بقلم: ريم ربيع
نولد جميعا في قوالب.. نعيش في قوالب.. نتزوج في قوالب.. ونموت في قوالب.. قوالب كثيرة لا ندري من وضعنا داخلها، ولا من أين أتت لتحكمنا فقط، نعيش بينها ونفعل ما تأمرنا به، لأن الجميع يفعلون ذلك.
يوجد لدينا قوالب لكل شيء قوالب الجمال، التي تجبرك أن ترى نفسك بمقاييس وأعين الآخرين، فأنت جميلا وقتما أرادوا.. وقبيحا عندما قرروا.. ولا يحق لك أن تخالفهم في الرأي أو أن ترى نفسك بعينك أنت.. وقتها يكسرون داخلك ما كنت تبنيه حتى تنصاع إلى رأيهم الأخير وتقع أسيرا لتصنيفهم لك حيثما وضعوك.
قوالب الحب والزواج تحدد لك أين وكيف ومتى ستتزوج بل أنها تتدخل في اختيارك بمن ترتبط الذي يجب أن ينال رضا الجميع، حتى ولو على حساب رضاك وراحتك أنت، فلا تعتقد أنك صاحب القرار الأوحد بل للآخرين رأي مهم في قراراتك المصيرية وقبولهم أو رفضهم لزواجك هو حق مكتسب للجميع يجب أن يمارسوه.
الناس يحاصرونك في قوالبهم ليس خوفا عليك، أو لأنهم فقط يرونك تسلك الاتجاه الخاطئ، بل هم في الحقيقة يخشون منك، اختلافك يؤرقهم ويهدم التابوهات التي ظلوا يتعبدون بها لسنين، لذا يسعون بكل قوة لأن تكون مجرد مسخ مكرر من ملايين مثلهم، لا ترى ولا تسمع ولا تفكر، تفعل مثلما يفعل الجميع، ونكون جميعا متساوين في الفشل.
وفي كل لحظة تكسر فيها قوالبهم، وتفكر خارج الصندوق توّلد داخلهم الإحساس بالفشل والكبت، فأنت قد فعلت ما لم يقدروا عليه جميعا، وسلبت من أيديهم سلطتهم للتحكم بك وتوجيهك، لذا لن يمرروا لك هذا بسلام، ستظل منبوذا، وحيدا، مختلفا في وسط مئات المتشابهين، ستدخل في صراعات يومية تحاول فيها إثبات نفسك وسيطرتك على حياتك.
ولكن لا تلتفت لشيء ما دمت قد قررت منذ البداية أن ترى نفسك بعينك وليس بأعينهم، فأنت لست ملزما بإثبات أي شيء لأي شخص، عِش حياتك كما ينبغي لك، وارتكب أخطاءك بنفسك، فربما ألف خطأ نابعا من إرادة حرة وقناعات داخلية خير من صواب تتبع به أحد لن يعلمك أي شيء.