النهاية أكثر من مجرد مسلسل

1182

بقلم: ندى عصفور

شهدت ساحة الدراما التليفزيونية كما تعودنا في رمضان كمًّا كبيرًا من المسلسلات الرائعة، ولكن ما شد انتباهي وجذبني هو مسلسل “النهاية” بطولة يوسف الشريف، عمرو عبد الجليل، سهر الصايغ، أحمد وفيق، محمد لطفي، ناهد السباعي، والفنانة القديرة سوسن بدر. كوكبة لامعة من النجوم، وهو من تأليف كل من الفنان يوسف الشريف والمؤلف عمرو سمير عاطف، ومن إخراج ياسر سامي.

فقد اعتدنا من الفنان يوسف أفكارًا مختلفة وناجحة، كما شاهدنا في أعماله الدرامية السابقة، من “لعبة إبليس” و”القيصر” و”كفر دلهاب” و”الصياد” و”اسم مؤقت” و”رقم مجهول”.

مسلسل “النهاية”

هذا العام فاجأنا الفنان يوسف الشريف بتقديم عمل مختلف كليًا عن أي عمل درامي قد قُدِّم من قبل، من حيث الفكرة والإخراج والمشاهد، فقد نجح هذا العمل في جعل المشاهد يتابع بشغف دون ملل من أحداثه وقصته، وليس هذا فقط، فهو لا يحتوى في نصه الدرامي أو مشاهده على أي شيء غير لائق، مما يمكن العائلة كاملةً من مشاهدته.

الوعي الاصطناعي في مسلسل “النهاية”

تدور أحداث المسلسل في المستقبل، حيث تقل الطاقة والتكنولوجيا بعد أن تم القضاء على الروبوتات التي كانت تسعى لقتل البشر، فقد قام العلماء بتطوير الوعي الاصطناعي داخل الروبوتات، حتى ظهر سنة 2035 عالم ياباني قام باختراع مخ صناعي عن طريق أسلاك وخلايا صناعية مثل الشبكة العصبية لمخ الإنسان، وقاموا بتطويره عدة مرات حتى قاموا بتطويره وتصغيره وأصبح مثل كف اليد، وعاش المخ الحياة، فأصبح مدركًا لوجوده وللحياة وأصبح يملك المشاعر الأولية من برد وخوف وألم، وإذا تم توصيل هذا العقل إلى أي جسم يستطيع أن يتفاعل معه ومع العالم ولديه إرادة مستقلة، إلا إذا قام أحد ببرمجته من حيثُ “ماذا يحب وماذا يكره وهكذا”، وعندما قرر العلماء الوصول لأقصى تطور جعلوا تلك العقول تقوم بتطوير نفسها، حتى قامت بالخروج عن سيطرة العلماء، فقاموا بالاتصال ببعض وتكوين ذكريات مشتركة، وقام العلماء بزراعة كيفية تصنيع عقول كاملة داخلهم، مثل عملية التكاثر عند البشر.

وفي عام 2045 ظهر عالم ألماني قام بالدمج بين الوعي الاصطناعي ووعي الإنسان العادي، لهدفين من وجهة نظره، حيث رأى أنه يقوم بخلق اختلاف وتمايز بين الإنسان والوعي الاصطناعي، على الرغم من أن ذكرياتهم واحدة، أما الهدف الأسمى هو تطوير البشرية وجعل الإنسان يعيش إلى الأبد من وجهة نظره، ولكن للأسف حدث العكس، لأن العقل الاصطناعي شعر بأنه مزيف ولا معنى له، ويجب أن يصبح الأصل، ولكي يصبح الأصل لا بد أن يقتل الأصل، وهو الإنسان، ومن هنا قام الإنسان بقتل جميع الروبوتات بعد أن تكاتفت من أجل قتل البشر. وتلك المعلومات التي سنعرفها من المشهد الذي يضم الضابط مؤنس والمهندس مدحت خبير الروبوتات.

أحداث مسلسل “النهاية”

تدور الأحداث في تكتل القدس، والذي يعاني فيه الناس من قلة الموارد ومحاربة التعليم ولا يوجد إلا شركة واحدة “إنرجيكو”، والتي تضم كل الخبرات العاملة، والتي يعمل فيها المهندس “زين”/ يوسف الشريف، الذي استطاع أن يخترع  ECيستطيع أن ينتج كمًّا هائلاً من الطاقة، ولما كانت الاختراعات حكرًا على الطبقة العليا في “إنرجيكو”، والتي توجد في تكتل القدس، فيقابل مضايقات كثيرة من الشركة، وكذلك نظرًا لعمله في تعليم الأطفال في دور الأيتام، يطارد من قبل الضابط “مؤنس”/ أحمد وفيق .

حتى يحين موعد ولادة زوجته ناهد السباعي، ابنهما “يحيى” في أحد المستشفيات، فيجد أن الأجهزة لا تعمل بسبب قلة الطاقة، ويعطيهم هذا الـEC الخاص به لتشغيل الأجهزة، لعلاج المرضى وتوليد زوجته. وفي هذه الأثناء تعلم الشرطة بهذا الأمر وتأتي للقبض عليه في المستشفى بمقدمة الضابط “مؤنس”، ولكن يظهر صديق قديم لـ”زين” يعرض عليه العمل في مكان آخر بعيد عن تكتل القدس، وحمايتهم من دخول السجن لتأمين مستقبل أفضل لطفله، ويوافق “زين” على هذا العرض، ويذهب معه في سفينة فضائية إلى تكتل الواحة، التي يقوم فيها بإنتاج اختراعه على شكل مطور، ويعلم هناك أن تلك المنطقة هي منطقة طبقة الأغنياء التي نجت من الحرب التي قامت بين الروبوتات والإنسان، ويتوفر فيها كل سبل الحياة والترفيه والتعليم والبحث.

لكن في تلك الأحداث تقوم سهر الصايغ بتصنيع روبوت يشبه المهندس “زين”، والذي كانت تربطه بها علاقة خطبة قبل زواجه، وساعدها في تركيبه “عزيز”/ عمرو عبد الجليل، الذي نعرف مؤخرًا أنه أيضًا روبوت ولكنه مسالم، ويقوم الروبوت “زين” بتصنيع عقول صناعية جديدة للقضاء على البشر، كما قاموا بالقضاء عليهم مسبقًا، فهو يعلم كل الذكريات التي حدثت للروبوتات في الماضي.

هل يمكن أن نصنع النهاية بأنفسنا؟

هل يمكن أن ينتهي العالم بذلك الشكل، نتيجة الإنسان وتطلعه الدائم لأقصى درجات التكنولوجيا؟ هل يمكن للروبوتات التي يصنعها الإنسان بيده أن تكون هي سبب دمار عالمه الذي يعيش فيه؟

لماذا لا، ونحن اليوم نعيش في فترة وباء عالمي نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي أدى إلى وفاة الآلاف من البشر حتى الآن، ونحن حتى ذلك اليوم في انتظار المزيد كل يوم في كل أنحاء العالم، وفي مصر خصوصًا، نتيجة عدم التزام البعض بكل التوعيات التي تدعو إليها وزارة الصحة، من الالتزام بالحظر وعدم النزول إلا في حالة الضرورة القصوى. وعند النزول لا بد من ارتداء الكمامات واستخدام الكحول.

كم منا لاحظ أثناء نزوله عدد المتبعين لهذا النظام وعدد الغافلين عنه؟ كم منا شاهد الازدحام الدائم في الأسواق؟ هل يمكن أن نصنع نهايتنا بأيدينا بسبب تقصير العديد منا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ هل سنصبح فريسة سهلة لهذا الوباء الذي أصبح ضيفًا ثقيلاً، يرغب أن يزور جسد كل منا حتى يرهقه ويحطمه، ويحطم قلوب ونفوس أقرب الناس إلينا؟

فما علينا دائمًا سوى الاختيار أن نكتب نهايتنا بتلك الطريقة أم نكون نحن الأبطال.

اقرأ أيضًا: مسلسلات رمضان 2020: ما كل هذا الملل والفيلر؟!

المقالة السابقةما فعله بنا العزل: أمنيات من حول العالم لما بعد الكوارنتين
المقالة القادمةفي عيد ميلادي: هديتي لنفسي مفاجأة سارة جدًا
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا