ما فعله بنا العزل: أمنيات من حول العالم لما بعد الكوارنتين

936

ماذا نفعل في العزل، وما الذي فعله بنا العزل ؟ اختلفت ردود الأفعال حول العزل الصحي بين كل فرد وآخر، فبينما اكتشف البعض أمورًا عن نفسه أثناء العزل الإجباري في المنزل، اكتشف آخرون أنهم بحاجة إلى إنجاز بعض الأمور فور انتهاء هذه الفترة الحزينة والمؤسفة في حياة كوكب الأرض، وأصبح العزل الصحي موحدًا لكل البشر أينما كانوا، فجاءت إجابات الجميع مختلفة قدر اختلافهم الشخصي البحت ولا علاقة بها لجنسياتهم أو لمحل إقامتهم.

افتقاد الحرية ورغبة في رؤية الأصدقاء

تفتقد الكاتبة المصرية “نورا ناجي” الشعور بحريتها، الشعور بحرية السير في الشارع بلا خوف من التواصل مع الآخرين، كما تفتقد التأنق للخروج لمقابلة الأصدقاء، الذين ستسافر لرؤيتهم فور انتهاء هذه الغمة وانتهاء فترة العزل المنزلي، والتي لم تفعل سوى أنها زادتها اكتئابًا.

تشارك “بثينة محمد” من المملكة السعودية شعور “نورا” بافتقاد الأصدقاء، مضيفة أنها تفتقد أيضًا النادي والمطاعم، وأنها تنوي فور انتهاء العزل الذهاب لزيارة صالون التجميل لعمل “باديكير” لأظافرها. كما أضافت أنها ستبحث بجدية عن وظيفة جديدة بدلاً من وظيفتها الحالية، حيث تعمل ككاتبة محتوى في إحدى الشركات بالمملكة.

السفر وزيارة الأهل أمنيات المقيمين بالخارج

تقول “ياسمين حمدي”مصرية مقيمة في كولومبيا حيث تعمل مسؤولة عن الشحن الدولي بإحدى الشركات، إنها كانت تتذمر من السفر بشكل دائم بسبب مسؤولياتها في الشركة، وكانت تعتقد أن هذه السفريات ما هي إلا مهام مملة ومرهقة، حيث كانت تعاني دائمًا من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة “جيت لاج”، ولكن مع العزل الصحي خصوصًا في بلد مثل كولومبيا حيث تم تطبيق الحظر الكامل، استطاعت تقدير رحلات الطيران التي كانت تراها مملة في السابق.

لهذا السبب قررت “ياسمين” أن تسافر لأهلها فور انتهاء فترة العزل وفتح أبواب الطيران الدولي، لأنها لم ترَ أهلها وأصدقاءها منذ ما يزيد عن العام، كما أنها قررت أن تنظر للسفر من الآن فصاعدًا بنظرة أخرى مختلفة وإيجابية، تستطيع بها أن تحقق أقصى استمتاع من السفر حتى وإن كان السفر للعمل فقط.

للأفراد في الغربة رغبة قوية في السفر والعودة إلى مصر لرؤية الأهل والأصدقاء، وجاء فيروس كورونا ليطيح بهذه الرغبة بعرض الحائط، هذا ما أكدته أيضًا “رانيا البدري” المصرية والمقيمة حاليًا في الولايات المتحدة، حيث قالت إنها تنوي السفر لأسرتها في مصر فور السماح بذلك وفتح المجال الجوي، كما أنها تفتقد أيضًا السير لساعات طويلة وسط الحدائق، فقد كانت تذهب للحديقة المجاورة لمسكنها هناك مرة أسبوعيًا على الأقل.

ولكن على الرغم من قسوة هذا الشعور، فقد استطاعت “رانيا” رؤية جانبًا مضيئًا في هذا العزل، جعلها تتمهل قليلاً في حركتها اليومية، وتدرك قيمة الوقت الذي يستغرقه كل أمر لإتمامه.

رغبة في عودة الحياة لطبيعتها

كذلك كان الأمر لكاتبة قصص الأطفال “منار هزاع” والمقيمة حاليًا في الولايات المتحدة، فقد استغلت فرصة العزل كي تبتعد عن الاستخدام الزائد عن الحد لمنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، مما جعلها تدرك أنها تملك وقتًا كبيرًا، فأعادت اكتشاف حبها لخياطة العرائس واللعب القماشية.

وأكملت أنها تفتقد الحياة الطبيعية بكل أشكالها وتفاصيلها، بدءًا من إمكانية دخول المتجر بدون الوقوف في طابور، وبالطبع عودة الأطفال للانتظام في المدرسة، وأنها تنتظر انتهاء فترة العزل بسلام حتى تستطيع مقابلة الصديقات واحتساء كوب من القهوة، وهو ما كان يعد أمرًا عاديًا من قبل.

أما “نسرين بسيوني” المصرية والمقيمة حاليًأ بدولة الكويت، فقد قالت إنها على العكس من الآخرين والأغلبية، فقد جعلها العزل تشعر أنها لا تستطيع القيام بواجباتها الاعتيادية، وأنها أصبحت أكثر عصبية وانفعالاً، ولكن هذا لم يمنعها من انتظار لحظة انتهاء العزل الصحي حتى تستطيع السفر والذهاب إلى البحر الذي تحبه بشكل خاص، كونها من الإسكندرية بالأصل، حتى أنها أيضًا تفتقد عملها كمدير شؤون قانونية وإدارية، لأنها اضطرت كما الأغلبية إلى الجلوس في المنزل مع بدء هذه الفترة التعيسة من عمر الكوكب.

افتقاد السينما وتقدير الحياة الزوجية

الذهاب للسينما يعد من أكثر الأمور التي افتقدها الشباب المصري، فقد قال المهندس “محمد الصدفي” أنه يفتقد الذهاب إلى الحفلات الموسيقية والحفلات السينمائية، ولكنه فور انتهاء فترة العزل سيذهب إلى الملاهي والنادي من أجل أطفاله، واستطاع في فترة العزل معرفة قدر الطهي المنزلي، حيث استطاعت زوجته صناعة كل أنواع الطعام في المنزل.

بينما قال المهندس “مؤمن عادل” إنه سيصطحب زوجته للسينما فور انتهاء هذه الفترة المزعجة من الحياة، وأضاف أن فترة العزل لم تؤثر عليه بشكل كبير، حيث إنه كثيرًا ما كان يعمل من المنزل من قبل هذه الفترة، ولكنه أصبح يعمل لفترة أطول من السابق، مضيفًا أنه اكتشف أنه لا يوجد عمل أو غرض دنيوي يساوي أن يضحي بالبقاء مع زوجته في المنزل، ولكن جلّ ما يفتقده بالفعل هو لعب “بنج بونج” برفقة أصدقائه.

للسوشي أيضًا نصيب

تقول “فاطمة شبشوب” التونسية والمقيمة ببلدها، إن هذه الفترة جعلتها تقدّر مكانة والديها في حياتها بشكل أكبر، لذا تنوي فور انتهاء هذه الفترة الذهاب مع ابنتها إليهما، ورغم أنها كانت مقيمة في المنزل من قبل ابتداء فترة الحظر بسبب ابنتها الصغيرة التي لم تكن أتمت عامها الأول بعد، إلا أن الحظر الكامل الذي تقيمه تونس جعلها تفتقد السوشي الذي تحب تناوله دائمًا، وتنوي بإذن الله ذبح خروف لوجه الله فور انتهاء هذه الغمة.

أما “مريم ساني” من المغرب تقول إن هذه الأزمة أوضحت هشاشة كل نظام العمل القائم، ومهما كان المرء يظن أن عمله رتيب وممل ومضمون، إلا أن كل الأعمال في النهاية قدرية وغير مضمونة، وأن وعيها بهذا الأمر زادها إرهاقًا.

تكمل “مريم” أنها أدركت كونها محظوظة بوجود والديها معها في نفس المنزل أثناء فترة الوباء، فلا تنهار من القلق عليهما، ولكنها في الوقت نفسه تعتقد أن هذا القلق سيظل ملازمًا لها حتى بعد مرور هذه الفترة العصيبة. وأضافت أنها تفتقد عملها كطبيبة أسنان، فهي تحبه بشكل لم تكن تعتقده، وتنوي فور عودتها للعمل شراء كمية كبيرة أكثر من احتياجها المعتاد من أدوات العمل، مثل الكمامات الطبية والملابس الواقية، حتى لا تكون مهددة مرة أخرى للتوقف عن عملها بسبب توقف إمداد هذه الأدوات لأي سبب أو آخر كما حدث معها الآن.


يخبرنا الواقع والتاريخ، أن الحياة استمرت بالرغم من مرور العديد من الأوقات المظلمة على كوكب الأرض، ولكن في كل مرة كان الإنسان يستطيع أن يتخطى تلك الأزمات ويستكمل الحياة، وبإذن الله وبإيماننا بأن هناك غدًا مشرقًا ينتظرنا، تستطيع البشرية تجاوز هذه الأزمة كما تجاوزت ما قبلها، وما علينا سوى الالتزام بالوقاية والدعاء وأن نضع خططًا كبيرة ليومٍ نستطيع فيه الحياة كما اعتدنا من قبل.

وأنتم أيها القرّاء الأعزاء.. ماذا تخططون لفعله بعد انتهاء فترة العزل؟

اقرأ أيضًا: الخفافيش والبرد والجري بسرعة: تصورات الأطفال عن كورونا

المقالة السابقةعندما فتحت صندوق الرسائل
المقالة القادمةالنهاية أكثر من مجرد مسلسل

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا