كيف تختار كتابًا لطفلك

637

 

بقلم/ مروة عطية

كل أم لديها شغف بأن يتعلق طفلها بالقراءة، ويرغب في اقتناء الكتب، لذلك تصطحب الأم أطفالها كل عام إلى معرض الكتاب لكي يقتنوا ما لذ وطاب من الكتب، ولكن أحيانًا تنتاب الأم حيرة كيف تختار الكتاب المناسب لأطفالها؟

 

بالرغم من أن يدون على كتب الأطفال الفئة العمرية التي تناسب ما يحتويه الكتاب، لكن أحيانًا تحمل بعض هذه الكتب جملاً معقدة لا يفهمها الطفل، أو قد تكون دون المستوى ولا تقدم جديدًا ولا مفيدًا للطفل.

 

فتختلف حاجات وميول الأطفال في كل مرحلة من مراحل نموهم، ويجب كل ما يقدم لهم أن يتواءم في شكله ومضمونه مع كل مرحلة، فالسنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تمثل مرحلة حاسمة في حياته وتؤثر بشكل كبير في مستقبله، وهنا تأتي أهمية ما يقدم للطفل في هذه المرحلة، فيجب أن تجذب الطفل للكتاب وتحببه في القراءة، وهناك كتب لها مميزات اللعب، وتكون لأكثر جذبًا للطفل، فبها مجسمات للمباني أو القطارات أو السيارات، وترفق مع بعضها دمى صغيرة تمثل أشخاص القصة، فينجذب إليها الطفل وتفتح أمامه آفاقًا واسعة من المعرفة والاكتشاف، كما تزيد من نموّه لغويًا وتنمي الذوق الفني لديه.

 

وننتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل نمو الأطفال، وهي من 6إلى 8 سنوات، ففي هذه المرحلة يتسع خيال الطفل ويزيد فضوله ويكبر حبه للاستطلاع، فيتسع عالم الطفل في هذه المرحلة، ولا بد أن ما يقرأه الطفل يحتوي على إجابات الأسئلة التي تدور في ذهنه، وإن كان بعضها يمثل حرجًا، ولكن تكون الإجابات مبسطة وتوائم عمر الطفل في هذه المرحلة، فعادةً ما يسأل الطفل أسئلة تمثل حرجًا للأم وتحتار في الإجابة عليها، مثل لماذا أنا أختلف عن أختي؟ أو إحنا بنيجي منين؟ أو لماذا يموت الإنسان؟ فالكتب التي تحتوي على الإجابات التي تحير الطفل تكون طوق نجاة بالنسبة للأم، كما أنها تكون محاولة من الطفل لاكتشافه هذه الإجابات بنفسه بطريقة سليمة، واحرصي أن تحتوي على قيم إيجابية، وتجنبي القصص المخيفة أو الكئيبة التي لا تضيف له جديدًا ولا يتعلم منها شيئًا.

 

وتبدأ مرحلة أخرى، وهي من8  إلى 12، فهنا تبدأ مرحلة البطولة، ويبدأ الطفل في الهدوء النسبي، ويكون أقرب للواقعية، وينجذب الطفل في هذه المرحلة إلى قصص الشجاعة والقصص البوليسية والمغامرات وقصص الترحال، ويجب مراقبة ما يقرؤة الطفل من القصص التي تتحدث عن الخوارق، حتى لا يحاكي ويحاول أن يقلد ما يقرؤه، وهذه السن هي أفضل سن لاكتساب المعلومات؛ اقتني له الكتب التي تزخر بالعلوم والمعرفة، ويستطيع أن يقرأ الطفل في هذه السن في مجالات عدة.

 

ثم تبدأ مرحلة المثالية بالنسبة للطفل، وهي من 12 إلى15  سنة، حيث يجتاز مرحلة الطفولة وينتقل إلى مرحلة شديدة الحساسية، فيختار ما يقرؤه بنفسه دون فرض من أحد، ويرفض الاختيار له، ويميل إلى قراءة الروايات والقصص القصيرة والقصص الرومانسية والشعر.

 

فعندما تقتني كتبًا لطفلك ليس فقط لإلهائه أو إشغاله أو لتنمية مهاراته، بل ليكون بمثابة مربّي له يحتوي على قيم أخلاقية ودينية وأدبية، يستفيد منها وتيساعد في بنائه عقليًا ونفسيًا واجتماعيًا ولغويًا.

 

 

 

المقالة السابقةعندما يتحول الكتاب لبساطٍ سحري
المقالة القادمةأنا مش عارفني
نون
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا