بقلم: مروة عطية
حزن يملأ العيون خذلان، كسل، اضطرابات في المزاج، يتبعها عزوف عن الدراسة وعدم الرغبة فى الذهاب إلى المدرسة فجأة، دون سابق إنذار، يتبدل النشاط والحيوية التي تتسم بها مرحلة الطفولة، فتختفي البهجة وينفعل الطفل انفعالات غير مبررة، وبكاء مستمر يصل لدرجة الكآبة، وينطوي ويشعر وقتها بالعجز وانعدام القيمة أو يصبح عنيفا مع أقرانه، وأحيانايشعر بآلام في المعدة أو صداع أو فقدان للشهية أو تبول لا إرادي، ويكون الطفل لا يعاني من أي مرض عضوي.
فيقل تركيز الطفل وتضعف ذاكرته ويتأخر في الدراسة وتحتار الأم،قائلة: ما الذي بدّل حال طفلي؟ وقد تعاقبه على التأخر الدراسي أو العند والعنف، وتفسر ما يحدث بشقاوة أطفال،وينتهى الأمر بالنسبة لها، ولكن هذا الصغير الذي لا يشعر به أحد قد يتعرض لنوبة من نوبات الاكتئاب! نعم أثبتتالدراسات أن الطفل قد يصاب في سن مبكرةبالاكتئاب، إذا كان هناك عواملتؤدي إلى ذلك.
فإذا كان لدى الطفل استعداد جيني ووراثي للمرض أو خلل هرموني، أو اضطرابات أسرية،أو الخلافات الأسرية التي أصبحت أمام أعين الأبناء،ولا يدريالآباء ماذا يفعلون في نفوس أبنائهم، أو كثرة المشاحنات، تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
أو فقد أحد الأبوين إما بالانفصال أو الوفاة، أو كثرة الشجار أمام الأطفال يجعل الطفل يقلد ما يراه ويحاكي الموقف، ويصبح عنيداعدوانيا، ويكون السبب في ذلك أن والديه ومع الأستمرار فى ذلك يكتئب الطفل وإذا حدث أنفصال تكون الفجيعة بالنسبة له فقبل الأنفصال فكروا ألآف المرات فى الأبناء وإذا وقع الأنفصال فيكون أنفصال للأباء ليس أنفصال عن الأبناء ولابد من أحتواء الطفل من الطرفين.
أما إذا حدث فقد أحد الأبوين بالوفاة فالحزن فى البداية أمر طبيعى ولكن إذا أستمر لفترة طويلة وعجز الطفل عن الخروج من هذه الدائرة وتفوه أو لمح أنه يريد الموت وأصبح لا يريد البقاء على قيد الحياة فسارع بالذهاب به إلى طبيب نفسىفينكر البعض أن قد يحتاج طفل صغير السن إلى طبيب نفسى وأنه قد يصاب بأمراض نفسية كالأكتئاب ولكنها حقيقة.
فيتعرض الطفل لضغوط لا يستطيع التخلص منها من تلقاء نفسه إلا إذا تدخل والديه وحاولوا أن يخرجوه وقد يكون وصل الأمر إلى درجة لزمة التدخل الطبى المتخصص فلابد من الوقوف بجانب الطفل من البيت أولاً.
ثم للمدرسة دور كبير فى تكوين شخصية الطفل وأصابته بالعديد من الأمراض النفسية ليس الأكتئاب فقط فالعقاب المستمر والقسوة التى تتبعها بعض المدارس كأساليب للعقاب تجعل الطفل يفقد ثقتهبنفسه والنقد المستمر له يجعله يشعر أنه بلا قيمة ولا جدوى له. فالطفل يذهب إلى المدرسة لتلقي العلم لا للتوبيخ المستمر فهذا يؤثر على تحصيله ومستواه الدراسى ويشغل ذهنه بأفكار سلبية.
راقبى طفلك فإذا ظهر عليه أعراض الأكتئاب وأستمر معه أستشيرى طبيب نفسي فليس معنى ذلك أن الطفل غير طبيعى فأنها وعكة وتمر بسلام إذا أحتوتيه وعززى من ثقته بنفسهوأجعليه ينظر دائماً إلى نقاط قوته ولا ينظر إلى سلبياته حاوريه بأستمرار وأسمحى له بالتعبير عن أنفعالاته وانصتى له ولا تكوني صاحبة السلطة دائماً فى الحوار مع التوجيه المستمر له.
لا تتركيه فريسة للأحزان ووفرى له جو من الحب والحنان والوئام نمى مواهبهوأشركيهفى أنشطة جماعية و لا تجعلية يشعر بالوحدة و الأنطواء حفزية بأستمرار و أملىْ حياتة بالسعادة و التفاؤل و خلى عنده أمل و توكل على الله