كتبها: برايان ويتني
ترجمها: رزان محمود
ربما يحيطك بعض الأصدقاء أو المعارف ممن يتعافون من الإدمان. وعلى هذا، ربما تريد أن تقول لهم بعض العبارات التشجيعية، على الرغم من أنني لا أنصح بذلك. لكن لو أردت، يمكنك تشجيعه، لكن لا تقل له الجمل الآتية على الإطلاق.
1- من الصعب تصوّرك مدمنًا. كم كانت حالتك سيئة أثناء التعاطي؟
لا ينبغي طرح هذا السؤال أبدًا تحت أي ظرف. فمن المحتمل أن إدمان صديقك أوصله لبعض الأماكن المظلمة. لكن كُن جادًا: لماذا تريد أن تعرف؟ وحتى لو أردت أن تعرف، لماذا تسأل؟ هل لأنك مهتم حقًا، أم أنك تريد ممارسة النميمة وإصدار الأحكام على الناس؟
إذا أراد صديقك أن يُطلعك على كل الأمور المجنونة التي فعلها حينما كان مدمنًا، فعلى الأرجح أنه قد أخبرك بها بالفعل. فليس من دوره أثناء التعافي أن يخبرك بقصص صادمة حول إدمانه لتسليتك طيلة الليل.
2- يمكنني أن أتذكر إدماني على بعض الأشياء، فجميعنا مدمن بشكل أو بآخر، فمثلاً أنا مدمن تمامًا على ممارسة التمارين الرياضية.
حقًا؟ هذا رائع بالفعل، وحينها يصبح لديكما شيء مشترك. فبسبب قضائك ساعتين على أداة التجديف في صالة الألعاب الرياضية، كلّفك هذا زواجك وعملك ودمّر حساباتك ووضع صحتك موضع الخطر، أليس كذلك؟
أولم يحدث هذا؟ إذن فأنت لست مدمنًا كما تحسب نفسك.
3- ياه! أتذكر أنك كنت تحب الخروج طيلة الوقت. هل تشعر بالملل لأنك لا تذهب للحفلات بعد الآن؟
حسنًا.. إن الحقيقة أن صديقك الذي في طريقه للتعافي لا يشعر بالملل. فإن حياته أثناء التعاطي كانت مليئة بالتوتر والدراما والبؤس في كل صوره. كما أنه قد يستيقظ في أحيان كثيرة شاعرًا بالموات، ولا يتذكر ما الذي فعله في الليلة السابقة.
وقد يكون لديه مشكلات قضائية، أو مشردًا بلا مأوى لفترة من الوقت، ودمّر علاقات إنسانية مع أشخاص أحبهم، أو عاش حياته خائفًا من أن يكتشف الناس أمره من ثمّ يصدرون الأحكام عليه.
والآن.. صديقك مستريح وليس مالاًّ. وما يشعر صديقك به الآن خليط من المشاعر، لكن ليس من المحتمل أن يكون الملل من بينها.
4- كم من الوقت مرّ عليك وأنت خالٍ من مسببات الإدمان؟ هل تظن أنه من الممكن أن تعاود إدمان الكحوليات/ المخدرات ثانية حتى لو كانت مرة كل فترة؟
تزداد فرص أن صديقك الذي يمر بمرحلة التعافي قد جرّب هذا من قبل، فقد انقطع عن التعاطي لفترة ثم عاد لمرة واحدة، ثم انقلبت هذه المرة لثلاث مرات، ثم ثمانية، ثم انقلبت الثمانية لأكثر من ذلك. ما أعنيه هو: من يعرف؟ ربما بمرور الوقت تتغير الأمور. لكن آخر شيء يريده صديقك في مرحلة التعافي أن يسمعك تقول إنه من الممكن بالنسبة إليه أن يتناول البيرة مرة واحدة فقط، وبعدها بإمكانه أن يقوم بوظائفه باعتيادية.
لأن الأمر ليس كذلك.
- لقد تعاطيت بالفعل موادًا سيئة جدًا. ما الذي دفعك للبدء في التعاطي أصلاً؟
هذا السؤال مثير للأعصاب حقًا. قد تكون الإجابة أن صديقك أحب الشعور بالسُكر أو الانتشاء. لكن على الأرجح يتعلق التعاطي بشيء آخر، قد تكون أشياء قضى صديقك عمره كله في محاربتها، أو بسبب التوتر، أو صدمة ما قد عانى منها. قد تكون البيرة والمخدرات والسلوكيات الإدمانية أسلوبه في التعامل مع الألم.
لكن.. هل نوعية الأشياء هذه هي ما تريد سؤال شخص ما عنها في محادثة اعتيادية؟
6- كل الفتيات اللاتي قابلتهن كانوا إما في البار أو في الحفلات. ماذا تفعل الآن لمقابلة فتاة لتخرج معها؟
هذا صحيح.. فإن صديقك قد قابل كل صديقاته السابقات في البارات أو الحفلات. كان يبحث عن نساء يعشن مثلما يعيش هو، أي ممن لم يهتممن بالصحة، ومن لم يفكّرن في أكثر من المزيد من البيرة، المزيد من المخدرات، المزيد من الجنس. لقد كذب على أغلبهن لأنه اعتقد أنهن لو عرفن حقيقة ما يشعر به تجاه نفسه فلن يحببنه. لم تنجح أي من تلك العلاقات بالنسبة له، وكان أغلبها مُدمِرًا.
ربما يحتاج لقضاء بعض الوقت مع نفسه ومحاولة أن يتمتع بصحة أكثر. ربما سيحاول مقابلة فتاة يستمتع بصحبتها، وتكون يقظة -من الكحول والمخدرات- أو على الأقل ألا يقضيا جُلّ وقتهما في البارات أو الحفلات. مهما كان الأمر، لا تطرح هذا السؤال، لأنه أيًا كان الطريق الذي يتخذه، فالموضوع لا يخصّك.
7- عانيت من قبل من مشكلة مع البيرة/ المخدرات، لكني توقفت عن التعاطي مرة واحدة، ولم يكن الأمر صعبًا.
هذه الجملة غالبًا ما تُقال. فبينما تتظاهر باهتمامك بقضايا صديقك، فإنك في الواقع تحتقره بقولك هذا، كأنه لا يملك قوة إرادة أو تحكُّمًا في تصرفاته.
عانى صديقك من الكحوليات والمخدرات ولا يمكنه التوقف هكذا فحسب. إن قولك بأنك استطعت فعل ذلك، سواء كان هذا الأمر صحيحًا أم لا، فهو أمر جارح وغير مراعٍ. وبما أني أشك في كون هدفك أن تصبح جارحًا وغير مراعٍ، فلا تقُل هذه العبارة، أو أي شيء شبيه بها.
8- بجدّ؟ هل أنت مدمن؟ لم أخمّن هذا الأمر أبدًا، فإنك لا تبدو مثل المدمنين على الإطلاق.
يا سلام؟! هل تظن ذلك؟! كيف يبدو المدمنون على أي حال؟ هل يبدون مثل ساعي البريد، أم الرجل الذي قد اشتريت منه للتوّ سيارتك، أم ربما يبدون مثل أستاذ علم الاجتماع الذي يدرّسك في الكلية؟
إن حقيقة أنك تستطيع معرفة من هو المدمن ممن ليس كذلك بمجرد النظر، ليست فقط مدعاة للضحك، بل إنها تظهرك بمظهر الشخص الذي يفكر بطريقة عتيقة جدًا حيال الإدمان وبناء الطبقات الاجتماعية.
الإدمان في كل مكان.
9- كيف كان الأمر كله معك؟ كم كنت تشرب من الكحول؟ وما نوعية المخدرات التي كنت تتعاطاها؟
يفهم صديقك المدمن أنك لا تقصد أي سوء، بل إنك فضولي فحسب. لكن حقيقة الأمر أنه من غير المهم على الإطلاق كمية الكحوليات التي شربها أو عدد أكياس الهيروين التي حقنها في ذراعه.
إن التفاصيل ليست ما يهم، كما أنها ليست من شأنك. لا يهم على الإطلاق إذا ما كان صديقك يتناول ثلاث كؤوس من الخمر أو زجاجتي فودكا في اليوم. صديقك الآن في فترة التعافي، وهذا هو كل ما يعنيك.
10- يا صديقي.. أعرف أنك لا تشرب الكحوليات، لكن هل من المناسب أن أشرب في حضورك؟
نعم.. إنه من المناسب جدًا أن تشرب بحضوره. في حقيقة الأمر، فإن تناولك للكحول لا يؤثر في مرحلة تعافي صديقك على الإطلاق. إذا كان في مكان يقدم الكحوليات، فإنه قد اتخذ قراره بأنه يستطيع التعامل بينما هو في ذلك المكان. إن حقيقة الأمر تدور حول ذلك: كلما شربت أكثر، بدوت مثل المغفل أكثر، وقلّت فرصة أن يريد صديقك الشرب هو نفسه.
افعل ما تريد وحسب، واترك صديقك في مرحلة التعافي يفعل المثل. إذا لم يرد أن يكون في حضرتك فلن يفعلها. أنت لا تقدم له أي معروف بالشرب أو الامتناع عنه.
وعلى هذا.. ما الذي يمكن أن تقوله لشخص ما في مرحلة التعافي؟ لا شيء. لا شيء على الإطلاق.
إذا أراد صديقك التحدث إليك حول تجاربه ومعاناته فإنه سيفعل. إذا لم يرد، فما عليك سوى أن تتركه وشأنه وعامله مثلما تعامل أي فرد آخر، لأنه بالفعل كذلك.
المصدر: اضغط هنا