كلانا نُتقن أساليب الابتزاز

1299

 

بقلم/ ياسمين مصطفى

 

“إنتي السبب في اللي إحنا فيه، لو سبتني أنا هضيع، لو وافقتي على طلبي كل حاجة هتتحل…”.

جُمل بنسمعها كتير، بس لو ركزنا شوية هنلاقى وراها معنى تاني بنستخدمه من غير ما نحس، المعنى ده له تأثير سلبي على تعاملنا مع بعض، وساعات بيبقى شكل من أشكال العنف اللي بنمارسه على بعض، برضو من غير ما نحس.

 

للدرجة دى؟! آه للدرجة دي. كلنا أكيد سمعنا عن الابتزاز العاطفي، بس اللي مسمعناش عنه قبل كده إن أكون أنا اللي بمارس الابتزاز العاطفي أو بيتمارس عليَّ.

تعالى أقولك إزاي.

الابتزاز العاطفي هو شكل من أشكال العنف النفسي، اللي مش بس بيمارسه الكبير على الصغير، ده كمان الصغير على الكبير، والكبير على الكبير.

 

إيه هو بقى اللي بعمله في حياتي يخليني أبتز حد عاطفيًا وكمان من غير ما أحس؟

لما تساوم، ويبقى مقابل المساومة دي طلب أو مشاعر، ولأن طبعًا إنت بتحبني فـمش هترفضلي الطلب ده أو المشاعر دي.

 

مساومة في المشاعر؟!

آه للأسف إنت قريت صح مساومة المشاعر. ركز كده في الجمل دي: “إنتي لو كلمتي البنت دي تاني مش هتعرفيني، إنت الوحيد اللي بتحسسني بالأمان، لو طلبتي الطلاق انسي ولادك…”، كلها جُمل فيها مساومة واضحة وصريحة. بقول الشرط بتاعي وكمان بقول الطلب مباشر وموجه.

 

ركز كده تاني:

“لو مسافرتش مع صحابي مش خارجة من أوضتي، إنت لو اتخليت عني هنتحر، لو متجوزتش اللي بحبه هموت نفسي…”، دي أشكال من الابتزار العاطفي، بيوصل لحد إنك تأذي جسمك، مش مجرد تهديد، ده ابتزاز بأعلى درجاته.

 

اقرأ كده معايا:

“إنتي السبب في كل ده، هو إنت كده مبتفكرش غير في نفسك وبس، كل اللي حصلى ده بسببك، ذنبى في رقبتك…”، وده شكل تاني من الابتزاز، إني بلوم اللي قدامي على كل اللي حصلي، أخلي اللي حواليا يحسوا إن هما السبب في كل العك اللي في حياتي، هما اللي آذوني، لا وكمان اتفضل بقى شوف حل لكل اللي عملته.

 

اقرأ تانى كده:

“لو نجحت هجيبلك اللعبة اللي إنت عاوزها، اسمع كلامي وأنا هنزلك تلعب مع صحابك، عايزة بقى بوسة وحضن كبير وأنا أقوم أعمل أحلى فشار…”، الابتزاز ده بيسموه الابتزاز بالإغراء، أغريك بحاجة إنت عايزها عشان تعملي اللي أنا عاوزاه.. اللي غالبًا بيقع فيه الأهل وهما بيربوا ولادهم.

 

هو أنا ببتز ولادي؟

أيوة، ومن غير ما تحسي، بتعلميهم يعني إيه ابتزاز، وهما كمان بيعملوا زيك بالظبط لما يفضلوا يعيطوا ويزنوا ويصرخوا، عشان أساومك تعمليلي اللي أنا عايزاه.

أيوة بنعمل كارثة تربوية من غير ما نحس.

 

تخيل كده:

“موسيقى إيه؟ إنت جايب مجموع يدخلك كليات قمة، كلية ليها مستوى ومستقبل، مش تقولي موهبة، مش مرتاحة إيه بس! ده غنى وجاهز يعني مستوى تاني حياة تانية…” وده بقى الابتزاز بالتعزيز. إني أحلِّى حاجة في عينيك وعقلك تغلوش على اللي إنت عايز تعمله، وتعمل اللي أنا عاوزه.

 

الابتزاز أشكاله كتير، ابتزاز باللوم، ابتزاز بالإغراء، ابتزاز بالتعزيز، الابتزاز بشكل واضح وصريح.

وأنا بدل ما أقول إني سبب، بلوم على اللي حواليا، بساوم، بهوِّل الأحداث، بعيش دور الضحية عشان أوصل للي قدامي إحساس بالذنب، وكمان شوفلي حل في اللي إنت عملته.

 

طيب هو المفروض أعمل إيه؟

– لما يبقى عندي مشاعر أديها بدون مقابل.

– مساومش حد حتى لو كان الحد ده أقرب الناس ليَّ.

– لما يبقى عندي طلب أقوله بشكل واضح.

– أعرف وأتعلم أقول لا امتى وفين وإزاي وبطريقة مناسبة.. قول لأ لأي حاجة مش مناسبة ليك.

– أحدد دواير الناس اللي حواليا وأعرف حقوقهم وواجبتهم.

– أوضح للي حواليا إني لما أقول لا للطلب مش معناه إني رافضاه كشخص، الرفض للطلب، عشان طلبك مش مناسبني.. أنا بحبك وإنت غالي عندي بس مش هقدر أعمل كده.

– أحدد أولوياتي وتبقى واضحة للي حواليا، ومحاولش أرضي اللي حواليا على حساب نفسي.

 

وأخيرًا.. اوعى تقع في دايرة إنك تكون مُبتز أو بتقوم بالابتزاز، في الحالتين هتخسر كتير. نركز أكتر في علاقتنا. نركز على علاقتنا بنفسنا. نحاول نعدل من تصرفاتنا ورد فعلنا عشان منقعش تحت دايرة الابتزاز العاطفي.

 

إيه اللي بعمله في حياتي يخليني أبتز حد عاطفيًا؟

 

المقالة السابقةنداء أخير للركاب.. نداء لاستعادة البصيرة
المقالة القادمةعلم طفلك قول “لا”
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا