هحاول أتخيل لو كنت راجل كنت هعمل إيه..
لو كنت أب كنت هعمل مع ولادي تاريخ من أول لحظة هشوفهم فيها، ومكنتش هقول دي مسؤولية أمهم بس. كنت هقضي معاهم وقت مليان حب وحنان ونصايح. مكنتش هسمح لنفسي إني أكون جزء من ذكرياتهم السيئة. كنت هصاحب الولد والبنت وعمري ما هحطهم في موقف مقارنة مع حد.. وهحكي دايمًا ليهم عن مامتهم بحب.. وكنت هحضنهم كل يوم.
لو كنت كبير العيلة كنت هختار كلامي، مش هقول كلام جارح لحد وأستغل فرصة إني الكبير ومحدش هيرد عليَّ.. كنت هقف جنب الكل في مشاكلهم وهساعد الكل من غير ما أعاير حد إني ساعدته.
لو كنت زوج كنت هعرف مراتي إنها شريكة لكل تفصيلة في حياتي.. مش هقارنها أبدًا بأمي أو إخواتي.. هعرفها دايمًا إني مقدرها وهشيلها وقت تعبها، وأغير فكرة إن الستات بس اللي بتعرف تشيل جوزها في تعبه.. هبقى زوج حقيقي سند وأمان وصاحب. كنت هفكر في الحاجات اللي بتبسطها، ولما تشتكي إنها تعبانة مثلاً مش هقولها أبدًا “ما كل الستات كده” أو “بتعملي إيه يعني زيادة عن بقية الستات”. آه.. ومكنتش هقولها “أي حاجة” لما تسألني “عاوز تاكل إيه؟”.
لو كنت بياع في محل كنت هضحك في وش الزباين كلهم، رجالة وستات، بس هاخد بالي مع الستات وأفرق بين الكلمة الطيبة والتحرش اللفظي.
لو كنت دكتور أو مدرس كنت هعامل الطالبات كلهم زي بعض، مكنتش هعامل الجميلة أحسن (بتحصل كتير قوي في الجامعة)، ولا كنت هفرق أصلاً بين ولد وبنت.
لو كنت جد كنت هجمع أحفادي كلهم يوم واحد حتى لو كل شهر، وأتكلم معاهم وأعرف عنهم، وأخليهم يحكولي عن أصحابهم ويعلموني في التكنولوجيا اللي بتتطور كل لحظة، ويمكن نتفرج على أفلام سوا.. كنت هحفظ تواريخهم المهمة زي أيام أعياد ميلادهم وأكلمهم فيها.. كنت هبقى جد الحياة بتحلى بيه.
لو كنت رئيس في العمل مكنتش هستغل البنات ولا هعلق ليهم على أي حاجة خاصة بيهم بشكل مش ظريف. كنت هساعد الكل وأقسم الشغل بالعدل وأوزع المرتبات حسب الكفاءة. هحاول أخلي الشغل مكان حلو مش عبء عليهم.
لو كنت أخ مكنتش هعلي صوتي على أختي تحت أي مبرر، ولا كنت هسمعها كلمة “اعمليلي عشا أو غدا”، وحتى لو طلبت منها حاجة هطلبها بأدب، وأبقى عارف إنه مش فرض عليها إنها تعملي.
لو كنت ولد عادي ماشي في الشارع، مكنتش هضايق بنت بكلمة أو بنظرة، ولا هتريق على سواقة الستات لما أشوف بنت سايقة، ولا هكسر على بنت لو أنا سايق عربيتي.
لو كنت راجل مكنتش هستغل عادات بالية للمجتمع، وآخد نقط زيادة لمجرد إني ولد، وكنت هدي للبنات حقها، ما كفاية عليهم برضو سنين حاكمهم عادات متخلفة.
كفاية سنين حاكمهم عادات متخلفة