الطبيعي يكسب

49

بقلم: محمد عبد القادر

 

كل واحد فينا عنده صورة عن نفسه بيحبها، وبيحاول يظهر بيها قُدَّام الناس طول الوقت .. بس يا ترى هل الصورة دي بتكون دايمًا حقيقية؟ ولا مجرد قناع علشان نرضي المجتمع أو نخبي مشاعرنا الحقيقية؟ 

الحقيقة أن أكبر راحة نفسية ممكن نوصل لها هي أن اللي جوَّانا يكون زي اللي بنظهره .. التناقض بين المشاعر الحقيقية والتصرفات الظاهرية بيخلينا نعيش في صراع داخلي مستمر، وده بيأثر على ثقتنا في نفسنا وعلاقتنا باللي حوالينا.

 

ليه مهم أن اللي جوه يكون زي اللي بره؟

 

١. علشان أعيش حر

لما هكون على طبيعتي، هبقى حاسس بحرية وراحة نفسية حتى وأنا مش في أسعد حالاتي! .. لأني مش هبقى مضطر أفضل محبوس جوَّا توقعات الناس، أو أبقى طول الوقت براقب تصرفاتي علشان أحافظ على صورة معينة .. حتى لو على حساب راحتي ورغباتي الحقيقية. 

 

٢. علشان أكوّن علاقات حقيقية

العلاقات المبنية على التظاهر بتكون سطحية ومؤقتة. لكن لما أكون نفسي، هبقى قادر أستقبل حب الناس لي بجد .. لأني ساعتها هكون واثق من إنهم بيحبوني أنا، مش بيحبوا الصورة المصطنعة اللي أنا بصدّرها ليهم .. وده بيخليني أحسّ بالأمان والقبول الحقيقي .. ولو حد مش قادر يتقبل حقيقتي، فده معناه إنه مش مناسب يكون في حياتي أصلًا.

 

٣. علشان ما أبقاش مرهق طول الوقت

محاولة إخفاء مشاعري الحقيقية أو التظاهر بشخصية مش بتعبر عني حاجة بتستهلك طاقتي جدًا وبتستنزفني .. بتخليني أخسر أجمل ما فيّ .. أخسر عفويتي وتلقائيتي .. إني أكون نفسي هي الطريقة الوحيدة اللي بيها هعيش مرتاح ومتصالح مع ذاتي .. بس طبعًا ده مش معناه إني مش هشتغل على نفسي وأطور من ذاتي .. ولا معناه إني هكون ماشي بين الناس وكأني شايل صراعاتي كأنها يافطة على صدري! .. بحتاج أحافظ على خصوصياتي، وفي نفس الوقت أكون حقيقي بدون ادعاء أو تصنع .. وده بيتطلب مني مرونة .. والفرق كبير بين المرونة والتلون!

 

٤. علشان أبني ثقة قوية في نفسي

لما هكون صادق مع نفسي، مش هحس إني محتاج أمثل علشان أثبت للناس إني كويس. وده هيخلّيني أحسّ بإشباع من جوَّايا .. وبالتالي ثقتي بنفسي هتزيد لأني عارف إني مش محتاج أقنعه؛ علشان الناس تحبني أو تحترمني.

 

طب إزاي أبقى حقيقي؟

 

١. أواجه نفسي بصدق

أسأل نفسي: “أنا بجد كده؟ ولا بظهر بشخصية مختلفة عني؟” كل ما كنت صادق وأمين مع نفسي كل ما عرفت أوازن بين اللي جوايا واللي بظهره.

 

٢. أقبل نفسي بعيوبي ومميزاتي

مفيش حد كامل، كلنا عندنا حاجات بنحبها في نفسنا وحاجات بنتمنى نغيرها. بس بدل ما أحاول أخبي عيوبي، أتعلم أقبل نفسي بيها.. وبالتالي هكون قادر أكثر إني أشتغل عليها.

 

٣. مش هرضي الناس على حساب نفسي

لو فضلت أفكر في رأي الناس فيّ، عُمري ما هعرف أعيش على طبيعتي .. محتاج أكون باخد قراراتي بناءً على قناعاتي مش بناءً على توقعات الناس.

 

٤. أتعلم أعبر عن مشاعري الحقيقية

لو زعلان، مش هقول “أنا كويس”، ولو فرحان، مش هخبي فرحتي .. لكن مهم أتعلم التوازن بين التعبير عن المشاعر واحترام مشاعر الآخرين .. وكمان مهم أختار أشخاص آمنين علشان أشاركهم بمشاعري بحرية..  وده هيخليني شخص حقيقي ومتزن أكثر.

 

٥. ما أخافش أقول “لا”

لو حاجة مش مناسبة ليّ، مش هجامل على حساب نفسي. هتعلم أرفض الحاجة اللي مش مناسباني بدون ما أشعر بالذنب أو التقصير .. ودي في حد ذاتها سكة بتحتاج مني وقت وصبر..  وأحيانًا بتحتاج مساعدة متخصصة.

 

الخلاصة

إننا نكون نفسنا مش معناه إننا نكون مثاليين، لكن معناه إننا نكون صادقين وحقيقيين، وأمناء مع نفسنا.. مش هنلبس أقنعة علشان تناسب توقعات الناس، لأن في النهاية، اللي يستاهل يكون في حياتنا هو اللي هيتقبلنا زي ما أحنا.. لما يكون جوانا مش عكس برانا هنحس براحة نفسية حقيقية، وهنلاقي علاقات أعمق وأقوى.. وهنعيش حياة مليانة بالثقة والحرية.

 

المراجعة اللغوية/ عبد المنعم أديب.

 

المقالة السابقةالمطبخ السحري

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا