بقلم/ سلمى شعبان
الصداقة أجمل شيء ممكن الإنسان يتمتع بيه. أيوة فعلاً، الصداقة متعة من متع الدنيا، يمكن أجمل شيء في الدنيا ممكن تحصل عليه، وعشان كده بيعتبروا الخِل الوفي واحد من المستحيلات التلاتة، لأنه ببساطة شيء صعب الحدوث، ويمكن ميحصلش ولا مرة في حياتك يكون عندك صديق بجد.
من فترة كبيرة ومن كتر ما شفت تحوُّل ناس وتغيرهم وتغير أسلوبهم، كان عندي يقين إن مفيش حاجة اسمها صداقة. لكن كنت كل ما بكبر وكل ما بتعدي السنين زي ما بيقولوا بقى عندي تعريف جديد لمعنى الصداقة، وعرفت إن صاحبك اللي بجد مش هيعمل حاجات كتير، أولها إنه مش هيسأل عليك كتير. ده يمكن مش هيسأل عليك خالص، لكنه في الوقت اللي غنت محتاجه بجد هتلاقيه ظهر وبدون أي مقدمات. يقدملك كل الدعم والطبطة اللي إنت محتاجهم، لحد ما أكتفي منه وبعدين يرجع يختفي ولا كأنكم تعرفوا بعض.
صاحبك اللي بجد هتلاقيه عارف أهلك وإخواتك وكل تفاصيل حياتهم، لكنه يمكن عمره ما كلمهم إلا في حدود السلام، بس وقت ما يكون عند أي حد فيهم مشكلة هتلاقيه أول واحد يزعل عليهم ويحاول يتصرف ويحل معاك مشاكلهم كأنه واحد من العيلة.
صاحبك اللي بجد مش هيتغير معاك إذا إنت في يوم سافرت وبعدت وعدِّت الشهور متقابلتوش. هترجع تقابله وتلاقيه زي ما هو، بهبله وتصرفاته وتعليقاته اللي توقعك من الضحك. صاحبك اللي بجد يوم ما تشوفه مش هتحس إن الأيام جريت بيك وإنك كبرت.
صاحبك صاحبك.. يعني اللي يوم ما أبوك أو أمك يموتوا هتلاقيه بيعيط أكتر منك وحاسس بيك وشايل وجعيتك معاك وحاطط نفسه مكانك بالجامد، لدرجة إنت تستغربها. وبعدين يرجع يختفي زي ما كان ولا كأنكم تعرفوا بعض.
صاحبك الحقيقي هيفكر ألف مليون مرة قبل ما ييجي يستلف منك فلوس، ويمكن يخاف يكلمك أو يقابلك لحد ما يكون قادر يردهملك، وإنت من جواك بتشتمه ومتخيل إنه خد الفلوس وهرب، لكنه مكسوف يوريك وشه وهو مش قادر يردلك جميلك معاه.
صاحبك مش هيبطل يفكر إنك موجود مهما إنت بعدت أو هو بِعد وانشغلتوا عن بعض بالشهور، رغم إنه ممكن يكون آخر واحد يفتكر يكلمك يوم عيد ميلادك، ويقولك يا أخي الفيسبوك ده مش بيطلعلي تاريخ ميلادك، ليه معرفش.
صاحبك اللي بجد مش هيحط صورك معاه على الفيسبوك ويكتب ويقول روح واحدة في جسدين، لكن يوم ما يشتاقلك أوي هيطلع صوركم مع بعض ويقول يااااه كانت أيام، ويتصل بيك ويقولك عايز أشوفك.
الصداقة شيء جميل، يمكن مش موجود في الحياة دي لكنه إذا اتوجد في حياتك حافظ عليه أوي أوي، واوعى تخسره بسهولة، لأنه بيملا فراغ صعب أي إنسان تاني يملاه مهما كان قريب ليك.
