7 نصائح للمقبلات على الزواج: كيف تتعرفين على جسدك؟

6058

“لما تتجوزي” تلك هي الجملة التي تتردد دائمًا على مسامع البنات عند معظم الطلبات العادية، السفر حتى لو للعمل، الخروجات الليلية حتى لو الصحبة آمنة، تغيير شكل اللبس حتى لو لم يخرج عن المألوف، الاهتمام بالجسد ما لم تكن متزوجة. نحن نعيش للأسف في مجتمع يضع قواعد غير منطقية لأي شيء ومعايير و نصائح للمقبلات على الزواج.. من ضمنها أنه يجب على البنت الحفاظ على جسدها، مع عدم الاعتناء به، إلا بأولويات النظافة فقط، منطق يجعل البنت لا تشعر بجسدها مطلقًا إلا حين قرب زواجها، بصورة أوضح يجعل جسد البنت مجرد شيء يخص غيرها، بالطبع الزوج.

أنا امرأة وعشت مغروسة في مجتمع النساء، دعني أنقل لك -إن كنت لا تعرف- بعضًا من قواعد ذلك المجتمع: إزالة الشعر لا يجب أن تفعله فتاة لم تتزوج، خصوصًا الشعر في المناطق الحساسة.. تهذيب الحواجب وغيرها.. المجتمع التي لو فكرت إحدى الفتيات الخروج عن قواعده يقابلها بالرفض وعدم القبول. نعم، فإن المرأة تنشأ في بلادنا على أن اهتمامها بجسدها يجب أن يكون من أجل شخص آخر، هو الزوج في الحالات العادية، والاهتمام بغير وجود زوج قد يتطور للحكم على البنت في أخلاقها.

المقبلات على الزواج: فجأة ظهر لي جسد

علاقة البنت مع جسدها في مجتمعنا قائمة على عنصرين أساسيين: الأول أن ذلك الجسد عورة وعيب، فتعيش الفتاة فاقدة إحساسها تمامًا بجسدها، الثاني أن ذلك الجسد يخضع لمعايير جمال متعارف عليها إلى أن أصبحت قاعدة لا يجب المساس بها، شعر طويل، جسد مثالي غير نحيف ولا ممتلئ، عيون ملونة وواسعة، بشرة فاتحة، صفات لا تتوافر في الأغلب الأعم من سكان تلك المنطقة من العالم أصلاً. بسهولة ممكن نستنتج مدى رضا البنات عن أجسادهن ومدى إحساسهن بمقدار جمالهن.

تعيش البنات طوال حياتهن على تلك القناعة إلى أن تفاجأ قبل الزواج بأن قائمة المهام الموكلة إليها بجانب شراء أطقم الحلل والأكواب الزجاجية، قائمة أخرى كبيرة، يمثل جسدها العامل المشترك في كل بنودها، صبغة الشعر بلون جديد، ماسكات للبشرة.. ماسكات للمناطق الحساسة.. كريمات اليد والقدمين.. شراء العطور، إجمالًا تشعر الفتاة فجأة أن ظهر لها جسد عليها الاهتمام به، فقط لينال الرضا.
يصادف هذا كله حالة الترقب لدى الفتاة من العلاقة الحميمة التي لا تتوافر أي معلومات صحيحة عنها. فالثقافة التي ترى في جسد المرأة مرادفًا للعيب لن تسمح بتداول معلومات عن العلاقة الحميمية تمكن الفتيات من فهم ما يحدث في تلك العلاقة.

الرغبة الجنسية: كيف أتعرف على جسدي؟

تشير الأبحاث إلى أن نجاح العلاقة الحميمية والرضا أثناءها يزيد كلما زادت نسبة رضا الزوجين عن شكل جسديهما، فتنعكس الصورة الذاتية عن الجسد على العلاقة، ويمكن إدراك ذلك بسهولة، فالعلاقة الزوجية قائمة بجزء ليس بهين منها على الاستمتاع الجسدي، لذا فإن كان شخص يرى في نفسه أن جسده ليس جميلاً سيتمكن منه الخجل من شكل جسده أمام شريكه، ولن يتمكن من الاستمتاع بشكل مرضي.

هنا لا يجب أن ننسى أن معظم الفتيات ينكرن على أنفسهن إحساس الرغبة الجنسية أو الأورجازم، لأسباب عديدة متوارثة من بينها كما ذكرنا رضاها عن شكلها، ولكن هناك أسباب مجتمعية أخرى كمفهوم الخجل الذي يجب أن تلتزم به البنت” المؤدبة”. لن أذكر هنا سوى جملة واحدة سمعتها، وهي: “حتى البنت لو عاوزة أو مش حاسة بكسوف لازم تعمل نفسها مكسوفة عشان جوزها يقول عليها مؤدبة”، سمعت تلك الجملة على أنها نصيحة من إحدى الحكيمات.

اقرأ أيضًا: مشكلات العلاقة الحميمة وعلاقتها بصورة الجسد

سنة أولى جواز: جسدي يتغير تمامًا

الوصول لمرحلة الزواج في مجتمعاتنا معناه أن الزوجين مرا معًا بالعديد من القواعد والأعراف، ليجمعهما بالنهاية بيت الزوجية، وتبدأ دقات القلب بالتزايد عند غلق الباب بعد آخر شخص، وتبدأ سلسلة متتالية من المخاوف المسموع عنها سابقًا. من المعروف بواقع التجربة والحكايات أن العام الأول للزواج هو الأصعب لاختلاف الطباع، كما يعتبره الكثيرون بداية التعارف الفعلي بين الزوجين، لن أناقش هنا اختلاف الطباع بين الزوجين، لكننا نناقش ما يحدث لأجساد المتزوجات في العام الأول وتأثيره على صحتهن النفسية.

مثلاً مع الدورة الشهرية فإن للزواج تأثير عام على هرمونات الجسم لدى المرأة، قد ينجو البعض من تأثيرها الذي يؤدي إلى زيادة الوزن واختلاف شكل تضاريس الجسم، وقد تقع الكثيرات في تلك البقعة التي يرونها بخوف شديد، زيادة الوزن ستقع في بند يجعلها من غير الجميلات، هذا كله بجانب إن حدث حمل في العام الأول للزواج، فتفور الهرمونات مرة أخرى بداخل جسدها ليزيد امتلاءً. من شأن هذا كله أن يؤثر على شكل الحياة الزوجية ككل، والعلاقة الحميمة بشكل خاص.

نصائح للمقبلات على الزواج

عندما سألت في جروبات السيدات: “بمَ تنصحين فتاة مقبلة على الزواج؟” أجبن ببعض النقاط إليكِ أهمها:

  1. أن تعرف أنها جميلة مهما كان شكلها لا يخضع لمعايير المجتمع، هي جميلة ويجب أن تشعر بالرضا التام، بل وتحب جسدها بكل “ديفوهاته”.
  2. القراءة عن العلاقة الزوجية من كتب ومصادر طبية موثقة، لا تأخذ كلام الأمهات والجدات والصديقات مرجعًا بتاتًا.
  3. كل علاقة زوجية مختلفة عن أخرى، لا توجد ثوابت.
  4. الاستمتاع الجنسي ليس عيبًا بل هو ضرورة إنسانية، وإن لم تشعري بهذا الاستمتاع عليك أن تعرفي أن هناك خللًا ما.
  5. لا تضغطي نفسك من أجل قواعد المجتمع.
  6. لا تحولي العلاقة الزوجية لواجب عليك فعله.
  7. اطلبي ما يجعلك سعيدة.

أخيرًا.. علاقة البنات بأجسادهن والمعلومات المتوافرة عن العلاقات الزوجية -للفتيات والفتيان على حد السواء- في كثير من بلادنا، تحتاج أن تتغير تمامًا. ونتمنى أن يأتي قريبًا اليوم الذي يتم فيه تدريس مناهج علمية توضح كل تلك التفاصيل.

اقرأ أيضًا: التربية الجنسية للبنات: ما أهميتها ومتى تبدأ؟

المقالة السابقةإخفاء علامات الأنوثة: كيف يمكن للكبت أن يقتلِك؟!
المقالة القادمة5 نصائح تعيد ثقتك في جسمك بعد الحمل والولادة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا