بقلم: آية إبراهيم
وساعات نهايات الحكاوي تسيب معاها سؤال
عن حكاوي انتهت قبل ما تبتدي، ابتدت بس جوة قلوب ناس حلمت تعيشها، عن حكاوي عاشت فينا حتى وإحنا معيشناهاش.. كام حكاية اتمنينا نكون أبطالها ومعرفناش؟!
نوفمبر ٢٠٢٠
وأنا لسة فاكر كل شيء كأنه كان اليوم
العباسية/ الساعة 9 الصبح، شالي البنفسجي، صوت مسار إجباري في الهاند فري.. “صباحك ضحكة بتسكر ساعاتي الجاية من يومي”، دوشة الساعات الأولى من اليوم، صوت العربيات، إشارة المرور لونها احمَرّ، كنت بعدي الطريق وأنا بسمع هاني الدقاق وبضحك، لكن قلبي بيدق، هشوفك بعد دقايق.
اقرئي أيضًا: أجمل ذكريات التسعينات، ذكريات الزمن الجميل
الدقي الساعة 3 العصر/ مارس
الشوارع زحمة، رايحة مشواري، بسمع غادة شُبير وبفكر فيك، بتغني وكأنها بتقول اللي في قلبي ليك، “يا عزيزًا حلّ في القلب كريم.. حلّ في القلب سنينًا يحتسي من حميّاه ودادي والنعيم، يا شقيق الروح فاستوصي به قد ملكت القلب ذياك الكليم“.
الزمالك/ نص أبريل
التيشرت الأبيض، القلم الأزرق، دوشة أغاني وزحمة كتير، إحنا موجودين في نفس المكان لكن مش مع بعض. يومها عيني جت عليك لقيتك بتبص عليَّ، ضحكت وقلبي فرح، وكنت جوايا بغني وأقول: “العيون شبكت عيوني وفي هواهم سهّروني“.
تعرفي على: عن تجربة شخصية: 5 طرق لمغافلة القلق تجعله ضيفًا خفيفًا
يونيو/ وسط البلد
يومها كنت على بالي بطريقة غريبة، كنت حاسة إني هشوفك، في نفس اللحظة لقيتك قدامي.. بتشبه عليّ من بعيد، لا كان مكان ولا معاد وارد نشوف بعض فيه، معقول يعني كانت صدفة عادية؟! بس عارف؟ كانت صدفة حلوة قوي، يومها عرفت يعني إيه “الصدفة أحيانًا بتبقى بألف ألف معاد“.
صيف ٢٠١٩
كانت أيام كلها عادية، كان أحلى حاجة فيها إنك موجود في قلبي، محاوطني، صورك، ضحكتك، عينيك اللي وقعت في حبهم، وقلبي اللي كان بيدق لما أشوف اسمك على شاشة موبايلي، في الخلفية ليلى مراد كانت بتغني: “أما أنا مهما جرى هفضل أصون عهد الهوى”، خفت لتكون دي النهاية وتنتهي الحدوتة قبل ما تبدأ! مكنتش فاهمة ليه حبيت الأغنية دي تحديدًا في الوقت ده، زي ما تكون رسالة بتنّبهني، لكنّي مفهمتهاش.
اقرئي أيضًا: زمن الصيف الجميل: ذكريات البهجة رغم ضعف الإمكانات
أول أغسطس/ قهوة من قهاوي وسط البلد
كان يوم حر من أيام الصيف، صوت منير كان بيونسّنا بأغنية وردة: “ده كان.. كان اسمه حبيبي وكان.. كان يوم من نصيبي”، إحنا في نفس المكان تاني لكن مش مع بعض. معقول مش حاسس باللي أنا حاسة بيه؟!
– لأ لأ عينيه بتقول غير كده.
ليالٍ صيفية
نِمت فيها وأنا مستنية أي حاجة تحصل، خطوة واحدة منك. وفي ليلة صحيت لقيتني حلمت بيك، كنا بنتكلم ونضحك سوا، كنت قريب في الحلم، بعيد في الحقيقة، كل مرة كنت بحلم بيك فيها كنت بصحى مبسوطة، وبقول “يمكن كان بيفكر فيَّ وقت ما حلمت بيه”، في يوم هنتقابل وهحكيلك عن كل حلم حلمت بيك، أو يعني كنت بتمني.
أول شتا ٢٠١٩
عمري ما استنيت حاجة قد ما استنيتك، كان انتظار مُهلك قوي لروحي، لحد ما في يوم صحيت لقيت آخر أمل بلقاء يجمعني بيك اتقطع، فاكرة كويس، كان يوم برد وقلبي كمان كان بردان، ومن وقتها وهو لسة متلج. كان شعور غريب بالهزيمة، وصوت جوايا بيقولي الحدوتة كلها مكانتش منطقية، لكن أنا.. أنا كنت مصدقة.
“يا كل حاجة كسبتها أو سبتها ملحقتش أشبع منها اكمنها قالت هنروح من بعض فين.. يا ناس يا عُبط يا عشمانين في فرصة تانية للقا.. بطلوا أوهام بقى“.
بس الغريب جرحك في القلب مستني
نفس الأماكن، نفس الأشخاص، بسمع نفس الأغاني، عدت سنة على أول مرة حسيت فيها بحاجة ناحيتك، أكيد مكانش بيتهيألي!
كل الأماكن باهتة، كل الأغاني لحنها حزين، جايز لو كنا بنسعمها سوا دلوقتي مكنتش هغير رأيي فيها.
أنا هنا وإنت هناك، بعيد، بستخبى من كل العيون اللي كانت عارفة اللي جوايا ليك، وأوقات أبصلهم بصة معناها “يعني كل ده كان وهم؟!“
فعينيهم تقولي: “بطلوا أوهام بقى“.
فبراير ٢٠٢٠
صباح يوم عادي/ بعد شهور من حكاية انتهت قبل ما تبتدي، قلبي لسة متلج، لسة مش عارفة أنسى، بفتكر شعوري المتحمس ناحيتك، ورغبتي إني أكون قريبة منك.. وكل حاجة حبيتها وقت ما كنت إنت موجود في قلبي، إزاي اتربطت بيك كده، وكأنها اتكتبت على اسمك. ولا بقيت عارفة أبطل أحبها ولا أبطل أحبك.. ولا لقيت إجابة على أسئلتي.
إزاي حبيتك كده وإنت أصلاً بعيد؟!
وإزاي عينيك عرفت تقول حاجة مكانتش جوّاك؟! بقول جايز كانت جواك بس ضاعت.. لكن اللي جوايا مضاعش ليه؟!
وساعات نهايات الحكاوي بتسيب معاها سؤال