كيف نحمي الأطفال من زيادة الوزن في زمن كورونا

1752

هل ما زلنا نتذكر أيام ما قبل كورونا ؟ هذا الركض المحموم ما بين المدرسة والتمارين والكورسات؟ أيام مشحونة بالحركة والنشاط. تحكي “س”: “كنا نقضي اليوم بأكمله في الخارج، ابني يتمرن سباحة وكاراتيه وابنتي سباحة وجمباز. بالإضافة لكورس الآرت مرة أسبوعيًا. اعتدت أن أشكو دائمًا من الجهد الذي أبذله. لكن الآن أتمنى أن تعود هذه الأيام. أحاول أن يمارس أبنائي الرياضة في المنزل لكن هذا لا يقارن بتمارين النادي. وبدأت ألاحظ كرشًا صغيرًا وخدودًا بدأت تنمو لديهم”.

لا تخبر طفلك أن وزنه ازداد أو أن لديه كرشًا، أو تعلق تعليقات سلبية على وزنه أو شكله.

أما “منى” فلم يكن أبناؤها يشاركون في أي تمارين رياضية، لكن الذهاب يوميًا للمدرسة كان يوفر لهم فرصة جيدة للحركة والنشاط، الآن يقضون اليوم كله بين اليوتيوب والتيك توك.

سواء كان أبناؤك ممن اعتادوا ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتحقيق البطولات، والحصول على الميداليات. أو كانوا يكتفون فقط بالنشاط الذي يمارسونه في المدرسة، فقد أثر تفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19 على جميع الأسر. ومع إغلاق المدارس والنوادي والمراكز الرياضية صرنا جميعًا حبيسي المنازل. بمرور الوقت بدأت بعض الأمهات تلاحظ التغيرات السلبية التي طرأت على أطفالها. البعض يشكو من خدود وكروش صغيرة والبعض الآخر يشكو من زيادة كبيرة في وزن أطفاله.

“م” مثلاً على الرغم من أن الزيادة في وزن طفلها ليست بالكبيرة أو الملحوظة، لكنها لا تستطيع أن تتجاهل قلقها. خصوصًا أنها هي شخصيًا عانت في طفولتها من السمنة وزيادة الوزن في نفس السن تقريبًا، وعلى الرغم من أنها استطاعت مؤخرًا أن تسيطر على وزنها، بعد سنوات من المعاناة، فإنها تخاف من انتقال المعاناة إلى ابنها.

تأثير الأزمة على طعامنا

لم أكن معتادة على الخبز في المنزل أو إعداد الحلويات، لكني خلال الشهرين الماضيين لم أكن أخرج من المطبخ تقريبًا. ولست وحدي، يكفي أن تلقي نظرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتشاهد الكثير من الصور للوصفات الشهية المعدة في المنازل. وكأن هناك علاقة قوية بين التوتر وطهو الطعام.

طبقًا لخبراء علم النفس فإن أول ما يتغير من سلوكيات الناس عندما يواجهون أزمات أو ضغوطًا كبيرة هو السلوكيات المتعلقة بتناول الطعام. يفسر هذا ازدياد إقبال الناس على ما يعرف بالكمفورت فود أو الطعام المريح. التفسير الفسيولوجي لهذا الأمر هو أن جسمنا يميل إلى الرغبة في تناول أطعمة مرتفعة السعرات الحرارية وغنية بالسكر في الأوقات الصعبة، ﻷنها تمنحنا جرعات مكثفة من الطاقة. بالإضافة إلى أن الضغوط العصبية تزيد من نسبة الكوليسترول في الجسم والذي يزيد من الشهية.

اقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل.. هل يشبع الطعام جوعنا إلى الحب؟

ما هو معدل الوزن الصحي؟

قد تسقط بعض الأمهات في فخ القلق من زيادة وزن الأطفال دون داعٍ. هذا الرابط يساعدك على معرفة ما إذا كان وزن طفلك مناسبًا لعمره. كل ما عليك هو إدخال وزنه وعمره.

ما في الثلاجة هو ما سيأكله طفلك

يساعد التخطيط للوجبات الأسبوعية على وجود مقترحات واضحة تنقذك من الحيرة واللجوء للأطعمة السريعة.

لن تقلقي من أن يشتري الطفل بمصروفه طعامًا غير صحي في المدرسة، ولا من أن يخرج مع أصدقائه لمطاعم الوجبات السريعة. لن يأكل طفلك سوى الطعام المتاح في المنزل.

تندهش “ر” من شكوى بعض الأمهات من زيادة وزن أبنائهم بينما تمتلئ ثلاجاتهن بالحلوى والأطعمة السريعة بلا أي ضوابط. فهي ترى أن الطفل سيضطر في النهاية ﻷكل ما هو متاح في المنزل. إذا فتح الثلاجة ووجد خضراوات وفاكهة سيأكلها، وإذا فتحها ليجد بيبسي وشيبسي فسيأكلها. لذلك حاولوا أن توفروا في البيت بدائل صحية سهلة التناول. فالطفل يحتاج إلى وجبات خفيفة (سناكس) بالإضافة إلى الوجبات الرئيسية، من الخيارات الصحية التي يمكنك توفيرها: فواكه وخضراوات مغسولة وجاهزة للأكل، بيض مسلوق، وقطع الجبن، والزبادي، وسلطة الفواكه.

قللوا الأطعمة المعالجة، والمشروبات السكرية، والحلوى المعلبة، والآيس كريم. من الممكن تناولها مرة أسبوعيًا على سبيل المثال لكن لا تجعلها جزءًا من نظامهم الغذائي. كما يساعد التخطيط للوجبات الأسبوعية على وجود مقترحات واضحة تنقذك من الحيرة واللجوء للأطعمة السريعة.

اقرأ أيضًا: من أجل صحة أفضل: كيف تعلمت الاحتياجات الغذائية لجسدي؟

الروتين اليومي

يحتاج الأطفال أقل من 10 سنوات 8-10 ساعات يومية من النوم. أما الأطفال الأكبر عمرًا فيحتاجون ما بين 8 إلى 9 ساعات يوميًا.

– احرصوا أيضًا على تثبيت مواعيد الوجبات بقدر الإمكان، فوجود روتين وبنية واضحة لليوم يساعد على تقليل الشعور بالتوتر والقلق. كذلك احرصوا أيضًا على أن توجد العائلة بأكملها حول المائدة وقت تناول الطعام. لم يكن هذا الخيار متوفرًا للكثير من الأسر قبل الأزمة، والآن مع انتقال الكثيرين للعمل من المنزل ربما تكون هذه هي الميزة الوحيدة.

– هناك عدة دراسات أثبتت وجود علاقة بين النوم غير المنتظم واكتساب الوزن. يحتاج الأطفال أقل من 10 سنوات 8-10 ساعات يومية من النوم. أما الأطفال الأكبر عمرًا فيحتاجون ما بين 8 إلى 9 ساعات يوميًا.

النشاط الحركي

تشير التوصيات إلى احتياج الأطفال من سن 5-12 لساعة يوميًا من الأنشطة الجسدية. وهو ما لم يعد متاحًا في ظل هذه ظروف انتشار كورونا. لكن هناك بعض البدائل التي يمكنك توفيرها داخل المنزل:

– هناك الكثير من الخيارات داخل المنزل، بالتأكيد لا ننصح بلعب الكرة داخل المنزل لوجود التلفاز والنوافذ وكل الأشياء التي لا نريدها أن تتحطم، لكن بإمكانهم استبدال الكرة بالبالونات الخفيفة.

– بإمكانهم أيضًا ممارسة سباق القفز، أو القفز داخل الجوالات وغيرها. احرص على أن يكون الأمر أشبه بلعبة ممتعة وألا يبدو مهمة ثقيلة أو واجبًا عليهم الانتهاء منه.

التمارين على أجهزة

إذا كان لديك أجهزة رياضية في المنزل فبإمكانك السماح للأطفال باستخدامها، بعد التأكد من ضبطها بما يناسبهم.

الإكس بوكس

إذا كان لديكم إكس بوكس فهي فرصة هائلة لأبنائك للاستمتاع بممارسة الأنشطة الحركية، هناك بعض الأسطوانات الرياضية المتخصصة، وكذلك أسطوانات الألعاب المخصصة للأطفال.

التمارين عبر الإنترنت

على الرغم من أننا جميعًا نشكو من قضاء أبنائنا للكثير من الوقت على الشاشة، ونحاول تقليصه. فإننا بإمكاننا استغلال هذا الوقت لصالحهم، هذه مجموعة من القنوات أو الصفحات المخصصة في تقديم الأنشطة الرياضية الممتعة:

PE with joe: هذه القناة تبث يوميًا في التاسعة صباحًا بتوقيت المملكة المتحدة، بثًا مباشرًا على يوتيوب لمدة 30 دقيقة من التمرينات المناسبة للأطفال. وإذا لم تستطيع اللحاق بها في الصباح فستجد الفيديوهات متاحة في أي وقت يناسبك.

Cosmic Kids Yogaتمارين يوجا مناسبة للأطفال مع رسوم مرحة وحكايات لطيفة. لا تساعدهم فقط على تمرين أجسادهم لكنها أيضًا تساعد على تهدئة أعصابهم في هذه الأوقات المشحونة بالضغوط.

KIDZ BOPالرقص قد يكون فرصة للأطفال للحركة والاستمتاع بوقتهم، تقدم هذه القناة مجموعة من فيديوهات الرقص المخصصة للأطفال والممتعة.

Nike training club: هذا التطبيق للموبايل، مناسب للأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقين. ويقدم العديد من التمرينات التي تتراوح مدتها من 10 دقائق وحتى ساعة والتي تتدرج في الصعوبة.

اقرأ أيضًا: وقت الشاشة للأطفال: 15 مسلسلاً تعليميًا على نتفليكس

اللعب في الخارج

إذا كنت تعيش في منطقة غير مزدحمة فبإمكانك الخروج وركوب الدراجة أو التمشية حول، المنزل مع مراعاة احتياطات السلامة من عدوى كورونا من ارتداء الكمامات وعدم لمس أي شيء وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.

كن مثلاً أعلى

إن الأطفال الذين يعيشون في أسرة يمارس أفرادها عادات صحية، يكتسبون هذه العادات بطبيعة الحال. لا يمكنك أن تقدم لطفلك بدائل صحية بينما يراك تتناول البيبسي طوال الوقت. ولا يمكنك أن تنصحه بممارسة الرياضة وأنت لا تتحرك من على الكنبة.

اقرئي أيضًا: أجمل كلام عن طفل صغير، أجمل عبارات عن الأطفال

لا تشِر إلى الأمر

لا تخبر طفلك أن وزنه ازداد أو أن لديه كرشًا، أو تعلق تعليقات سلبية على وزنه أو شكله. تقول “ع”: “لم أشر من قريب أو بعيد لما يخص الوزن، لكني أخبرت ابنتي أن علينا الاهتمام بصحتنا ومناعتنا كي لا نصاب بفيروس كورونا علينا أن نتناول طعامًا صحيًا ونمارس الرياضة، وما أنصحها به ألتزم به أنا أيضًا”.

تذكر دائمًا أن اعتياد الأطفال على عادات غذائية غير صحية، مع زيادة الوزن في سن صغيرة قد يؤثر عليهم في سن أكبر، ويسبب لهم مشكلات هم في غنى عنها.

اقرأ أيضًا: 9 نصائح لمواجهة الخوف والقلق من فيروس كورونا
المقالة السابقةفي رحلة البحث عن الذات، كم اشتاق لنفسي القديمة
المقالة القادمةالقراءة وأشياء أخرى للتعلم والمعرفة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا