كيف تواجه الاكتئاب: ماذا تفعل لو استيقظت مكتئبًا؟

802

بقلم: دعاء وصفي

عادة عندما نستيقظ على نور الشمس وهي ترسل أشعتها، لتغزل بخيوطها الذهبية التفاؤل والأمل وعندما يصاحبها أوركسترا من تغريد الطيور، نبتهج ولكن لا ينفي هذا وجود حالة من ضمن حالات الاكتئاب، تستيقظ مكتئبة، ولكن كيف وستار الليل رفع تدريجيًا عن منظر الطبيعه الساحرة؟

كيف تواجه الاكتئاب؟

فيما يلي قصة حقيقية لشاب استطاع مواجهة الاكتئاب وكان محظوظًا بتخطيه، حدث ذلك لـ”أحمد”، استيقظ مكتئبًا لأن هاجمه خبر مزعج البارحة، لم يتقبله، فهرب منه بالنوم، وكان الخبر هو أنه  فقد منحة السفر لألمانيا، بسبب رسوبه فى مادة بالسنة الماضية، ولكنه امتحنها في الدور الثاني وتفوق فيها. وكان سبب الرسوب أنه وهو متجه للامتحان وجد رجلاً أغمى عليه فى الطريق، رافقه للمستشفى بدون تردد، تاركًا امتحانه مع رفقائه بين التوفيق في حل أسئلته من عدمه، وكان “أحمد” السبب في نجاة الرجل من الشلل، لأن إصابته كانت جلطة، وعند احتجازه بالعناية المركزة، أسعفوه بالأدوية المناسبة لتذويب الجلطة ونجا.

ولأن “أحمد” عرف كيف يواجه شبح الاكتئاب، بل حاول مرارًا وتكرارًا أن ينجو أو يتشبث بفكرة النجاة، فمضى يومه كالآتي:

  1. قام فورًا من فراشه لأن وجوده فيه يزيد تفكيره، مما يزيد تمكن السلبيات منه.
  2. تجنب الاحتكاك بأي شخص، حتى لا يتخذ أي قرارات غير صائبة.
  3. لغى كل ارتباطاته وأجل مواعيده وصمم على ممارسة رياضة الجري مع سماع الموسيقى الهادئة، وبعدها شرب فنجانًا من القهوة المفضلة لديه.
  4. تذكر على الأقل ثلاثة أشياء جميلة حدثت له في حياته، حتى لو كانت في طفولته.
  5. حاول يشكر ربه على أن أهله بخير وأن حوله عددًا من الأقارب والأصدقاء يحبونه.
  6. راقب تفكيره بأن يبعد عن ذهنه الأشخاص الذين حاربوه وضايقوه، ويطرد كل ذكرى مُرة وافدة إلى عقله.

وبعد الخطوات الستة شعر بتحسن نسبي، وأنه يستطيع مواصلة حياته مرة أخرى بقدر من الامتنان، وأضاف على الخطوات السابقة، رغبة أن يخرج مشاعره ويستمد المعونة من المقربين منه.

اقرأ أيضًا: إيه هي أسباب الإصابة بالاكتئاب أصلًا؟

كيف تتحول أقدارك نتيجة أفكارك

تمر الأيام ويحصل “أحمد” على فرصة عمل ومنحة أفضل مما فاتته، لأنه لم يكف عن المحاولة، لم يندم على أي فعل جيد قام به، وإن كان في ظاهره أضره وأثر على مستقبله. كان يحلم “أحمد” بمنحة دراسية عدة أشهر، ورزقة الله -سبحانه وتعالى- بإقامة دائمة وعمل مستقر، لأنه فقط آمن واجتهد ولم يقف عاجزًا أمام مشاعر الاكتئاب والحزن.

قصة “أحمد” ذكرتنى بتوماس أديسون الذي يرجع له الفضل لاكتشاف المصباح الكهربائي، والحاصل على 1093 براءة اختراع، عمل في تجارة الأعمال، وأتاح له ذلك إمكانية التسويق لمخترعاته بسهولة، وُلد عام 1847م في ولاية أوهايو بمدينة ميلانو، وقد نشأ في أسرة ميسورة الحال، وأجبرته الظروف على أن لا يكمل تعليمه، ويغادر مدرسته، ليبدأ بالعمل في السكك الحديدية، ما بين مدينتي ديترويت وبورت هورون في ولاية ميشيغان حيث عاشت أسرته. ترى كيف كان شعوره وهو بداخل القطار ذهابًا وإيابًا حتى قام بعد ذلك باختراعاته؟!

أحيانًا أتحدث لنفسي وأذكرها بالخطوات السابقة لمواجهة شبح الاكتئاب، وأذكر بها غيري، أنه علينا جميعًا بشكل أو بآخر ألا نستسلم، وأن نسعى لمحاربة الاكتئاب، وأن تخطيه ليس سهلاً أو هينًا، بل معلق بسلسلة من المتاعب المختلفة والتحديات لنصل للنجاح والنجاة يومًا ما، سنصل.

اقرأ أيضًا: متعافية من الاكتئاب

المقالة السابقةكيفية تحسين وضعك المالي: 5 تحديات وطرق التغلب عليها
المقالة القادمةكيف تتخطى الخذلان: 10 خطوات للتعامل بإيجابية
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا