15 خطوة عملية: كيف تخرجين من بيت عنيف؟

3206

الشعور بعدم الأمان مع الشريك هو الشعور بأنكِ لا تستطيعين أن تمنحي ظهرك إلا للحائط، دائمًا هناك مفاجأة مفزعة، دائمًا في انتظار انفجار ما يعرضك للأذى الجسدي والنفسي، دائمًا تحركين ذراعك كأنك تصدين ضربة ما، تتصرفين في المصائب وحدك، تكذبين حتى لا تقعي في المشكلات، تستعينين بآخرين، تتظاهرين بالشجاعة وداخلك نافورة خوف، تسيرين في الشارع مطأطأة الرأس، تقابلين الناس وأنتِ في حالة مذرية من فقدان الثقة بالنفس، وعندما تسمعين كلمة استحسان وتشجيع ومحبة تبكين.

الهروب هو الحل عندما تهدد العلاقة حياتك وصحتك الجسدية والنفسية

الهروب ليس له مكان عندما يكون الانفصال ممكن بشكل طبيعي، لكن عندما تصبح حياتك في خطر، ويسيطر عليكِ الرعب من الأذى الجسدي الذي تتعرضين له، أنتِ هنا ضحية وثمة خطة يجب أن توضع للهروب حتى يتسنى لك كامرأة معنّفة أن تكوني مطمئنة وفي أمان وقت أن تتخذي قرارك. لا يجب أن تشعري بالخوف، في الحقيقة لا يجب أن يشعر أي إنسان بالخوف. الرحيل قرار ثابت ومؤكد عندما يتملكك هذا الشعور، حتى لو تأخر لأيام وأسابيع وشهور. وحتى لو كان فرارًا يليق بالعلاقات السامة المؤذية، وليس رحيلاً يليق بالمثقفين.

1. المحاولات الأخيرة

قبل الرحيل يجب أن تكوني قد استنفذتِ كل محاولاتك. حتى لا تعيشين في القلق والتردد والندم بعد أن ترحلين. المحاولات الأخيرة تكون عبر اللجوء للمساعدة، مساعدة الأهل، الأقارب، رجال الدين، أطباء نفسيين ومتخصصين في معالجة مشكلات الزواج Marriage Councils. وذلك حتى تكوني مرتاحة لقرارك. والمحاولة الأخيرة تمامًا هي في الحديث مع الزوج نفسه، مع عدم الإشارة إلى نية الرحيل، لكن مع تأكيد أنكِ تحتاجين إلى استعادة الثقة وعدم الشعور بالخوف. وهي محاولة أخيرة إن لم تؤتِ ثمارها مع المُعنِّف ستؤكد قرارك.

2. إنذارات

يجب أن يتلقى المُعنّف إنذارات بنهاية العلاقة إذا لم يسعَ إلى التغيير، وذلك من خلال خطاب وافٍ منك تعبرين فيه عن كل مشاعرك ويأسك ورغبتك في الانفصال، أو حتى من خلال أحد الوسائط، مثل الأهل والأقارب أو المتخصصين. إن لم يتغير المعنِّف فهذه الإنذارات تجعلك لا تشعرين بأنك غدرتِ به عندما ترحلين.

3. دائرة أمان

أنتِ لستِ وحدك، ولا يجب أن تعاني وحدك. التعرض للعنف ليس خطئك ولا يمس وضعك ومكانتك. يجب أن تتحدثي إلى من تثقين بهم، تكوّني دائرة ثقة تستطيعين أن تستشيريهم وتعتمدي عليهم في الوقت المناسب. تقاسم الألم يقلل من حدته.

4. توثيق العنف

الخيار الأفضل هو عمل محضر بقسم الشرطة، لكن إذا كنتِ تهابين عمل محضر في حال الاعتداء عليكِ من المُعنِّف، عليكِ على الأقل تصوير الضرر، وعمل تقارير طبية والاحتفاظ بها، إشهاد أحد الجيران أو الأهل على وقائع الضرب والعنف. احتفظي بالتقارير الطبية في مكان آمن بعيدًا عن البيت.

5. تغيير كلمات السر

في حال أن المُعنِّف قد يأخذ منك الهاتف أو جهاز الكومبيوتر الخاص بكِ، عليكِ تغيير كلمات السر باستمرار، حتى لا يخترق حساباتك أو يستخدمها ضدك لأي غرض.

6. تدوين الاحتياجات

يجب أن تدوني كل ما تحتاجين لأخذه من البيت، الأغراض الشخصية كثيرة ومبعثرة، وفرصة الرجوع للبيت صفر، لذلك يجب أن تدوني كل احتياجاتك أولاً بأول، كأنك على موعد مع سفر بلا عودة. أنتِ الآن كأنك في قارب في عرض البحر، ويجب أن تلقي بالأغراض الثقيلة غير المهمة وتحتفظين بكل ما يساعدك لتنجي.

7. حقيبة للطوارئ

ضعي أوراقك الخاصة وبعضًا من ثيابك وأموالك في حقيبة تخفينها بعناية، حتى إذا اضطررتِ للرحيل المفاجئ تكوني جاهزة.

8. اتركي الذكريات

اتركي أي ثياب يحبها عليكِ، أشياء لها ذكرى عزيزة يذكرها باستمرار، صور لكما، كراكيب تزعجه. فرصة لتتخففي من كل ما بات قديمًا أو يضنيكِ حمله.

9. نقل الأشياء

ابدئي بالأشياء الثمينة والخفيفة، أوراقك الخاصة، أوراق أطفالك، نسخة من مفاتيحك المهمة. ثم نقل الأغراض الشخصية بالتدريج، كل مرة تنقلين أغراضًا ستشعرين أنه مؤلم كاستخدام سكين بارد في بتر العضو المريض. لكن يجب أن يكون جادًا وحاسمًا ومُنظمًا، حتى تسهلي على نفسك ما يمكن حمله في توقيت الرحيل.

10. مكان آمن ووسيلة مواصلات

تأكدي من وجود مكان آمن يمكن الانتقال إليه بعد الرحيل، بيت الأهل أو أحد الأقارب أو الأصدقاء، مع الاتفاق المسبق معهم وتجهيز مكان مناسب لكِ. وحتى لو كان بمقدورك الاستقلال، الأفضل البقاء مع صحبة آمنة في بداية فترة الانتقال. مع التأكد من وجود وسيلة مواصلات قريبة وآمنة في حالة الهروب الاضطراري إذا فاجئك المُعنّف وألحق بكِ الأذى.

11. تغيير الحساب البنكي

إذا كان لديكِ حساب بنكي فالأفضل أن تغيريه لبنك آخر بعنوان جديد، حتى لا يرسل البنك خطابًا بتفاصيل حسابك البنكي للبيت الذي سترحلين عنه.

12. تغيير طرق سيرك

التعرف إلى طرق جديدة للذهاب للعمل، حتى لا يتربص بك المُعنّف بعد فرارك، ومحاولة السير في طرق مختلفة حتى لا يتسنى له الانتقام منك في ذروة الغضب. فالمُعنِّف يزداد عنفًا بعد رحيلك.

13. اطلاع شخص أمين

يُفضل إذا كنتِ تعملين أن تُعرِّفي إحدى زميلاتك في العمل -على أن تكون مصدر ثقة- بطبيعة العنف الذي تتعرضين له، وموقفك في الفرار منه، وذلك حتى تساندك في حال حاول المُعنّف التعرض لكِ في مكان عملك، وحتى تجدين من يساندك ويشد أزرك في أوقات الشدّة ولحظات الانهيار التي تداهمك أحيانًا أثناء ساعات العمل.

14. التمهيد للأطفال

الحقيقة أن الأطفال هم مصدر دعم الأم، وإن كانت تتظاهر أمامهم بأنها مصدر دعمهم. لذلك يجب ألا يصطدم الأطفال بقرار الرحيل، وأن يتم التمهيد لهم بطرق لطيفة وإطلاعهم على الوضع دون تحميلهم أي هم أو ذنب. والتفكير معهم في التبعات بنبرة تفاؤل، ورسم صورة جميلة لما سيكون عليه المستقبل في حال بعدتم عن العنف واخترتم حياة جديدة. مع الحرص على عدم إبلاغهم بموعد الرحيل.

15. اختيار التوقيت المناسب

إذا كان المُعنّف يمثل خطرًا عليكِ يجب أن ترحلي مبكرًا قدر الإمكان. يجب أن ترحلي في توقيت لا يكون فيه في البيت، حتى لا يمارس عنفه عليكِ أضعافًا مضاعفة، حاولي ألا يكون توقيت خروج من العمل أو المدارس حتى لا تعلقي في الطريق فتنهار أعصابك.

عند مغادرة بيتك على أثر علاقة عنيفة وأذى نفسي وجسدي، كوني واثقة وحرة وسعيدة، لأنك امرأة قوية استطاعت أن تستغنى عن الكثير من أجل أن تحافظ على ما تبقى من نفسها، وتخوض الحياة بقلب طليق. تذكري أن البديل هو الاستمرار في حياة قد تودي بكِ إلى الإعاقة أو التشويه أو الاكتئاب الشديد، ولا تخافي الوحدة، لطالما كانت الحياة الانعزالية أفضل من الصحبة السيئة. أنتِ بحاجة لفترة نقاهة حتى ترتبين أوراقك وتبدئي من جديد. ليس هناك أجمل من البدايات.

المقالة السابقةما هو القلق ؟
المقالة القادمةغسيل الدماغ بالحب.. عنف من نوع آخر

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا