جربت من وقت للتاني تجيب ورقة وقلم وتكتب فيها اسمك بالكامل وعنوانك الحالي والبلد اللي مقيم فيها دلوقتي وشغلك اللي فعليًا بتشتغله مش اللي نفسك فيه.. وتشوف الوضع إتغير ولا لأ؟
ستات كتير جدًا بعد الجواز وشهر العسل ما يخلص والناس تبارك تلاقيها كده قعدت في البيت وجالها اكتئاب وتبدأ في نغمة “واحشني بيت بابا” ويا حبذا لو متجوزة في بلد غير بلدها.. عايزة أرجع بلدي أشوف أصحابي وأنزل المحلات.. ناس كتير بعد ما بتغير أماكن شغلها أو يعزلوا أو يسافروا بلد تانية بيدخلوا في نفس الدوامة برضو.. أما بقى عن المهاجرين فخلينا ساكتين بلاش نفتح في جروحهم؛ فيهم اللي مكفيهم.
ولأني من النوع الثاني من الناس، بدأت أفكر إيه الحالة اللي بنوصلها دي وسببها إيه. ليه أول ما بندخل فيها بيكون عنوان حياتنا أغنية “أنا مش عارفني أنا تهت مني أنا مش أنا”؟ ولقيت الفكرة بتتلخص في “فقدان الهوية”. أنا مين؟ ساكن فين؟ إيه الأماكن اللي متعود أروحها؟ فين المكوجي اللي على أول شارعنا اللي بكوي هدومي عنده؟ فين عم محمد البواب؟ فين محل السمك اللي ورا بيت عمتي اللي كنا بناكل عندها كل جمعة؟ بشتغل إيه؟ بقى وضعي في المجتمع إيه؟ وأسئلة وتفاصيل من هذا القبيل.
لما بنفقد هويتنا بيقى قدامنا اختيار من اتنين، يا نكتئب ونفضل نقطر في الماضي يا إما نصنع هوية جديدة.. مش الناس بس اللي بياخدوا حتة مننا لما بيمشوا.. دي الأماكن كمان لما بنفارقها.. بس أعتقد إن لو الفراعنة رجعوا يا إما هيتكوموا في الكرنك.. وينتحروا من برج القاهرة يا إما هيفكروا يعملوا حضارة جديدة.
جملة سمعتها زمان: إحنا بنفضل نستني الأيام الحلوه ترجع.. لا الأيام بترجع ولا بنصنع أيام جديدة حلوة. ماذا لو كنت فرعوني؟! غيروا.. جملوا.. شكلوا حياتكم.