كل فتاة مراهقة لديها قصة مؤلمة عن سن البلوغ، وقت مرهق ومربك، حوادث محرجة وحب الشباب والتقلبات الهرمونية والشعر الزائد وآلام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى معايير الجمال التي فرضها المجتمع. صفات جسدية من طول ووزن ولون بشرة ومحيط خصر إضافة إلى ماركات الملابس العالمية، فما تأثير مقاييس الجمال الشائعة في مرحلة المراهقة؟ حيث سؤال “كيف أبدو؟” لا يشغل بال طفلتك الصغيرة الآن، لكنه بالتأكيد سيشغل بالها بشكل مؤلم في سن البلوغ.
التأهيل لمرحلة المراهقة: ما الذي عليك أن تعرفه
1. تأهيل ابنتك لاستقبال مرحلة البلوغ
تغير الهرمونات في هذه السن يؤثر بحدة على علاقة المراهقة بجسدها، يصبح الجسم خارج نطاق السيطرة ويزداد الأمر سوءًا عندما تجهل الفتاة ما يدور في جسدها.. معركة هرمونية وتقلبات مزاجية لا تفهم عنها شيئًا، أضف عبء الصورة الجسدية المثالية الذي تواجهه المراهقة خاصة في ظل مواقع التواصل الاجتماعي وهوس الظهور بالشكل المثالي والقوام الممشوق.. فماذا على المربي أن يفعل؟
- الانتباه إلى مخاوف ابنتك والاستماع إليها وطمأنتها بأن ما يحدث طبيعي فهي تنمو.
- إخبارها أن الصور النمطية الشائعة عن مقاييس الجمال غير حقيقية، ولها تقنيات إلكترونية تتلاعب في الصور لإظهار الأشخاص أجمل مما يبدون في الطبيعة
- مساعدة ابنتك على فهم الرسائل المتعلقة بجسدها والتركيز على سؤال مهم: ماذا يحدث بجسدي؟
انظر أيضا: التربية الجنسية للبنات ما أهميتها ومتى تبدأ؟
2. الاستعداد للدورة الشهرية: هل هي علامة البلوغ الوحيدة؟
الجهل سينتج تجارب سلبية خلال جزء حاسم من التطور، وسيستمر لسنين
الدورة الشهرية الأولى قد تسبب الصدمة والخوف والحرج ويحدث ذلك عادة بسبب عدم الاستعداد الجيد لتطور مرحلة البلوغ ويظهر هذا التخبط بكثرة في الفتيات اللائي يبدأن سن البلوغ قبل 12 عامًا وكذلك الفتيات اللواتي لا يعرف آباؤهن إلا قدرًا ضئيلا مما يمررن به بناتهم في تغيرات سن المراهقة.
تشير التغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية إلى أن ابنتك انتقلت من الطفولة إلى المراهقة، هنا ستتسبب التغيرات العصبية في دماغ طفلتك في إطلاق الهرمونات الجنسية في المبيض ويحدث هذا عادة بين سن 8-13 عامًا وتظن الأمهات وقتها أن البلوغ لم يبدأ بعد لأنها لم ترَ هذه التغييرات في الدماغ، وبعدما تظهر الدورة كعلامة حاسمة على البلوغ، عندها سيؤدي الجهل بما يحدث إلى تجربة سلبية خلال جزء حاسم من المراهقة، وقد تستمر خلال سنوات عمرهن القادمة، يشير هذا النقص في المعرفة والاستعداد إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لتثقيف الفتيات حول عملية البلوغ وكيفية إدارة التغييرات التي تحدث في أجسادهن.
اقرأ ايضًا: لماذا نكره أجسادنا: المشكلة والحل
3. متى أخبر ابنتي عن البلوغ؟
الفتيات قد يصلن إلى سن البلوغ قبل سن 12 عامًا، والتغيرات الجسدية التى تسبق الدورة الشهرية من الممكن أن تظهر من عمر السابعة مثل نمو الثديين… هكذا كشفت الدراسات
الأمهات ومقدمو الرعاية قد يغفلن تأهيل الفتيات إلى مرحلة المراهقة ظنًا أن فتياتهم لازلن أطفالا والحقيقة أنه لا يوجد متسع من الوقت كما يعتقد البعض، فعلى الرغم من أن متوسط سن البلوغ 12 عامًا إلا أنه دراسة أجريت عام 2010 ونشرت في “US Journal of Pediatrics” تؤكد أن “الفتيات قد يصلن إلى سن البلوغ قبل سن 12 عامًا، ومن الممكن أن تظهر تغيرات جسدية تسبق الدورة الشهرية كنمو الثديين من عمر السابعة، وقد يحدث البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة”.
4. العلامات المميزة لاقتراب الدورة الشهرية
نمو الثديين أحد العلامات التي عليك الانتباه لها، عادة تحدث الدورة الشهرية بعد عامين تقريبًا من حدوثه. إحدى العلامات الأخرى الإفرازات المهبلية التي قد تراها الفتاة أو تتخلف في ملابسها الداخلية.. تبدأ هذه الإفرازات بنحو ستة أشهر إلى سنة قبل بدء الدورة الشهرية الأولى.. لا تنتظري أن تحدث هذه العلامات في شكلها الكامل، أخبري ابنتك عنها بشكل تدريجي ومبسط من البداية.
التوعية بمرحلة المراهقة: ما الذي عليك أن تقوله لابنتك؟
1. لا شيء يدعو للخوف، جسدك يتغير
التحدث إلى ابنتك حول التغييرات التي قد تختبرها لا يخفف من مخاوفها وتوترها فحسب، بل قد يكون أيضًا وقتًا للتواصل بينكما، وإذا أجريته مبكرًا فستعدها لمواجهة ما هي على وشك تجربته دون صدمات. أخبرها أن الأمر طبيعي وعلامة صحية على النمو، وأن التغيرات الجسدية التى تظهر كنمو الثديين وظهور شعر في بعض الأماكن هي علامات الانتقال إلى مرحلة جديدة.
2. أنتِ جميلة
العديد من الفتيات لا يتآلفن مع تغير أجسادهن ويستمر قلقهن من المظهر، علامات حب الشباب وامتلاء الجسد بشكل مفاجئ وكبر حجم الثدي أو صغره مقارنة بقريناتهن كلها أمور مزعجة من المهم إخبارهن عنها، فهذه التطورات مهمة وتحدث لكل الفتيات فى هذا العمر، وكل شخص يتطور بمعدلات مختلفة فلا حرج في اختلاف الفتيات عن بعضهن.. هن جميلات كما هن.
3. تكلمي عن الدورة الشهرية بشكل علمي
اشرحي لابنتك الأمر بشكل علمي، وادفعيها للبحث عن مزيد من المعلومات، أخبريها أن الدورة الشهرية تحدث بسبب التغيرات الهرمونية في جسمها. يفرز المبيضان هرموني الإستروجين والبروجسترون، تتسبب هذه الهرمونات في تكون بطانة الرحم. البطانة المبنية جاهزة لتلتصق البويضة المخصبة وتبدأ في النمو. إذ لم يكن هناك بويضة مخصبة فإن البطانة تتكسر وتنزف وتحدث نفس العملية مرة أخرى، عادة ما يستغرق الأمر شهرًا حتى تتراكم البطانة ثم تتكسر، وهذا هو السبب في حدوث الدورة مرة واحدة في الشهر.
4. كيف تتعامل مع آلام الدورة الشهرية
اشرحي لها الآلام المصاحبة للدورة الشهرية، التقلصات والتقلبات المزاجية التى قد تتعرض لها، اخبريها أنها عملية طبيعية يمر بها جسدها، ولا يوجد ما يشعرها بالخوف. فأنتِ نفسك تشعرين بذلك لأنك أنت أيضًا تختبرين نفس آلام الدورة الشهرية. اقترحي عليها بعض التمارين والمشروبات الساخنة التي يمكن أن تخفف من ألمها وتهدئ من قلقها واستمري في تقديم الدعم لها.
5. كيف أحافظ على نظافتي الشخصية في مرحلة البلوغ؟
ساعدي ابنتك فى اختيار أدوات النظافة الشخصية المناسبة لها سواء مستحضرات طبية أو مواد طبيعية واشرحي لها كيف تستخدم الفوط الصحية وكيف تتخلص منها وكم مرة عليها استبدالها وكيف تتصرف في حالة حدوث مشكلة غير متوقعة وتطلب الدعم إن احتاجت له وكيف تقوم بحساب مواعيد الدورة الشهرية.
وتذكري، عندما تبدأ ابنتك في التطور، سيكون لديها الكثير من الأسئلة. تحلي بالصبر واستمعي إلى مخاوفها. قدمي إجابات على أسئلتها بصدق، لا تجاوبيها أبدًا بـ”لا أعرف” وتتركي الأمر عند هذا الحد. إذا كنتِ لا تعرفين الإجابة فابحثا معًا أو تحدثا إلى الطبيب المختص، عدم الإجابة على أسئلتها سيشعرها بالإحباط وبإغراء اللجوء إلى قريناتها للحصول على المشورة، وهذا قد يعرضها إلى كثير من المعلومات الخاطئة التى من الممكن أن تؤذيها.