هل تناولتِ حلوى المارشيميلو يا عزيزتي؟

1029

بقلم: العصماء محمد هاني

بدأ الأمر عندما أردتُ تقليد الأفلام الأجنبية، اشتريتُ حلوى الخطمي المُسمَّاة مجازًا المارشيميلو. ثبَّتها على عصي شواء خشبية، ومررتها بخفة ورقة وعذوبة على نار الموقد. حضَّرتُ مع المارشيميلو كوب شوكولاتة ساخنة، أدرتُ الحاسوب على فيلم دافئ، ثم… ثم وصلتني هذه الرسالة… رسالته وهو يقول “مرحبًا”. بدأ كل شيء عندما قال لي والدِك مرحبًا. منذ ذلك الوقت دخلتُ دوّامة ولم أخرج منها حتى الآن.. ابنتي العزيزة.

يوم ككل الأيام

اليوم هو ككل الأيام الفائتة، روتينيًا ومرهقًا، استطعتُ أن ألتقط رأس أخيكِ من عمق التواليت، غلطتي أني نسيتُ إغلاق باب الحمام، ولكن ما المثير في قاعدة المرحاض ليكون شغوفًا هكذا للدخول فيها، لا زلنا في بداية اليوم ولم نبدأ بعد مغامرات البالوعة، ولهًا بفتحها وإغلاقها، وإلقاء كل الأشياء بها، ومهما حاولتُ إحكام  إغلاق الغطاء يجد طريقة ما للوصول إليها.


Cheaper By The Dozen

أحب ستيف مارتن، عشقت فيلمه Cheaper By The Dozen، تمنيتُ أن يصبح عندي من الأولاد درزينة، خصوصًا أن زوجته كاتبة، سأكون الكاتبة أم الدرزينة، ربما سيليق بي غناء العجائز “كان فيه واحدة ست عندها اتناشر بنت”، كنت أتابع المدوِّنات الأجنبيات اللواتي شغفن بأطفالهن وإنجابهن، يثرن إعجابي حقًا، حتى تفاجأنا بحملي في أخيكِ وأنتِ لم تبلغي بعد عشرة أشهر، وبدأت الحياة تأخذ منحى آخر.

بلاد الجوارب الضائعة

استطاع الصغير اليوم أن يفك رأس المكنسة الكهربائية، في مشهد كرتوني مضحك، وضع فوهّة الذراع داخل فمه مصدرًا صوتًا غنائيًا لطيفًا، تخيلتُ المكنسة مُدارة وقد سحبته داخلها، تخيلتني أضع فوهّة الذراع داخل فمي أنا الأخرى لألحق به وأخوض مغامرة مثيرة للبحث عنه، ربما سأذهب إلى البلاد التي تختبئ فيها كل الجوارب الضائعة.

القشّة التي قسمت ظهر البعير

أشعر بسكاكين تقوم بلحن معزوفة قاسية على ظهري. ما هذا الألم؟! الوضع متأزم جدًا الآن. سأكنس للمرة العشرين وسنلم اللعب للمرة الخمسين. هيا إلى الحمام لنستحم. كوبان من الكاكاو الساخن. يبدو أنكِ وأخاكِ تستسلمان للنوم. يا إلهي! ما هذا الجمال! سأفتح الثلاجة لتأخذين دواءك. في جزء من المليون من الثانية تسرَّب أخوك وأسقط كوبًا كاملاً من الحليب موضوعًا على الرف بطريقة عشوائية. والآن سأغسل الثلاجة، ويبدو أنها القشّة التي قسمت ظهر البعير. أنا أبكي الآن وأريد الهروب، فأنا غير صالحة لأكون أمًا ولا زوجة حتى. أريد الانطواء في زاوية بعيدة لا يراني فيها أحد. أريد أن أختفي.

لا وقت للدلال

اليوم قلتِ كلمة جديدة، وقام أخوكِ بخطوته الأولى. لقد ابتكر لعبة جديدة بعيدة عن البالوعة، لا زالت المشكلات تتأزم وتتفاقم، فأنتما تكبران، يا إلهي! إني حقًا وفعلاً أم! آخر شيء أتذكره دلال أبيكِ لي عندما علم بحملي. أجل، لقد كنتُ أُدلل منذ عام ربما. ليس الأمر أنه لم يعد يرغب في تدليلي، ولكن ليس هناك وقت من الأساس، كل الأشياء تدور حولكما، أحيانًا نجد زاوية خاصة بنا، وأحيانًا أخرى لا، ولكنكما لا زلتما محور عالمنا. الحياة تصير جحيمًا يومًا، ويومًا آخر أحسد نفسي على الجنة التي أعيش فيها على الأرض. أحيانًا أشعر أنكما أعظم إنجازاتي، وأحيانًا أخرى أبكي لأنني لا أملك حرية الاختيار، فكل الخيارات مرهونة بكما.

هكذا هي الحياة. ولهذا نحن بشر. لا نسير على وتيرة واحدة.

ما رأيك صغيرتي في تناول حلوى المارشيميلو.. أتشوق لليوم الذي نشاهد فيه فيلمًا ما وتخبرينني أن رسالةً قد وصلتكِ.
المقالة السابقةماذا أفعل في أول يوم مدرسة لطفلي؟
المقالة القادمةدروس اتعلمتها من الاكتئاب
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا