7 خطوات تحمي بها طفلك من العنف الأسري

1919

تخيل أنك تعيش في منزل مع شريك معنف أو مسيء، أو مع شخص يسيء إلى شخص آخر، وأنت مجرد شاهد على هذه الإساءة.

الآن تخيل أنك تعيش في هذا المنزل كطفل مرعوب وعاجز عن الدفاع عن نفسه..

سيناريو مرعب أنت فيه الحلقة الأضعف، في سلسلة لا تنتهي من العنف. شخص ضعيف ليس لديك خيار سوى الاستسلام والصمت.

يتعرض الكثير من الأطفال في مصر للعنف، على يد الأشخاص الذين يفترض أن يوفروا لهم الحماية والرعاية، وذلك بحسب دراسة تفصيلية أجريت بواسطة مركز خدمات التنمية، لصالح المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة اليونيسف

المؤلم أكثر من ذلك أنه في كثير من الأحيان يُعتبر هذا العنف مقبولاً وطبيعيًا من قبل الذين يمارسوه؛ بل وأحيانًا من قبل الأطفال أنفسهم.

ما هو العنف الأسري ضد الأطفال؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يمكن تصنيف العنف الأسري ضد الأطفال إلى 6 أنواع مختلفة.

تشمل العقاب البدني والجنسي والنفسي والتسلط، بما في ذلك التسلط الإلكتروني، والتمييز بين الفتيات والفتيان بسبب هويتهم الجنسية ونوعهم.

التعرض لسوء المعاملة وأنواع العنف المختلفة له تأثير سلبي طويل الأمد على سلوك الطفل ونمو دماغه وسلامته العامة، كما تمتد آثار العنف لتشمل الجوانب النفسية، فيصاب الطفل بالقلق والخوف والعدوانية، وأحيانًا يصل الأمر إلى الرغبة في الانتحار.

اقرأ أيضًا: تأثير العنف الأسري على الأطفال: نفسيًا وصحيًا وعقليًا

دور الأم في حماية أطفالها من العنف الأسري

العنف الأسري أشبه بكرة الثلج، ما أن يبدأ بين الآباء حتى يتضخم ويكبر تأثيره ليمتد، فيطال الأطفال. غالبًا ما تكون الأمهات هن الطرف المُعنف في دائرة العنف هذه، بينما يكون الأطفال هم الطرف الأضعف.

وفقًا لدراسة أُجريت في جامعه جنوب أستراليا فإنه خلال اثني عشر شهرًا الماضية، تعرضت أكثر من 243 مليون امرأة وفتاة (تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا) في جميع أنحاء العالم للعنف الأسري، سواء عنف جنسي أو جسدي. وأن الأطفال في رعايتهن شهدوا هذا الاعتداء والعنف.

تعرفي على: علامات العنف الأسري: كيف تعرفين أنك وطفلك ضحايا ؟

إستراتيجيات الدفاع عن الأطفال

أشارت الدراسة السابقة إلى أن الأمهات المُعنفات اتبعن عدة إستراتيجيات لحماية أبنائهن من العنف. تقول الدكتورة فيونا بوكانان القائمة على الدراسة إنه في كثير من الأحيان، يُنظر إلى النساء على أنهن ضحايا سلبيات للعنف الأسري، ولا يستطعن حماية أطفالهن أثناء تعرضهن للإساءة، ولكن ما لا يدركه العديد أن هؤلاء النساء يحمين أطفالهن بطرق مختلفة، حتى وإن كان على حساب سلامتهن الشخصية.

إحدى الإستراتيجيات المتبعة في حماية الأبناء من عنف الشريك هي التحكم في البيئة المنزلية. كالعمل لتأمين الطعام والمال للشريك المسيء، أو العمل على احتواء الصدام قبل حدوثه، أو تجنب الصراع مع هذا الشريك عن قصد حتى لا تتطور الأمور للشجار والعنف.

تعرفي على: العنف المدرسي: كيف تحمي طفلك من بيئة العنف الأولى

ماذا أفعل لحماية طفلي من العنف الأسري

الحل الأمثل لسلامتك وسلامة صحة طفلك العقلية والنفسية والجسدية، هو ترك تلك البيئة المسيئة.

إلا أن هذا الخيار قد يبدو صعبًا للبعض، خصوصًا في غياب الدعم النفسي والمادي والمجتمعي.

سنحاول أن نقدم لك بعض النصائح التي ستساعدك على حماية طفلك.

1. اطلبي المساعدة لنفسك أولاً

لن تستطيعي تقديم الدعم لطفلك دون طلب المساعدة لنفسك أولاً، يوجد الكثير من الأماكن المتخصصة التي تقدم خدمات المشورة والدعم النفسي بشكل مجاني مثل المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة.

يقدم برنامج “العيش من أجل قصة حياة أفضل” مجموعة “احكي يا نون”، والتي تقدم الدعم النفسي للسيدات من خلال محاضرات ومجموعات المساندة وورش الدعم النفسي في المحافظات بشكل متخصص، دون مقابل مادي، يمكنك التواصل معهم من خلال صفحتهم على facebook.

2. تحدثي مع طفلك

قد يجد الطفل صعوبة في الحديث عن العنف الأسري، سواء بسبب شعوره بالخجل أو بالخوف أو لعدم امتلاكه اللغة المناسبة للتعبير ووصف ما يمر به، من المهم ان تستمعي إليه جيدًا.

أخبريه أنك تقدرين مشاعره وتحترميها. استمعي له ولا تقاطعيه، ساعديه على صياغة مشاعره بشكل بسيط دون خوف أو خجل.

تعرفي على: الطفل العنيف والسلوك العدواني عند الأطفال والمراهقين، ما هي أسبابه؟

3. لا تشعريه أنه مخطئ

إذا شاركك الطفل تفاصيل العنف الذي يتعرض له أخبريه أنه فعل الشيء الصحيح بإخبارك ما يشعر به.

أخبريه أن ما يحدث معه ليس خطأه، وأنه شخص جيد. ادعميه بالدفاع عنه، حاولي أن توقفي العنف الموجه ضده، لا تتواطئي مع الشخص المُسيء بالصمت.

4. لا توجهي له اللوم

كأم في بيئة معنفة يجب أن تتفهمي أن العنف الذي يتعرض له الطفل سينعكس بشكل أو بآخر على سلوكه ونفسيته.

فالطفل المعنف قد يصاب ببعض الاضطرابات السلوكية، كفرط الحركة والكذب، أو بعض الاضطرابات النفسية كاضطراب القلق والخوف. دورك كأم هو أن تحتويه لا تلوميه ولكن قوّميه.

5. اطلبي المساعدة

عندما تلاحظين تغيرًا على سلوك ونفسيته طفلك، أطلبي المساعدة من المختصين. تقدم مستشفى العباسية للطب النفسي خدمات الدعم النفسي للأطفال المعنفين، كما تقدم المستشفى جلسات لتعديل السلوك بأسعار رمزية.

6. أخبريه أنك تحبينه

الأطفال التي تنشأ في بيئة معنفة يُخلق بداخلهم شعور بالرفض وأنهم غير مقبولين. أخبري الطفل أنه ليس طرفًا في دائرة العنف هذه. كرري علي مسامعه دائمًا أنك تُحبينه وأنه شخص مقبول اجتماعيًا، ادعميه بحبك له.

7. اخلقي له عالمًا موازيًا

من المهم أن يشارك الطفل المعنف في أنشطة رياضية أو فنية تساعده على استعاده ثقته بنفسه. أن يكون له عالم آخر خاص به، يستطيع فيه أن يعبر عن نفسه وعن رأيه بحرية وشجاعة دون خوف من الانتقاد واللوم.

ستساعد هذه الحلول على دعم وحماية الأمهات والأطفال المعنفين ولو بشكل مؤقت، لكن للأسف، لا يمكننا إخراج النساء والأطفال من هذه السيناريوهات المؤلمة دون إلقاء نظرة أعمق على المجتمع، الذي يتسامح مع العنف الأسري، ويلقي باللوم على النساء لكونهن ضحايا، ويرفض أن يقدم لهن ولأطفالهن المساعدة.

المقالة السابقةغسيل الدماغ بالحب.. عنف من نوع آخر
المقالة القادمةكيف أصبح المينيماليزم أسلوب حياة
صحفية وكاتبة مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا