10 أساطير عن الاكتئاب

808

 

أيات جودت

أصبح الحديث عن الاكتئاب اليوم، واحدًا من أهم المواضيع التي تُطرح في المنصات الإعلامية والاجتماعية المختلفة، ولكن لا يزال البعض ينكر وجود هذا المرض. وبالرغم من وسائل المعرفة المفتوحة، فلا تزال هناك بعض الأساطير غير الحقيقية التي ارتبطت في الأذهان متعلقة بشأن الاكتئاب، ربما بسبب الصورة الخاطئة التي تظهر في الأفلام المختلفة، أو بسبب عدم معرفة الحقائق الكاملة وراء حالات الاكتئاب التي يلتقون بها، ومن الجائز أيضًا أن يكون السبب في جملة “أصل أنا عندي اكتئاب” التي أصبحت علكة يلوكها الجميع دون أن يعرفوا ماهيّة المرض فعلاً.

 

لهذا، قمت بترجمة هذا الموضوع، عن 10 أساطير غير حقيقية عن الاكتئاب، عن هذا المقال، لعله يصحح بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالاكتئاب.

https://www.huffingtonpost.com/2014/09/03/depression-myths_n_5715453.html

 

1- الاكتئاب والحزن وجهان لعملة واحدة

رغم أن الشعور العميق بالحزن يكون في أغلب الأحيان علامة الاكتئاب، إلا أن الاثنين مختلفين تمامًا. فالشعور بالحزن هو شعور مؤقت وغير دائم، يُحفّز بالخبرات الحياتية المريرة والذكريات المؤلمة الطاغية. بينما الاكتئاب         هو حالة دائمة، وعندما يشعر المكتئب بالحزن العميق، فإن هذا الشعور لا يختفي أو يخفت تلقائيًا بمرور الوقت.

والشخص المكتئب، غالبًا ما يصاحب شعوره بالحزن، إحساسه بالخواء النفسي وعدم الجدوى، مع القلق الدائم والتوتر، وهو ما يجعل القيام بالأمور الحياتية اليومية العادية أمرًا شاقًا للغاية، بل مؤلم ومرهق أحيانًا.

 

2- الاكتئاب مرض عقلي

الاكتئاب ليس مرضًا عقليًا، ولكن أحيانًا ما يوصم مرضى الاكتئاب بهذا الأمر، لذا يفضلون المعاناة في صمت وإخفاء الأعراض قدر الإمكان، وبالتأكيد عدم اللجوء للمساعدة.

الاكتئاب اضطراب في النفسية والحالة الجسدية والاجتماعية، لذا كي يستطيع مريض الاكتئاب التعامل معه دون طلب المساعدة أو إظهار الأعراض، هذا يتطلب قوة غير اعتيادية لممارسة طقوس الحياة اليومية، وهو ما ينهك المريض سريعًا ويجعل الأمر يتطور بسرعة.

 

3- الصدمات النفسية هي سبب الاكتئاب

رغم أن الصدمات النفسية مثل فقد الأحبة والطلاق والتعرض للخيانة، قد تكون محفزة للإصابة بالاكتئاب، ولكنها ليست المسؤول الوحيد عن هذا الأمر.

بالطبع هذه الأحداث تترك الشخص في حالة من الحزن الشديد والشعور بالوحدة والفراغ، ولكن إن استمرت هذه الأعراض لفترة أكثر من أسبوعين، عندها يصبح هذا الشخص مصابًا بالاكتئاب، وعليه مراجعة الطبيب النفسي، هو لم يصب بالاكتئاب بسبب التعرض لهذا الموقف، ولكنه كان لديه القابلية للإصابة بالاكتئاب بسبب عدة أمور أخرى، وجاءت هذه الصدمة لتكون القشة التي تقصم ظهر البعير كما يقولون.

 

4- الاكتئاب ليس مرضًا حقيقيًا

ولكنه في حقيقة الأمر مرض حقيقي، بل وقد يصبح مدمرًا، ومن الممكن أحيانًا عدم التعرف على أعراضه لأنها لا تأتي في هيئة واحدة لكل الأشخاص.

فقد أثبتت الدراسات، أن الاختلافات الفكرية والهرمونية والعصبية للأشخاص، لها تأثير مباشر في كيفية ظهور أعراض الاكتئاب على المريض، مثلها مثل الكثير من الأمراض البدنية، لذا وضع أعراض الاكتئاب في تصنيف واحد، يؤدي إلى عدم تفهّم الأشخاص لحقيقة مرضهم، وبالتالي التأخر في طلب المساعدة.

 

5- هذه مجرد أوهام

يُعتقد أن الأعراض العاطفية هي الأعراض الوحيدة المرتبطة بالاكتئاب، ولكن في حقيقة الأمر أن المرض من الممكن أن يصبح مرضًا عضويًا، فمن الممكن أن يُترجم إلى أرق أو نوم زائد، أو تغير في الشهية، أو آلام مزمنة في الصدر أو العضلات، بالإضافة إلى الصداع.

 

6- الرجل الحق لا يصاب بالاكتئاب

يظن البعض أن الرجال لا يصابون بالاكتئاب، وهذا الأمر يرجع لسببين، الأول هو أن نسبة تعرض النساء للاكتئاب ضعف نسبة عدد الرجال، والسبب الثاني هو أن الرجال عندما يصابون بالاكتئاب يحاولون إنكار الأمر قدر الإمكان، وهو ما يجعل اكتشاف المرض لديهم أصعب.

ليس هذا فحسب منبع خطورة إصابة الرجال بالاكتئاب، فعندما يُخفي الرجال مرضهم، أحيانًا يتطور إلى درجة خطيرة، تصل إلى حد الانتحار، ويفاجأ الجميع حينها بأن هذا الشخص الذي كانوا يرونه طبيعيًا، كان يعاني من الاكتئاب الشديد، ربما لا يعلم الشخص نفسه أنه مصاب بالاكتئاب ولذا لم يلجأ للعلاج، وهذا بسبب الفكرة التي يصدرها المجتمع، بأن الرجال لا يصابون بالاكتئاب.

 

7- الاكتئاب مرض وراثي

الدراسات القديمة كانت تثبت أن الاكتئاب مرض وراثي بنسبة كبيرة، ولكن العكس تمامًا هو ما أظهرته الدراسات الحديثة، التي تفيد بأن المصابين بالاكتئاب وينحدرون من عائلة ذات تاريخ اكتئابي مرضي، هم أكثر عرضة بأن يتطور مرضهم بدرجة أشد بنسبة من 10% إلى 15%، وقد يعانون من نفس أعراض الاكتئاب الموجودة في العائلة.

ولكن هذا لا يعني أن كل المصابين بالاكتئاب قد ورثوه، أو إن كان والداك يعانيان من الاكتئاب فإنك أيضًا ستصاب به، وعلى كلٍ، فهذا الأمر غير مهم، لأنه يجب على كل شخص أظهر أعراض للاكتئاب أن يطلب المساعدة الطبية.

 

8- تناول مضادات الاكتئاب هو العلاج الأمثل

بالطبع لأدوية مضادات الاكتئاب دور كبير في معالجة العديد من الأشخاص من الاكتئاب، ولكن ليست هي الحل الوحيد ولا الحل الأمثل، وهذا لأن تركيبة الأشخاص مختلفة، وبالتالي لا يصلح العلاج بالدواء لكل الأشخاص، وهذا يعتمد على تشخيص الطبيب.

فأحيانًا يرى الطبيب أن العلاج النفسي أفضل للمريض، وأحيانًا يفضّل إعطاؤه أدوية، وفي حالات أخرى يتمثل الحل في الأمرين معًا.

أيضًا مضادات الاكتئاب ليست حبوبًا سحرية، يتناولها المريض مرة فيُشفى على الفور، بل هي خطة علاج طويلة نسبيًا، وتترواح مدتها اعتمادًا على مدى استجابة المريض للعلاج.

 

9- أدوية علاج الاكتئاب تسبب الإدمان ويجب تناولها طوال العمر

هذا الأمر ليس صحيحًا بشكل كامل، فبعض الأشخاص قد يحتاجون إلى نظام علاجي طوال حياتهم بجرعات محسوبة، ولكن أغلب من يتعاطون الأدوية تكون لفترة قصيرة من الزمن، بل والأكثر من ذلك، فإن 40% من مرضى الاكتئاب لا يحتاجون إلى تناول الأدوية، ويُكتفى بالعلاج النفسي فقط.

 

10- الحديث عن الاكتئاب يزيد من حدته

وهذا لأن مرض الاكتئاب ظل لفترة طويلة من الأمراض التي لا يمكن التحدث عنها، ويبتعد أصدقاء المريض عن الكلام معه عن الاكتئاب ظنًا منهم أنهم بهذا الأمر يجعلونه ينسى ولا ينغمس في الاكتئاب، ولكن هذا الأمر خاطئ جدًا، فمن حق مريض الاكتئاب الإفصاح عن مشاعره، وعلى من يصغي له ألّا يزيد من مشاعره السلبية أو يتفّه منها، ولكن عليه دعمه بشتّى الوسائل، وتشجيعه على الذهاب للطبيب النفسي.

 

مقال مترجم قد يصحح بعض المفاهيم عن الاكتئاب

 

المقالة السابقةعن القوانين الخفية التي تحكم حياتنا
المقالة القادمةزيارة لمجموعة علاج الاكتئاب

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا