الرومانسية المفقودة

777

بقلم: بسمة محمود

بعد أن أبدت إعجابها بمنشوراتي الرومانسية، اعترفت صديقة لي أنها تخجل في أحيان كثيرة، أن تشارك الأصدقاء على صفحتها الكتابات الرومانسية والمنشورات التي تدق على أبواب القلوب بأرق الكلمات وأعذب المعاني وأسمى المشاعر، خوفًا من أحكام الناس عليها.

الحُب منحة من نور الله

الحب مشاعر إنسانية، وفطرة سليمة، قذفها الله في قلوبنا، وجعلها تسري فينا مسار الدم في العروق. فالحب حياة للروح، بل هو دعوة لحياتها ونداء غنّاء تشدو به أروع الأناشيد. الحب قبس من نور، ينير الروح وتنقشع به ظلماتها. والحب الذي أقصده هو حب الروح للروح، وليس الحب الطيني، حب الروح الذي ندر وجوده في هذا الزمن السريع. حب الروح المنبثق من حب الله.

لماذا نكتب عن الحب؟

لأن بعض الأشخاص لم تُطمس فِطرة الحب النقي فيهم، ولأنها جزء من طبيعتهم وتشكيل وجدانهم، ولأن قلوبهم استوحشت صور الحب المشوهة، في ابتذال كلمات الأغاني وفي القصص الحقيقية، ولأن صورة الحب العزيز الذي سمعوه في أغنيات “الست” وتربوا على جماله في أفلام الزمن الجميل، ونشؤوا على فكرة أن الحب قيمة عظيمة، تسمو بها النفس، كلاسيكيون ربما، قرروا أن يكتبوا عن ذلك الحب الذي يشبه عالمًا ينتمون إليه لا يشعرون فيه بالغربة، فتطمئن نفوسهم باستحضار الصور القديمة لذلك الحب. تدق قلوبهم وهم يكتبون أبيات “ماذا أقول له” ويشاركونها مع الأصدقاء إحياءً لمعانٍ جميلة، ومحاولة تطمين أن ذلك الزمن، لم يرحل! إنه ونس الشعور!

اقرأ أيضًا: حلم الارتباط والحب: لسة في الأيام أمل مستنيينه

أحكام الناس

من الغريب أن تكون الكتابة الرومانسية محض أحكام البعض، ولا تكون منشورات الذم والقدح والتنمر على الغير والمنشورات غير اللائقة والتي تحمل بعض الكلمات البذيئة أو الصور القبيحة هي الصورة النمطية المريحة للعين والروح.

قالت: سيقولون كيف لامرأة كبيرة في السن مثلي أن تتحدث عن الرومانسية؟ ولماذا قد تكتب فتاة غير مرتبطة عن الرومانسية؟
وهنا أسأل: هل الحب له عمر؟ وهل فطرة الحب فينا تستلزم وجود حبيب للشعور بها؟

أقول لكِ يا عزيزتي، أن الروح لا تشيب، والحب ليس مُقيّدًا بوجود حبيب، فكما قال الرومي: “إن لم تكن محبوبًا، فلا يفوتك أن تكون محبًا”. فهناك من يحب الحب ذاته ومعانيه حبًا مجردًا للجمال. فلا تخجلي من مشاركة الحب والخير والجمال والسلام، والأولى بالأحكام كل ما دون ذلك. وما أحوج العالم في هذه اللحظة إلى نشر الجمال والمعاني التي تطيّب القلوب وتجلو بها الأحزان! وليس أجمل من حب الله وكل حب ينبع من أنوار جماله لإحياء الجمال فينا.

اقرأ أيضًا: ويكفيني الحب فخرًا

المقالة السابقةالأمومة بعيون بطلات مسلسل “ليه لأ 2”
المقالة القادمةتأثير الطلاق على الأطفال: ما الذي سيفكر فيه ابنك؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

2 تعليقات

  1. I’ve been surfing on-line greater than three hours lately, yet I never discovered any attention-grabbing article like yours. It¦s pretty worth sufficient for me. In my opinion, if all website owners and bloggers made good content material as you probably did, the web will probably be a lot more useful than ever before.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا