية دائمًا وأبدًا

الشخص الناجح في حياته العملية، هو شريك محتمل لحياة ناجحة، فالطموح ينسحب على كل جوانب حياته، لكن الشخص الذي يُدمن العمل بدرجة تختفي معها مساحة وجودك وكونك أحد أهم أولوياته، هو شخص لن تشعر معه بالسعادة، مهما قدم من امتيازات، فالحياة بين شريكين لا تستقيم بالغياب الدائم لأحدهما.

  • لا يشاركك جزءًا من نمط الحياة نفسه

بالطبع ليس عليك إيجاد شريك لديه نفس النمط من الحياة تمامًا، لكن عدم وجود مساحة مشتركة من الأنشطة اليومية وتفضيلات المرح والترفيه يُحَوّل الحب إلى عداء، فالأشخاص الذين يُفضلون التنَزه على الشواطئ أو الغابات لن يستمتعون برفقة هؤلاء ممن تُشعرهم الأجواء ذاتها بالملل، وهذا لا يعني أن أحد الشريكين به عيب ما، لكن ذلك يفاقم حدة الخلاف بينهما.

اقرأ أيضًا: ليه الست بترضى بالعلاقات المسيئة؟


أثر التربية والمجتمع على العلاقات العاطفية

توصلت دراسة إلى أن الفترة ما بين 6 -12 سنة من عمر الطفل، تؤثر تأثيرًا بالغًا في تكوين الصورة الذهنية للجنس الآخر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، مما يجعل التربية والبيئة المحيطة، عنصرين حيويين ومؤثرين في طريقة تعامل الفرد مع شريكه في العلاقات العاطفية والزوجية مستقبلاً.

أنماط الشخصيات في العلاقات العاطفية

صنف العلماء أنماط الشخصيات وفقًا لتأثير المجتمع والعائلة على الفرد إلى 5 أنماط، وهي المسؤولة عن خلق علاقات مضطربة أساسها التربية ومرحلة الطفولة وهي:

الشخصية الإرضائية

هي شخصية تعرضت في الصغر للحماية الزائدة من الأبوين، وقد تكون نشأت في بيئة يسودها الغضب المبالغ فيه، ما أدى إلى محاولة هذا الطفل تجنب الوقوع في المشكلات عن طريق فعل ما يُرضي الآخرين، بغض النظر عن رضائه الشخصي. ويميل هذا النمط من الشخصية إلى العطاء بسخاء دون انتظار مقابل، أو حتى الشعور بأن من الطبيعي أن يأخذ مثل ما يُعطي. وتكمن الأزمة في أن هؤلاء لا يختارون المواجهة، أو البقاء لحل المشكلة، لكنهم يهربون خوفًا من وصول الأمر لمرحلة الانفجار.

شخصية الضحية

هى شخصية نشأت في ظروف فوضوية وقاسية جدًا، فاعتادت أن تهرب من بطش أحد الأبوين أو كليهما، ونتيجة لذلك قررت أن تصنع لنفسها عالمًا حالمًا من الخيال، بعيدًا عن الفوضى والقسوة والظروف القهرية، وتعتبر هذه الشخصية إحدى الشخصيات التي تُعاني من ضعف الثقة بالنفس وتدني القيمة الذاتية. وتكمن الأزمة في هذه الشخصية في عدم شعور الشخص بأن العلاقات الهادئة تقع ضمن الإطار الطبيعي لرتم الحياة، وبالتالي تجده ساعيًا وراء افتعال المشكلات، واستقطاب شخصية تشبه شخصية أحد الأبوين أو كليهما لاستدعاء حالة الفوضى والاحتفاظ بدور الضحية.

الشخصية المسيطرة

هذا النمط نشأ في بيئة خالية من الحماية والمساعدة والدعم، فخرج ليجد أنه ما من سبيل لاستمراره في الحياة سوى باعتماده على ذاته بشكل كلي، في ظل عدم الشعور بحماية الأب واحتواء الأم، ويستخدم هذا الشخص الغضب والعنف الشديدين كسلاح في الدفاع عن نفسه، ولا يشعر في هذا بأي خروج عن الطبيعة، وذلك لرفضه إعادة تجربة العجز أو العوز كما عايشها في الماضي، وبالتالي هو نمط محب للسيطرة بشكل مفرط، بحيث يصبح في عين نفسه هو الطرف الأهم والأقوى في العلاقة، في مقابل استقطابه لطرف ضعيف هزيل، يُحكم سيطرته عليه ولا يقبل منه المراجعة في أمر، وتكمن الأزمة في هذا النمط في أنه يرفض تقديم أي نوع من أنواع التنازلات أو المرونة التي يعتبرها مرادفًا لخسارة السيطرة.

الشخصية المترددة

هذا الشخص نشأ في أجواء غير مستقرة، وتعرضت حياته لتغيرات مفاجئة وغير متوقعة، بحيث أفقدته شيئًا من طمأنينته واستقراره النفسي، ويحدث ذلك بسفر أحد الأبوين لفترة طويلة، أو تعرضه للهجر أو الخذلان في صغره، والطفل الذي نشأ في أجواء كهذه يكون لديه خوف دائم من الترك، وحينما يدخل في علاقة يبحث فيها عن المثالية والاستقرار، إلا أن مخاوفه من الهجر تجعله دائم التشكك في الآخر ونواياه، وما إذا كان يتحفظ على خطة خاصة للبعد عنه. وتكمن الأزمة في هذا النمط في كون توقعاته من الطرف الآخر تكون مرتفعة جدًا، وبالتالي حجم خسارته أو تعرضه للإيذاء في العلاقة يكون مبالغًا فيه، ناهيك بأنه يُحَمل الطرف الآخر تبدد تلك التوقعات المبالغ فيها.

الشخصية المُتَجنبة

هي شخصية نشأت في جو تُسيطر عليه العملية والواقعية البحتة، وتختفي فيه المشاعر والحنان والتعبير اللفظي والفعلي عنهما. كل طرف مستقل عاطفيًا، لا ينتظر جرعات عاطفة ولا يُعطي، فاعتاد أن يدفن مشاعره، وأن يُحكم السيطرة عليها، بحيث لا تظهر للعلن وتُقابل بجمود وعدم تعاطف، واعتادت أن تخلق لنفسها مساحات خاصة بصورة مرضية إلى حد ما، وتكره أن يتسبب الشريك في انتهاك هذه الخصوصية أو اختراقها، وتكمن خطورة هذا النمط في سوء تفسيره لتقرب وتمسك الآخرين به وإحساسه بالثقل، لما يُشعره ذلك بالانتهاك وضياع الخصوصية، ومن ثم محاولة الفرار والابتعاد، وهو ما لن يستوعبه شريك في شريكه يريد أن يأنس بالقرب منه.

كما تأتي الأفكار والمعتقدات السلبية عن المرأة والرجل، لتُكمل دائرة الصور النمطية المحفوظة لدى الشريكين، كاعتمادية المرأة على الرجل بشكل مطلق، وبالتالي التعامل معها كرد فعل وليس كفعل حقيقي، و كون اكتمال الرجولة لا تستوي بغير “كسر ضلع المرأة”، وغيرها من الموروثات المجتمعية المتأصلة والتي تلعب دورًا سلبيًا في العلاقة بين الزوجين.

علاقات غير منتهية

يُرجح خبراء العلاقات الزوجية، أن العلاقات تنتهي لأحد أمرين، إما نفاد طاقة أحد الشريكين وقدرته على استيعاب تصادم الآخر الدائم معه واختلافه السلبي عنه، وتضحيته لأجله، دون الشعور بأن لذلك كله في المقابل جزاء وتقدير بشقيه اللفظي والعملي. وإما أن يتسبب تَطور أحد الشريكين وتغيره عن طريق اكتساب خبرات ومعارف ومشاعر جديدة، في ازدياد حجم تطلعاته في الشريك، في ظل تنامي شعوره بالاستحقاق، استحقاق التقدير.. استحقاق الانبهار.. استحقاق مشاعر العشق، وليس مجرد الحب.

فإذا لم تصل علاقتك العاطفية أو الزوجية لأحد هذين الطريقين، ولا تزال تتعثر وتهتدي، عليك بالحذر وتغيير دفة الأحداث، فالحياة تُثبت لك يومًا بعد الآخر صدق مقولة “هيودج وايت”: “الأخطاء هي دروس في الحكمة، فلا يُمكن أن تُغير الماضي.. لكن ما زال المستقبل تحت سيطرتك”.

اقرأ أيضًا: الخوف من الزواج: عندما نحتاج الحب ونخشاه

المصادر:

youth.gov

brightside.me

المقالة السابقةخلي بالك من زيزي: كيف نصنع حكاياتنا السعيدة
المقالة القادمةلماذا يهنأ السيئون؟!
كاتبة وصحفية مصرية

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا