5 خطوات لإنهاء الخلاف مع شريكتك بسرعة ومحبة

1873


أن نقع في الحب هو أجمل شعور على الإطلاق، لكنه أحيانًا يكون شعورًا مخادعًا، عندما يغافلنا ويجعلنا نؤذي من نحب أو ننكر أنه آذانا. قرأت يومًا أن المرأة عادة لها فم حاد، يؤذي الرجل، لكن الحقيقة هي التي تؤذي. أما الرجل فيظهر كأنه يحبها حبًا حقيقيًا، لكن في النهاية هو من يؤذيها. وهو ما يحدث دون إدراك من الطرفين. لطالما لاحظت سلوك الرجل مع المرأة أثناء الخلاف، ومررت بتجارب حياتية جعلتني أدرك أن بعض الخلافات كان من الممكن أن تموت في مهدها إذا تعامل الرجل بشكل مخالف مع المرأة الغاضبة.

أخطاء يقع بها بعض الرجال في علاقتهم بشريكة حياتهم

رصدت بعض الأخطاء وحلولها في سلوك الرجل مع شريكته، والتي يمكن أن يحتويها بذكاء وبساطة ليعيشا الحب في كل يوم.

1. لا يستمع إلا لنصف الكلام

في إدراك الرجل نتيجة موروث قديم، أن المرأة ثرثارة وتعبّر عن الفكرة بعدة جمل، وتتنقل من موضوع لآخر دون رابط معين. يظل بعض الرجال يعاملون زوجاتهم وحتى الابنة بهذا الإدراك، حتى تبدأ في إثباته على نفسها لا إراديًا، وأحيانًا لتشاكس الرجل الذي تحب. لكن في مواقف الخلاف عندما لا يستمع الرجل لمشاعر المرأة أو تفنيدها للأمور أو عتابها أو شكواها، الشعور الذي يصلها هو أن هذا الرجل لا يحترمني. ما زلت أذكر هذا الكاتب الذي سألته عن رأيه في روايتي الأولى، فقال ضاحكًا: “ثرثرة نسائية”. حتى أكثر الرجال ثقافة تضحكهم هذه الفكرة. جرّب أن تستمع إلى شريكتك وأنت تنظر في عينيها وترد على كل جزء من كلامها.

2. يبادر بالاتهام بالنكد

من الأفكار المغلوطة المتوارثة أيضًا أن المرأة نكدية، مخلوق يحب البكاء والحزن وافتعال المشكلات. ربما نشأت هذه الفكرة لأن المرأة مخلوق عاطفي تتأثر بالمشاهد الدرامية، وتصاب بالحزن من الأشياء البسيطة التي تسيء إليها أو إلى غيرها، وهي أكثر حساسية من الرجل في التعامل مع الحزن، وأكثر رغبة في تفريغه عن طريق عتاب ومواجهة حتى تصفى الحياة وتنتهي زوبعة الحزن. أما عن النكد الذي يأتي من افتعال المشكلات يكون عادة من اختصاص الطرف الذي يصر على إيذاء شريكه أو عدم تقدير مشاعره، حتى لو كان عن طريق أن يضع عليه ملصقًا مصاحبًا لكل مشكلة “أنت تحب النكد”.

اقرأ أيضًا: ما هو الخذلان في الحب؟ تعلمي كيف يمكن تخطي صدمة الخذلان

3. يرهب شريكته بالنظرة وحتى بالصمت

أحيانًا يستمع الرجل إلى شريكته ولا يتهمها بالنكد، لكنه يقابل غضبها بنظرة قاسية، فارغة، باردة، وأحيانًا بنظرة ترهيب. يظن الرجل أن صمته مع هذه النظرات قد يجعل المرأة تتوقف عن الغضب بسبب الخوف، وتبدأ في غلق الموضوع وإنهاء المشكلة. يعرف جيدًا أن المرأة المحبة تكره الجفاء وتحب أن تكسره بملاطفة. لكنه لا يدرك أن المرأة الغاضبة ترد الجفاء بجفاء أكبر. فيدخل الطرفان في دائرة من الكره الذي يهزمهما نفسيًا في النهاية.

4. يقول كلامًا مؤذيًا

بعض الرجال قساة في تعاملهم، يلقون الاتهامات جزافًا ويوجهون قسوتهم لأكثر مخلوق يحتاج إلى حنانهم وتكسره قسوتهم. هذا النوع من الإيذاء وقت الغضب نهايته عادة تكون موت المشاعر وانقلابها إلى بغض. أحيانًا يلبس الرجل ثوب الطبيب النفسي ويبدأ في تحليل شخصية شريكته وإصدار الأحكام عليها. حتى لو كان كلامه حقيقيًا يجب أن يقدر التوقيت الذي يقوله فيه، ويعرف كيف أن شريكته لا تنتظر أن يشرّح شخصيتها ويواجهها بمشكلاتها الآن! لا تنتظر إلا كلامًا بسيطًا ينهي الخلاف.

5. ينسحب

“هسيبك لما تهدي”، هي أكثر جملة يلجأ إليها بعض الرجال في كل مشكلة مع شريكة الحياة، خصوصًا في أوقات الذروة، عندما يعجز عن التفكير في حل لغضبها وحزنها. هو ليس بعجز تمامًا، هو تكاسل وتجاهل. تشعر المرأة أنها وحدها فجأة، تبدأ كل الوساوس السيئة في الحضور وتختفي كل مؤشرات انتهاء الخلاف. تتلبسها شياطين الغضب والقهر والأفكار السيئة. كيف لم يدرك الرجل بعد أنه دائمًا ما يؤدي هذا التصرف إلى مضاعفة الغضب والحزن وتأجج المشاعر عند المرأة الغاضبة، وازدياد الفجوة حتى بعد اتصالح. ينسحب الشريك فتقول المرأة لنفسها “هذا الرجل الذي أحب يتخلى عنّي”.

اقرأ أيضًا: نصائح للتعامل مع الزوج: ما هو التواصل الرحيم وما طريقته


كيف تحل الخلافات مع شريكة حياتك؟

على النقيض للأخطاء السابقة يمكن للرجل أن يفعل أشياء أثناء الخلاف مع شريكته الغاضبة تقلب الخلاف إلى محبة وصلح ووصال دائمين

1. الاحتواء

تنتظر المرأة من شريكها أن يحتويها بمفهومها عن الاحتواء. ربما يترجم الرجل الاحتواء إلى حل المشكلات والوجود الفعلي والتواصل الجسدي. لكن أهم لحظة احتواء تنتظرها المرأة هي عند غضبها، ولا يهم كل الاحتواء الآخر وقت الصفاء والمحبة. يتزاحم في قلبها الحزن مع الغضب ولا يتحرر إلا على يد من تحب. تنتظر منه كلمة مطمئنة بشكل خاص وعام، تصرف ودود حتى لو كان أن يمسح دموعها أو يجلب لها الماء. الاهتمام بصحتها ونومها وراحتها، ضمّة بمعنى “أنا هنا أفهمك وأشعر بك ولستِ وحدك”.

2. التفهّم

أن يشير الرجل للمرأة الغاضبة بأنه يفهمها. ولا يحاول أن يضع نفسه مكانها لأنهما في النهاية شخصين بمشاعر مختلفة ورؤى مختلفة وشخصيات مختلفة. يحاول فقط أن يركز على تفهمها حتى لو تبع هذا التفهم برأي مختلف أو وجهة نظر مغايرة، حتى وهو يحاول أن يقنعها يجعلها تفكر معه وتجاوب على تساؤلاته، والعكس. مجرد أن يصل إليها الشعور أنها مفهومة، وأن الرجل الذي تحب يعرف قصدها ونيتها دون مجهود منها ودون أن يسيء الظن بها، يجعلها تتراجع وتهدأ.

افرأ أيضًا: الخرس الزوجي يصيب الرجال كلهم.. لا أستثني أحدًا

3. التواصل

عوضًا عن الصمت لو تواصل الرجل مع شريكته بنظرة حانية، بهزار تحبه، أو حتى بإيموجي. سيكسر هذا التواصل حالة القلق والغليان التي يسببها الغضب، سيتوقف الخلاف قليلاً كأنه وقت مستقطع، ويعود بشكل أكثر مودة ورغبة في الوصول إلى حل حقيقي. ذلك لأن المرأة تشتاق الضحك والهزار مع حبيبها، حتى وهي في أعتى لحظات الغضب. ويمكن أن تضحي بالعتاب من أجل أن تتبادل معه الضحك والحب.

4. الردود الحانية

لو فكر الرجل لثانية قبل أن يتفوه بكلمة يعرف جيدًا أنها حتى لو عادية لكنها ستجرح شريكته، واستبدل الكلمة برد حنون حتى لو خارج سياق الخلاف، سيؤدي هذا حتمًا إلى تقليل وتيرة الغضب، ومن ثم رفع حالة الاستعداد للتصالح والعودة معًا. ذلك لأن المرأة تعشق بأذنيها وتنسيها الكلمات الحلوة الحزن والغضب بسهولة.

5. البقاء معًا

لو جرب الرجل ألا يذهب للنوم أو يخرج أو ينهي الاتصال وأن يبقى مع شريكته وقتًا إضافيًا، سواء انتهت المشكلة أم لم تنتهِ. لو أنه فقط جرب أن يجلس جوارها ويؤكد لها أنه يختار أن يبقى معها، أنه يؤثر سلامتها النفسية على بعده عن الخلاف. أنه يريد حقًا أن يكون معها وهي حزينة ويبدد معها الغضب أو حتى يستأنسه. لو جرب أن يمنحها شعور أنه هنا لأجلها، حتى وهي في أسوأ حالاتها. سيعرف طعم الدخول إلى الجنة، وكيف أن كل الغضب والحزن والقهر يمكنه أن يتحول في لحظات إلى محبة كبيرة وعميقة لا يؤثر بها شيء. الغضب في الأصل خوف، والمرأة لا تعطي كل كلها إلا إلى رجل يستطيع أن يحمل خوفها بذراع ويضمها بالآخر.

إن أجمل رجل في الوجود هو العاشق الذكي، إذ أن العشق وحده أحيانًا يفقد الناس عقلهم ومنطقهم، يدفعهم تجاه الغيرة والخوف من الفقد، والرغبة في الإصلاح بدافع المحبة. لكن الذكاء مع العشق يوازن المعادلة، ويجعل من العشق حكاية، ومن الغضب رقة، ومن المجافاة سماحة، ومن الخوف أمان وحضن وبيت هادئ، منعزل عن العالم القاسي حولنا.

اقرأ أيضًا: فقه الخلاف: 5 قواعد لخلافات آمنة في العلاقات

المقالة السابقةعندما خسرتك وكسبت نفسي
المقالة القادمةرحلتي مع المعادي

2 تعليقات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا