بقلم/ تسبيح ماهر
كل علاقة في الدنيا عبارة عن معادلة.. خصوصًا علاقات الارتباط. وعشان إحنا كجيل كل حاجة في حياتنا بقت صعبة، فيه عنصرين دايمًا واقعين من المعادلة، واحد بسبب الراجل وواحد بسبب الست، بيمنعوا المعادلة من إنها تكون مكتملة.
كل الرجالة بلا استثناء -بالرغم من اختلاف شخصياتهم- بيدوّروا طول الوقت على واحدة بتعرف تكون حاجة من كل حاجة. يعني إيه؟ يعني تكون شخصية بس مش شخصية تلغيه، وتكون مشاكسة بس متعاندش في الصغيرة والكبيرة وتحسبها شطارة. وتكون مسالمة له بس مش منبطحة تمامًا.. ومجنونة بس مش هربانة منها وطفلة بس مش ساذجة وهبلة… إلخ. ودي معادلة صعبة محتاجة مجهود ووقت وصبر عشان تتوزن، ومحتاجة قبل كل توازن في الفعل توازن داخلي. مش كل البنات بتقدر تظبطها من الأول. بس أهم حاجة كتير مننا البنات بيفشلوا يعملوها هي إنهم يسألوا نفسهم ٣ أسئلة قبل كل فعل أو قرار:
1- عايزة أقول إيه؟
2- هقوله إزاي؟
3- هقوله امتى؟ امتى؟! امتى؟!
يعني عادةً أقدر أراهن إن بنسبة٩٠٪ من اللي بيخسّر أي بنت حقّها في نقاش مع حبيبها/ خطيبها/ جوزها هو التوقيت. والتوقيت هو أهم عنصر للتوازن. معظمنا مبيعرفش في وقت الزعل يسأل السؤال التالت ده: “هقول اللي عايزة أقوله امتى؟” فبالتالي بنخسر معادلة السؤال التاني واللي هي “هقوله إزاي؟” لأننا بنروح نتفشّ في عز الزعل بعد محكمة فبنخسر، مع إن الرجالة أبسط مننا بمراحل، مجرّد ما تختاري التوقيت الكويس للمناقشة في اللي مضايقك، خلاص إنتي كسبتي حقك ومش بعيد كمان تاخدي فوق التفهّم اعتذار وبوسة وعزومة.
نيجي بقى لعنصر التوازن اللي بيقع من عند الراجل:
عشان الراجل يكون له حق يطلب ويدوّر على ست فيها كل اللي فوق ده، محتاج يكون عنده من الاتزان الداخلي والخارجي ما يكفي عشان يقدر يصبر عليها في اللي ناقص وميجلدهاش لما غصب عنها يختل التوازن عندها وتطفي اللحظات الحلوة وتزيد اللحظات الوحشة طينة وبلّة، وده مش بيحصل طبعًا، ليه؟
الإجابة: عشان هو مصري.
مش مفهومة قوي؟ نبدأ نوضّح.
الراجل المصري من أول ما بيتم سن البلوغ بيصحى كل يوم على ميت قطر بيجروا وراه وقوام بيلاقي اتنين تلاتة هرسوه.. الشغل ودايمًا طلعان سلسفيله في هو عايز ينجح بأي شكل في بلد أصلاً بتحاربك عشان حقك في الحياة، مش النجاح. والبيت، وصراعاته مش بتخلص، من أول إزاي تبقى راجل مسؤول لـ بقيت إيه في شغلك وكوّنت نفسك ولا لسه. هتتجوز امتى بقى عشان نشيل عيالك؟ والمجتمع -أيًا كانت طبقته- بيصدر أحكامه ع الشخص من أتفه الأمور والمظاهر فيه واخدة أكبر حيّز من الاهتمام… إلخ.
فغصب عنه أول ما بيقول يا ارتباط بيفكّر بينه وبين نفسه وبيقول: “يااااااه! حتة من الجنة وهسند فيها راسي”. فنتيجة لكل اللي فوق ده بيحط توقعات عالية في المنطقة دي من حياته بسبب معاناته المستمرّة في كل الجوانب التانية، بيبقى أمله إنها هي دي اللي فيها الراحة والسلام والهدوء والسكينة.. وهوووبا بتروح توقّعاته كلها واقعة عليه زي بطوط في صورة انهيار البيت عليه بمجرد ما يتخبط في الحقيقة -إنه مفيش حاجة بتبتدي كاملة ولا هتبقى أبدًا كاملة للآخر ودايمًا هيكون فيه نواقص- فتجيله حالة ذعر وهروب وإحباط ويأس ورفض.
مرة حد زمان قاللي “اللحظة اللي بتصدّق فيها إن اللي قدامك ملاك، هي اللحظة اللي الملاك ده بيسقط فيها لأقبح وأشرّ شيطان”، ودي من أكتر الجمل الحقيقية اللي سمعتها في حياتي، واللي كتير من الطرفين للأسف بيعملها من غير وعي في توقّعاته العالية من الناس.. بيظلم نفسه قبل ما يظلمهم.
فهي مش بتعرف تظبط المعادلة دايمًا عشان هي بني آدمة وإنسانة ومش كاملة، ومحتاجة حد يحبّها ويقبلها بسقطاتها ويصبر عليها في رحلتها، وهي بتكبر وبتتعلّم.. وهو غصب عنه مش في مقدوره دايمًا يتحكّم في توقّعاته أو يشيل غُلب فوق الغُلب اللي شايفه بالصبر على وجع وإحباطات –حتى لو صغيرة ومش منطقية- في العلاقة الوحيدة اللي بيختارها وهو حاطط حلم الحياة السالمة فيها.
فالحل إننا إحنا الاتنين نخرج برة دايرة احتياج “اتّزان الأنا” لـ دايرة احتياج “اتّزان الإحنا” ونحاول نواجه المشاكل بوصفها الحقيقي ونناقشها، مش نجادل فيها. ساعتها في وسط مجتمع هو نفسه مش متّزن هتكون أرضنا إحنا ثابتة ومتّزنة.. وفي وقت ما كل العلاقات بتنهار من حوالينا.. هنكون إحنا عارفين ثقوبنا فين وبنقف نسدّها سوا.