حبيب العمر

981

بقلم: بسمة خليفة

حبيب العمر فريد الأطرش..

حبيب قلبي ووجداني، مليش غيرك حبيب تاني

تأليف: مأمون الشناوي، وألحان: فريد الأطرش.

يمضي العمر ولا يسكن القلب إلا حبيب واحد، ربما تلعب الحياة لعبتها، وتُصرعلى بعثرتنا هنا وهناك، فنشعر بالميل للبعض، بحكم القرب من العين، ولكن تبقى صورة ذلك الحبيب مُعلقة على جدار القلب، نقترب من المتاح ونمنح قلوبنا فرصة الحياة لئلا تُغلفها طبقات الصدأ، نبتهل إلى الله أن يعيد إليها تلك الخفقة، التي شعرنا بها “مرة”، وندرك أن الحب ليس مجرد “بعيد عن العين، بعيد عن القلب”، ولا فجوة تُملأ بالعابرين.

الحب هو تعلق روح بروح وحبيب يبقى هو الأقرب، ولو كانت المسافة بيننا هي المسافة بين القطب الشمالي والجنوبي، ربما أصبحت المسافة عصية على القياس ورُب روح تعلقنا بها أصبحت خارج حدود الزمان والمكان، ولكن تبقى هي الأقرب، تبقى ساكنة الوجدان ومُحفزة الشعور، ذلك هو الحب الصعب، المنزه عن الشهوة والامتلاك. إنه حب الحالمين، الذين تهيم أرواحهم فيه ويمنحهم دافع الاستمرار والحُلم، ويبقى ذلك الحبيب وحده، شُعلة تضيء قلوبهم بشغف لا يخفت ضوؤه مع التقدم في العمر.

من القلب للقلب رسول

غناء: ليلى مراد، تأليف: مأمون الشناوي، ألحان: أحمد صدقي.

من القلب للقلب رسول والحب له شرح يطول.. عرفت من غير ما تقول

يُرفرف الحب بأجنحته وهو يدور حول القلب قبل أن يسكن فيه، وكأنما ينوه له عن اقتراب انشغاله بقلب آخر، ويمهد طريق العشق للمحبين بالحيرة والأسئلة التي يحسبونها بلا أجوبة. هل ما أشعر به حقيقي؟ هل يشعر الآخر بذات العاطفة؟ والحقيقة هي أن الحب لا يولد في القلوب صدفة ولا ينبت نبتًا شيطانيًا، الحب فطرة سليمة، الحب لغة الروح، لا يخطئ صاحبه ولا يتلاعب به، ليس لديّ دراسة علمية موثقة، فالحب لا يوضع في أنابيب الاختبار، ولكن هي الحكمة التي يجود بها الوقت أو الزمن، وخلاصة قصص البشر من هنا وهناك، شعورنا بالحب حقيقة تعرفها بالفطرة، لا تحتاج إلى تأكيد، كما تخبرنا الست “ليلى”، “عرفت من غير ما تقول” والروح تميل لمن يميل إليها.

قال جلال الدين الرومي: “ما تبحث عنه يبحث عنك”، ولكننا نكتم ونخاف البوح حتى لا نفقد الحُلم، ننصاع إلى صوت خائف بداخلنا يظل ينكر حقيقة الشعور ويسجلها في دفتر الأوهام، بحجة حمايتنا من الخذلان. وتبدأ قصص وتنتهي قصص داخل النفوس، ولا يدري أصحابها أنهم يستحقون الحب، ولم يعرفوا أن شعورهم كان حقيقيًا وليس محض خيال، وأن أحدًا ما أحبهم لدرجة الصمت، خوفًا من خسارتهم، أو قل خسارة حُلم هم أبطاله.

إن كنتي عايزة تعرفي

غناء وألحان: محمد فوزي، كلمات: حسين السيد.

إن كنتي عايزة تعرفي من إمتى حبيتك، وروحي إمتى عرفتك من قبل ما أشوفك، هاتي عُمر قلبي واضربيه الثانية في سنتين هنا، أهو ده غرامي احسبيه شوفي يبقى كام مليون سنة

يخبرنا “حسين السيد” على لسان “فوزي” أن المُحب يرى حبيبه بقلبه قبل رؤية العين، حتى يحين اللقاء، فيتعرف أحدهما على الآخر وهو يشعر أنه قد عرفه من زمن، مساحات شاسعة من الكلمات تُختصر عندما تكون الأرواح “معرفة قديمة”، تُختزل اللغة في نظرات الأعين ويتقارب الشعور من مجرد لفتات مع الحبيب، لا نحتاج لتفسير من نكون.

المقالة السابقةالامتنان لله: شعور جديد يصف علاقتي بالحياة
المقالة القادمةالامتنان: سلاحي الذي حاربت به الاكتئاب
مساحة حرة لمشاركات القراء

1 تعليق

  1. الحب هو تعلق روح بروح وحبيب يبقى هو الأقرب، ولو كانت المسافة بيننا هي المسافة بين القطب الشمالي والجنوبي، ربما أصبحت المسافة عصية على القياس ورُب روح تعلقنا بها أصبحت خارج حدود الزمان والمكان
    شكرا من القلب 💕🤍🤍🤍🤍

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا