بقلم/ سلمى شعبان
أكاد أجزم أن فئة كبيرة من البنات تحلم بقصة الحب التي يتوجها الزواج، ولن أقول هنا ينتهي بالزواج، لأني أرى أن الحب الحقيقي يبدأ بعد الزواج وليس قبله.
نعم بالتأكيد! الحب الحقيقي الذي يملأ كيان الفرد ويشعره بأهميته يتحقق بالزواج. كنت من المحظوظين الذين عاشوا قصة حب جميلة قبل الزواج –الحمد لله على فضله- وقصة حب أروع بعد الزواج. لم يخلُ يوم من أيام زواجي من الخلافات الطبيعية وبعض المشكلات المصيرية، وكنت في كل مرة أجد هذا الحب القوي يجعلني أصمم على النجاح والاستمرار في الزواج، هذه المؤسسة الغريبة العجيبة التي تأخذك في دوامتها لتجد نفسك في منتصف عمرك تجمع المال وتُنهك نفسك من أجل كل فرد فيها بما فيها أنت. لتصبح سعادتك الكبرى نجاحًا تحققه العائلة بأكملها.
بدأت حياتي الزوجية بعيدًا عن الأهل والأصدقاء وحتى العمل الذي نجحت فيه بشكل كبير. وتعيّن عليّ البدء من جديد. وكان قراري أنني سأنجح. وكلما تحدثت إحدى صديقاتي غير المتزوجات عن الزواج بالطبع هنا أجد عندها أحلامًا غريبة عن الزواج، مجملها المال والرجل الذي يسعى لسعادة زوجته فقط. وكنت أضحك كثيرًا قائلة لا يوجد هذا الشيء إلا في أحلامكم. أما اليائسات منهن، فكانوا ممن يرفضون الزواج بدون حب على اعتبار أن الزواج بدون حب سيكون مقبرة، وأن الحب لا يأتي بعد الزواج بل يذهب بعيدًا. وأن الرجل لا يستحق من الأنثى أي نوع من التضحية، بل بالعكس عليه أن يستمر في التضحية لها لتعيش سعيدة، حيث يكفي أنها ضحت بنفسها وتزوجته.
تعرفي على: قصة مسلسل سمرا والحب المستحيل
طبعًا هذه النظرة قد أكون مبالغة فيها بعض الشيء، ولكنها تحمل جزءًا كبيرًا من الحقيقة. ووجدتني أخطب فيهم قائلة: أنتِ المسؤولة الأولى عن سعادتك ونجاح علاقتك بزوجك. إن كنت تريدين السعادة والنجاح صممي عليها ولا تدعيها جانبًا. لا تسمحي حتى لزوجك أن يجعل السعادة تهرب من منزلكما. أنت قادرة ما دمتِ تريدين. وإن كنتِ تريدين لزواجك أن يشمله الحب والرعاية والدفء أنت وحدك القادرة على فعل ذلك، فأنا أؤمن بنظرية “لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه”. إذا كان رهان حياتك بيتك وزوجك وسعادتكما، حتمًا ستكسبين الرهان. وإن كان في المال الذي يجنيه زوجك، وفي “الشوبنج” أو الأطفال سيكون كذلك أيضًا.
إن حب ما بعد الزواج يشمل العطف والتراحم والسكن، تلك الكلمة الجميلة التي لا تهبها أي علاقة لأي إنسان إلا علاقته بشريك حياته. والحب بعد الزواج أيضًا يحمل في طياته المشاركة والعيش من أجل تحقيق هدف واحد، وهو بناء أسرة تجمع بين صفات الأب والأم. وبالطبع أنا لا أنكر على الرجل دوره الأساسي في إنجاح العلاقة واستثمار الحب الذي سبق الزواج لينمو بعده، ولكني أرى أن المرأة عليها الدور الأكبر لأنها مركز العاطفة الأكبر. هكذا هي طبيعة الأشياء.
وأنصح كل من لم يحالفها الحظ لتجد الحب قبل الزواج أن لا تيأس وتعتقد أنه لا يوجد حب بعد الزواج، بل على العكس تمامًا، حب ما بعد الزواج أنقى وأعمق وأصدق للروح، ولكن شريطة الاختيار السليم بالطبع. وكم من فتاة أحبت قبل الزواج، ولم يسعدها حبها وفشلت في زواجها!