كيفية تحسين وضعك المالي: 5 تحديات وطرق التغلب عليها

2883

أتساءل أحيانًا، هل السعادة مرتبطة حقًا بالمال؟ المال ليس السبب الوحيد للسعادة ولكنه أحد أسبابها، لأنه يساعد الإنسان أن يحيا حياة كريمة. فكيف لإنسان أن يشعر بالأمان والاستقرار وهو بالكاد يوفر إيجار المسكن ومصاريف المدارس، والاحتياجات الأساسية لأسرته من مأكل وملبس وعلاج؟ ومن المشاهد أن المشكلات المالية تتسبب في مشكلات أسرية قد تصل إلى الطلاق. لذلك نلقي الضوء على أبرز التحديات التي قد تواجهك أثناء سعيك لتحسين وضعك المالي، ونحاول تقديم بعض الحلول لها.

ما هي المشكلات النفسية والاجتماعية الناتجة عن سوء إدارة المال؟

يعني سوء إدارة المال إنفاقه في غير موضعه، دون تخطيط ودون اعتبار للأولويات، مما يترتب عليه:

  • ينخفض مستوى المعيشة والقدرة على توفير ضروريات الحياة. وهو ما ينعكس على صحة الأبناء النفسية والبدنية.
  • تراكم الديون، مما قد يعرض الفرد لمشكلات قانونية واجتماعية.
  • تسود مشاعر التوتر والقلق، بسبب التفكير المتزايد في الأمور المالية. ويؤدي ذلك إلى عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة والقيام بمسؤولياتك.
  • تتوتر العلاقات بين الأزواج. وهو ما يؤثر على العلاقة بين الوالدين والأبناء.

ما التحديات أمام تحسين وضعك المالي وكيف تتعاملين معها؟

هل تعانين من الأزمات المادية بشكل مستمر، ومن عدم القدرة على تخطيط الميزانية وإدارة المال بشكل جيد؟ فيما يلي تجدين الأسباب المحتملة لذلك وعلاجها:

1. ضعف ثقتك بنفسك

قد يكون لديك أحلام وقدرات مميزة ولكنك تركزين على نقاط ضعفك ولا تقدرين نقاط قوتك، وتجلدين نفسك على كل خطأ. وهو ما يمنعك من تحقيق أهدافك. قد تعتقدين في قرارة نفسك أنك لا تستحقين أن يكون لديكِ الكثير من المال، أو أن تكوني سعيدة. قد تعتقدين أنكِ ضحية، وأنه ليس بيديك شيء لتحسين وضعك المالي. نظرتك لنفسك هي نتاج نشأتك والتجارب التي مررت بها في حياتك. اسعي إلى اكتشاف كيف تؤثر هذه الجذور القديمة على سلوكياتك وأوضاعك المالية الحالية. بالتعامل مع تلك الجذور، ستحلين جزءًا كبيرًا من المشكلة. وغالبًا تحتاج هذه الخطوة إلى الاستعانة بطبيب نفسي أو مجموعة علاجية.

2. إدمان الشراء

إدمان الشراء يعني أنك تعتمدين على الشراء بشكل دائم وأساسي كوسيلة لتحسين حالتك النفسية والهروب من المشاعر السلبية، وأنكِ تقضين أوقاتًا طويلة من يومك في التسوق. والنتيجة أنكِ تنفقين أكثر من قدراتك المادية، بما يتسبب في الديون أو العجز عن الوفاء بالمتطلبات الأساسية للأسرة. تشعرين بالندم بعدها، وتقررين التوقف عن هذا السلوك. ولكن مع أول ضغط تتعرضين له تلجئين مجددًا إلى التسوق. ومع انتشار وباء الكورونا، ظهرت مشكلات مثل طول فترات الحظر المنزلي، والتأثير على الأعمال، والعزلة الاجتماعية. لذلك أقبل الكثيرون، خصوصًا النساء، على التسوق الإلكتروني كوسيلة لتسكين مشاعر القلق والملل والانعزال. المشكلة أن الشراء القهري قد يسبب تحسنًا لوقت قصير جدًا، ولكنه يؤدي إلى تفاقم المشكلات التي تحاولين الهروب منها، بل والتسبب في مزيد من المشكلات. لذلك فالحل الأساسي يكمن في التعامل مع المشكلات الكامنة وراء هذا السلوك الإدماني كما يلي:

  • استعيني بأخصائي أو طبيب نفسي.
  • تعلمي وسائل للترويح عن النفس، وكسر الروتين، والعناية بالذات، وإدارة المشاعر.
  • يمكنك أن توكلي مهمة شراء احتياجات المنزل لشخص آخر، أو اصطحبي أثناء التسوق شخصًا معتدلًا يساعدك على تنظيم عملية الشراء.
  • تخلصي من بطاقات الائتمان.
  • توقفي عن التسوق الإلكتروني.
  • احذفي تطبيقات التسوق غير المهمة من هاتفك.
  • الغي إشعارات المواقع الإلكترونية التي تأتيكِ على البريد بالتحفيز للشراء.
  • أعدي قائمة بالمشتروات شهريًا والتزمي بها.

اقرأ أيضًا: كيف أدمنت النساء التسوق الإلكتروني: الأسباب والعلاج

3. الكراكيب: هل يمكن أن يساعد التخفف “المينيماليزم Minimalism” في تحسين وضعك المادي؟

التخفف أو تبسيط الحياة يعني الاحتفاظ فقط بالأشياء ذات القيمة بالنسبة إليك. فالأشياء الزائدة عن احتياج الأسرة تستهلك منكِ وقتًا وجهدًا وربما مالًا في ترتيبها وتنظيفها وصيانتها. هذا الوقت وهذا الجهد يمكنك توجيههما إلى عمل يدر عليك دخلاً، وربما التخفف والاكتفاء من الشراء الدوري ينعكس على تحسين أوضاعك المادية. كما يمكنك بيع تلك الأشياء التي لم تعودي بحاجة إليها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكراكيب تجعل عملية البحث عن شيء تريدينه أصعب. وربما لا تجدينه أو تنسين أنه موجود لديكِ بالفعل، وتقومين بشراء مثيله مرة أخرى.

تبسيط الحياة لا يعني التقشف، ولكن إنفاق المال على الأشياء التي تحتاجينها، والادخار من أجل الأشياء التي تجلب السعادة على أسرتك. لذلك، تجنبي شراء الشيء لمجرد أنه رخيص الثمن أو للتخلص من إلحاح الأبناء أو بسبب ضغوط اجتماعية. اسألي نفسك أولًا عما إذا كنتِ بحاجة إليه، وعما إذا كان سيسهل عليكِ القيام بالمهام اليومية أم لا.

4. عدم ثبات الدخل: إدارة الميزانية لأصحاب العمل الحر

من مميزات العمل الحر أنكِ تديرين وقتك بحرية أكبر، ولكن التحدي الأبرز لأصحاب العمل الحر هو عدم وجود دخل ثابت. وهو ما يجعلك دائمًا على المحك، فأنتِ لا تعلمين إن كنتِ ستحصلين في الشهر التالي على دخل يغطي التزاماتك الأساسية. تعني إدارة المال القدرة على الوفاء باحتياجات الأسرة، وتجنيب بعض المال للطوارئ والادخار. وذلك بأن يكون إنفاقك أقل من دخلك. السؤال: كيف تحققين ذلك في ظل عدم وجود دخل شهري ثابت؟

  • حددي بنود الإنفاق الشهرية الثابتة، كإيجار السكن، أو فواتير الغاز والكهرباء والهاتف والإنترنت، والطعام. وانظري ما إذا كان يمكنك التوفير في أي من المبالغ التي تنفق على هذه البنود.
  • حددي البنود الموسمية كالتطعيمات أو تجديد اشتراك النادي. وهناك بنود نصف سنوية مثلاً ولكن يجب الادخار لها على مدار العام، كمصاريف المدارس. حددي أيضًا أوقات العام التي يكون فيها مصاريف إضافية كأوقات الأعياد والمناسبات.
  • ضعي في اعتبارك تأثر عملك بأوقات العام المختلفة. على سبيل المثال، هل عملك يزيد أم يقل مع أعياد أو مناسبات معينة، أو مع مواسم الامتحانات، أو مع فصول السنة؟ كما يمكنك محاولة توقع متوسط دخلك الشهري بناء على جمع كل الأموال التي حصلتِ عليها خلال العام ثم قسمتها على 12.
  • في بعض الأشهر قد يزيد دخلك، أو تقل نفقاتك. احرصي على ادخار الفائض ليعوض تلك الأوقات الي يقل فيها الدخل، أو يغطي أي مصاريف طارئة. كما يمكنك تخصيص نسبة ثابتة من كل مبلغ من المال يدخل إليكِ من أجل الادخار.
  • تجنبي استخدام بطاقات الائتمان إلا عند الضرورة القصوى. إذا كان يمكن تأجيل الشيء أو الاستغناء عنه، فهو لا يدخل تحت بند الضروريات.
  • إذا كنتِ أمًا لأطفال صغار وتعملين من المنزل، مما يؤثر على عدد ساعات عملك وعدم ثباته وبالتالي تذبذب دخلك، فإن الحل يكمن في بعض المهارات التنظيمية التي تتيح لكِ تخصيص وقت لعملك، مثل: إعداد روتين ليوم أطفالك، وتقسيم المهام على كل أفراد الأسرة، وتنظيم أعمال المنزل بحيث تستغرق وقتًا أقل، وطلب المساعدة عند الحاجة.

اقرأ أيضًا: أثناء العمل من المنزل: لم يعد للأفكار متسع في رأسي

5. سوء التخطيط المالي: إدارة الميزانية لأصحاب الدخل الثابت

والآن لنتتقل لكيفية إدارة الميزانية لأصحاب الدخل الشهري الثابت. النصائح التالية قد تفيدك:

  • متابعة وتدوين الدخل والمصروفات. فهذا يفيد في توفير معلومات تساعدك على اتخاذ القرارات المهمة مثل شراء شيء، ووضع أهداف مالية مثل الادخار وتسديد الديون. يمكنك استخدام أحد تطبيقات الهواتف الذكية المناسبة لنوعية هاتفك، والتي عادة ما تكون فكرتها هي تقسيم احتياجاتك ووضع بنود ثابتة لنفقاتك ومساعدتك على الادخار وترشيد الاستهلاك، يمكنكِ الاطلاع أكثر على نوعية هذه التطبيقات من هنا. كما يمكنك استخدام هذا الجدول.
  • حددي البنود الشهرية والموسمية للإنفاق كما سبق التوضيح، حتى تستطيعين توقع نفقاتك وتخصيص المبلغ الذي يتطلبه كل منها.
  • تعاملي مع المبلغ المخصص للادخار كأنه فاتورة يجب دفعها. الاشتراك في جمعية شهرية قد يساعد.
  • التواصل مع زوجك حول مصروفات المنزل، ليس فقط عند حدوث أزمة، لتتأكدا أنكما على نفس الأرضية عند الإنفاق.
  • تجنبي الشراء العشوائي. حددي احتياجات البيت واشتريها دفعة واحدة كل شهر أو كل أسبوع. يمكنك الاستفادة من العروض من خلال بعض تطبيقات الهواتف الذكية التي تخبرك بالعروض الموجودة في كل متجر.
  • اشتري الملابس في مواسم التخفيضات. وحددي مسبقًا احتياجات كل فرد في الأسرة من الملابس حتى لا تنساقي وراء الخصومات. ومن هذه الملابس، جنبي ملابس العيد.

بالتأكيد التغيير في سلوكياتك المالية قد يهدد هويتك وطبيعة علاقاتك. وهو ما قد يدفع الآخرين إلى مقاومة سلوكياتك الجديدة إذا كانوا يتصرفون بنفس الطريقة في إدارة أموالهم. وغالبًا ما يكون التغيير مصحوبًا بمشاعر الوحدة والتخبط في بادئ الأمر. وذلك بسبب الضبابية التي تحيط بالمسار والنتائج المرتقبة ومقاومة الرغبات الشخصية. ولكن النظر للنتائج المتوقعة يساعد على تقبل هذه الأمور والمرور بهذه المشاعر كمرحلة انتقالية سريعة تصبحين بعدها أكثر تحكمًا في وضعك المالي وأكثر ثباتًا في وجه الأزمات.

اقرأ أيضًا: نصايح مستخبية للتوفير في الميزانية


المصادر:

كتاب ابنِ عضلاتك المالية، جوان سوتكن، العبيكان.

3 Tips To Improve Family Finance

smartaboutmoney

gobankingrates

moneyadviceservice

thefrugalgene

المقالة السابقة8 عادات خاطئة ورثناها من أمهاتنا في التربية
المقالة القادمةكيف تواجه الاكتئاب: ماذا تفعل لو استيقظت مكتئبًا؟

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا