رسائل إلى نعيم: وما الحب إلا لك

1320

بقلم: ليلى الهنداوي

وأخاف أسرح تفوتني لمحة منك .. ومن الدنيا اللي أجمل من خيالي

حبى العظيم الحنون ورحمتى الكبيرة، متكئي وراحتي، موطني وطمأنتي واليد المخلوقة للمسح على يدي ورأسي، مسلكي لأمان المفتقد، والحب المرجو من رجل حكيم أواصل معه رحلتي قلبًا على قلب.

عزيزي نعيم.. إليك رسالتي

تعلم! أحمل حُبك في روحي، وفي عيني، وفي قلبي، فوق رأسي وعلى كتفي اليمنى واليسرى، وبين جنبي وفي أوراقي وكذلك على ظهري وحقيبه يدي، أحمله في أوردتي ورئتي.. وبين كل شيء. وكلما حملته بين ضلوعي وأطرافي أكثر، شعرت أن كل ما أحمله من حزن وهم لا وجود له. وكلما زادت كثافة حبك بداخلي خف وزني، فترتفع قدمي عن الارض كل يوم بعض الشيء، حتى أيقنت أنني في نهاية الأمر سترتقي روحي ويرتفع جسدي حتى يكاد يلمس السماء والسحاب من فرط شعوري بالأمان، فأنا على أتم استعداد أن أبيع قمري ونجمي وفنجان قهوتي، وأشتري عناقًا واحدًا مع عينيك حبات اللؤلؤ خاصتي.. عقدي الكريستالي العتيق نادر الوجود.

دعني لا أخفيك أمرًا، أنا كعجوز يأكل آلزهايمر رأسها، تنسى كل شيء، وتتذكر فقط تفاصيل صغيرة من الماضي، مثل سمكة صغيرة في البحر تنسى كل شيء وتتذكر فقط السباحة. كطفل صغير ينسى كل الوجوه ويتذكر فقط وجه أمه، كشيء صغير يبقى دائمًا عالقًا في الذاكرة، كالمرات الأولى في كل شيء، هكذا أنا وهكذا تمضي حياتي.

اقرأ أيضًا: لديك رسالة في صندوق الطعام!

عزيزي نعيم..

أنسى أغلب التفاصيل الصغيرة والكبيرة، والمواعيد الهامة التي لا أمتلكها. أنسى عمري فأحتاج بعض الوقت للتفكير عندما يسألني أحدهم كم عمرك! أنسى أسماء الأشياء وأسماء الناس والأماكن، وفي أغلب الأحيان أنسى الطريق أو ربما دائمًا عليّ أن أقول إننى أنسى كل شيء بلا استثناء، وفقط يبقى شيء واحد عالق في رأسي، وهو اسمك يا “نعيم”، وبعض التفاصيل الأخرى: ضحكتك، صوتك، حركات يديك وتلقائيتك، نبرة صوتك عندما تتحدث فى أمر يثير شغفك، وحركتك المستمرة عندما تغضب، وعندما تكذب وعندما تحزن. أحفظك كاسمي الذي يمكنني أن أنساه ولا أنساك أبدًا.

كان عليّ أن أختصر كل هذا التفلسف غير المبرر وأخبرك أنك تشغل في رأسي الحيز الذي يجعلني أنسى كل شيء. لأنني فقط أتذكرك أنت وحدك بكل تفاصيلك المملة وغير المملة.

قلبي الذي يحترق شوقًا

لكني مستاءة جدًا.. مستاءة قدر شوقي.. مستاءة قدر عشقي.. ومرهقة.. لا أفهم ما يحدث معي.. أخشى ضعفي! قلة حيلتي! أخشاك أنت؟أمسكت بالقلادة التي أرتديها دائمًا (تعرفها وتحبها.. أحضرتها لي أختي) فأحسست بحرارة تنبعث منها. وفقًا لحريقي الداخلي ربما، وتوتري غير المبرر، والمبرر أحيانًا كثيرة. أحبك تارة وأغضب منك تارة أخرى.. أغضب من عنادك.. من تصرفاتك وحتى من جمالك. عندما أكون معك.. أكون سعيدة وحزينة في نفس الوقت، أشعر بأن الكون كله يصمت لأنك تتحدث، يكون حديثك هامًا رغم بساطته، تكون مصب اهتمامي وعقلي ونظري وقلبي. دمت أبجديتي الثابتة فلا يمكنني خط حرف واحد سوى لك.. أنت وحدك.

عادة ما أعيد ترتيب رسائلي أكثر من مرة لتليق بحالة حبى وهيامى بك. لكن هذه الرسالة تركتها عفوية لتأتي كما تأتي، لتشعر بها أكثر من اللازم، رغم ثقتي الدائمة أنك تشعر بكل ما يصدر مني سواء كان مرتبًا أو فوضويًا.. وحتى إن كان وليدًا لمعاركي. ربما كان عليك أن تكون رجلاً عاديًا كي لا أفتن بك إلى هذا الحد.

أنا هنا.. وأنت هناك.. ولا أعرف الغيب كي أخبرك موعد وصولي.. لكني سأصل إليك.. فأنا أحب الله وأعتقد أنه يحبني وسيكون رحيمًا بي ويجمعنا تحت سماء واحدة.

أشتاقك وأحبك.

اقرأ أيضًا: ويكفيني الحب فخرًا

المقالة السابقةبعد عامين من الأمومة: ما زالت لدي قائمة أمنيات
المقالة القادمة8 عادات خاطئة ورثناها من أمهاتنا في التربية
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا