ماذا أفعل في أول يوم مدرسة لطفلي؟

3741

بدأت المدرسة منذ أسابيع قليلة، وعلى قدر حماسي وذكرياتي المدرسية الجميلة كطالبة، فوجئت أنني أقع في الفخ، فخ مارثون اليوم الدراسي الذي لا ينتهي، وما يصاحبه من قلق وتوتر وضغط، كل ذلك وطفلتي لا تتجاوز أربع سنوات وما زال طفلي لم يلحق بها في المرحلة التعليمية. ابتلعتني دوامة الروتين، الاستيقاظ فجرًا قبل الصغار وأنام مساءً نومًا متقطعًا لا يخلو من المنغصات وصداع لا يزول، ووقت يطير بسرعة الضوء، ما بين ذهاب الصغيرة للمدرسة وعودتها قبل أن أنجز أي شيء فِعلي. انتابني إحساس الجري بالمكان، أجري طوال الوقت لكنني لا أتحرك خطوة واحدة..في هذا المقال اشاركك نصائح أول يوم مدرسة لتقليل القلق والتوتر قدر الإمكان.

ما العمل؟!

تساءلت في ذهول وإنهاك حقيقيين، كيف سأستمر بعد صباح أول يوم مدرسة؟ في الواقع لن أستمر أصلاً، سرعان ما سأسقط إنهاكًا. حتى وأنا أكتب هذه السطور ألهث، لا يوجد حياة اجتماعية حقيقية في أيام الدراسة، لا يوجد وقت من الأساس، وفي نهاية الأسبوع تحيطني المجاملات الاجتماعية دفعة واحدة، الأصدقاء يقعون مني في المنتصف، قليل منهم من يتشبث بي وبرؤيتي، الآن فهمت لماذا أصبحت الأمهات تكره المدرسة أكثر من الصغار! فهمت لماذا كنت أعشق الدراسة وأنا طفلة ومراهقة، والآن حين صرت أمًا أنتظر أيام الإجازة بفارغ الصبر، أدركت أن في مجتمعنا الأم تدخل المدرسة مرتين، مرَة راغبة ومرة مرغمة، وبينما أنا عالقة بالفخ، قررت ألا استسلم!

نصائح أول يوم مدرسة

علمتني أمي عادة منذ الصغر، أن أحضر جدولي المدرسي وملابسي وكل متعلقاتي قبل النوم، حتى أستيقظ بنشاط دون نسيان أو انزعاج من التأخير. كنت طالبة عاشقة للمدرسة، ولتحضير الجدول أيضًا، لازمتني هذه العادة في كل شيء لاحقًا، ملابس العمل ومهام المنزل وتحضيرات ما قبل السفر، لكنني لم أقدر حقًا مدى روعة هذه العادة إلا حين التحقت طفلتي بالمدرسة. فتذكرت نصائح أول يوم مدرسة من أمي، في البدء جربت أن أحضر كل شيء صباحًا لأشركها في المسؤوليات، لكن كاد الأمر ينتهي بكارثة في علاقتنا، صراخ وبكاء وشد وجذب يبدأ به اليوم بداية غير مبشرة أبدًا.

  1. التحضير المبكر: عندما جلست مع نفسي بعد إحدى هذه الصباحات السيئة، تذكرت عادتي الجميلة، وقررت العودة إليها، ولنؤجل تحمل المسؤوليات قليلاً أو حتى نمارسها ليلاً قبل النوم. تحضير حقيبة طفلتي، معرفة ما المطلوب منها ومني، تحضير طعام إفطارها وماذا ستأخذ معها من طعام وشراب، تحضير ملابسها جاهزة بدءًا من الحذاء وحتى توكة الشعر، كل ذلك أقوم بإعداده ليلاً لاستيقظ متزنة قليلاً، مطمئنة أننا لن نتأخر على موعد المدرسة أو ننسى شيئًا يجعل الصغيرة تفتح في نوبة بكاء لا تنتهي. التحضير المسبق قلل توتر الصباح للنصف أو أكثر.
  2. تجهيز طعام المدرسة مسبقًا: التفكير في الطعام يوميًا عبء في حد ذاته، ما بالك عندما يكون عليكِ التفكير والتجهيز صباحًا لطعام طفل أو أكثر ذاهب للمدرسة، وجبة إفطار وأخرى للغداء وما بينهما من “سناك” وحلوى، يوميًا في عدد ساعات محدود، بجانب طعام المنزل! مجهود يحتاج رابطة شيفات العالم، ومع ذلك لن يصمدوا أكثر من ثلاثة أيام.
  3. لذا فتحضير وجبة واحدة مسبقًا يوفر عليكِ مجهود التفكير والتنفيذ، خصوصًا إذا كنتِ أمًا عاملة، فالوجبات المُعدَّة مسبقًا ومحفوظة في الفريزر على التسوية المباشرة توفر من عليكِ عبئًا كبيرًا. وضع جدول لأكلات الأسبوع، واختيارات محددة لطعام الصغار في المدرسة، يساعدك على الراحة قليلاً وسط هذا الماراثون. لم يكذب من قال إن أكثر لحظات النساء السعادة هي حين ترى مطبخها نظيفًا وثلاجتها مؤمَّنة بطعام جاهز لليوم التالي.
  4. حضري الزي المدرسي مساءً: يذهب الصغار صباحًا لمدارسهم ولا نعلم هل سيعودون بالزي المدرسي كاملاً أم سيختفي في ظروف غامضة؟ قوى سحرية تبتلع الچواكت والشرابات في الفصول، ناهيك عن الأدوات المدرسية نفسها. حضري ملابس طفلك مبكرًا، وافحصي كل شيء فور عودته من المدرسة، أو قبل الخروج منها إذا كنتِ تصطحبينه بنفسك. علقي “تيكت” باسمه على كل قطعة. واحتفظي بزي كامل احتياطي للطوارئ.

صباح أول يوم مدرسة

بعدما ننتهي من الجزء الأول الخاص بتحضيرات ونصائح أول يوم مدرسة، نصل لصباح أول يوم دراسي لطفلك، وما يشوبه من توتر وقلق وخوف لكلاكما،  تظل هناك خطوات أخرى صباحية يحتاج فيها الأطفال الصغار للمساعدة، كالنظافة الشخصية وارتداء ملابسهم وتناول فطور خفيف قبل النزول، حسنًا يستيقظ الأطفال ويسيرون كالنيام، تستشيط الأم غضبًا لهدوئهم وتبدأ سيمفونية الصباح، لتتفاجأ وسط مشاغلها أن طفلها ذهب دون أن يغسل وجهه وأسنانه، أو أنه ارتدى زي المدرسة بالشقلوب.

  • قائمة المهام: تجنبي كل هذا الجنان، بوضع تلك المهام في قائمة لكل طفل، يمكن كتابتها وطباعتها وتعليقها على دولاب الملابس الخاص بهم، ويوميًا تابعي فقط تنفيذ هذه المهام تباعًا. وفري على نفسك التفكير في كل شيء ومتابعة كل التفاصيل التي تضرب بفيوزات عقلك.
  • استيقظي قبل طفلك: الحل في ١٠ دقائق، استيقظوا بدري يا معشر الأمهات، ادخلي الحمام في هدوء نسبي واصنعي قهوة سريعة، في الوقت الذي ترتدين فيه ملابسك، وأوقظي الصغار ليبدأ يومكم، ولكن هذه المرة عشر دقائق كفيلة بتغيير بداية اليوم للأفضل. هذه الدقائق التي تبدو قليلة ستصبح كثيرة جدًا، وستشعرين بروعتها وبركتها، لأنك لا تهتمين فيها سوى بنفسك فقط، نحن الأمهات مدرَّبات على عمل أصعب المهام المزدوجة بسرعة فائقة.
  • لا تدعي الكافيين يبتلعك: جميل أن نحصل على جرعات كافيين تساعدنا على مواصلة الليل بالنهار مع أطفالنا، أحدثك وقد وقعت في هذا الفخ حتى أصبت بالتوتر والأرق العصبي والصداع النصفي. رغم كل هذا المجهود لا تفعلي بنفسك مثلما فعلت، اطلبي المساعدة واحصلي على الراحة وقسط كافٍ ولو قليلاً من النوم، اجعلي من نهاية الأسبوع المدرسي وقتًا لكِ وحدك، تسترخين قليلاً رغمًا عن أنف الروتين وطلبات المنزل التي لا تنتهي.

وأخيرًا تذكري عزيزتي الأم، مع تطبيق نصائح أول يوم مدرسة ومرور أول يوم دراسي للطفل بسلام، هوني على نفسك. واجهي كل ذلك بأقل قدر من العصبية والتوتر والضغط. حمِّلي أطفالك المسؤولية، وقومي بدور المشرف. لا تشعري بالذنب ولا تُعيدي الكرّة مرتين، قد أنهيتِ دراستكِ مرة بالفعل، وليس عدلاً أن تنهيها مرات أخرى نيابة عن صغارك.

خذيها قاعدة واعملي بها، أطفالك هم من عادوا للمدرسة الآن وليس أنتِ. فلا تدخلي الماراثون كمتسابق، بل كمدرب، ساعدي صغارك على اجتياز أول يوم مدرسة بسلام دون انغماس. وأعدك أن النتيجة لاحقًا ستدهشك.

مصادر:
afineparent.com
study.com
المقالة السابقةشجاعة عدم الكمال
المقالة القادمةهل تناولتِ حلوى المارشيميلو يا عزيزتي؟
باسنت إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا