من المسائل اللي بتشغل أمهات كتير إطعام الطفل الرضيع، خاصة طريقة إطعام الطفل لأول مرة، ومتى يجب إطعام الطفل لاول مرة، وجدول إطعام الطفل في كل شهر، وتغذية الطفل حديث الولادة. وأنا كمان بتشغل بالي نفس المسائل، وبيحيرني سؤال: ليه “شمس” بنتي وقت الأكل بتحط أي حاجة في بقها غير المعلقة اللي أنا حاطة لها فيها الأكل؟! وإيه هي طريقة إطعام الطفل العنيد؟ وبالتجربة والقراءة لقيت شوية حيل تخليها تحنّ عليّ وتاكل، هقولك عليها دلوقت:
1- كلي من نفس أكلها وأكليها من أكلك: لأنها بتحب تقلدك. من قريب كنت بأكل “شمس”، غلّبتني كالعادة وأكلت قطمتين بالعافية. سلمت أمري لله ورفعت الراية البيضا وقلت خلاص أجرب وقت تاني. بعدها بشوية كنت باكل أنا وداقت تنتوفة من الأكل بتاعي فعجبها جدًا وفتحتلي بقها وعمالة ترمي نفسها عليه. قلت: بس، لقد حانت الفرصة. قمت جبت الطبق بتاعها وبدأت أؤكلها بنفس معلقتي، كنت باخد من طبقها وبعدين آخد من طبقي حاجة بسيطة جدًا جدًا على طرف المعلقة، فأكلت الحمد لله. أنا قلت في نفسي: يا بنت الإيه! إنتي واخدة بالك إحنا بناكل إيه وعاوزة تاكلي بمعالقنا ومن نفس أكلنا! وانبسطت جدًا بالحيلة دي، اللي أتمنى تفضل تجيب معاها نتيجة.
2- خليكي صبورة واختاري وقت تكوني فايقة ورايقة: أنا ممكن أقعد نص ساعة مثلاً عشان أؤكلها مقدار معلقتين شاي! متتوقعيش إنك هتحضّري المعلقة فهتفتح بقها على طول وتاكل، هي ساعات بتفتحلي شفايفها بالعافية وتقفل ضراضيرها، وبالتالي مش بينفذ إلى داخل بقها غير تنتوفة من التنتوفة اللي إنتي حاطهالها على طرف المعلقة. فهتحتاجي تلعبي ألعاب كتير عشان تشجعيها تفتح بقها وتاكل.
3- اختاري وقت بنتك (أو ابنك طبعًا) تبقى رايقة: يعني بلاش تبقى معيطة أو بتعيط وتحاولي تؤكليها لأنك غالبًا مش هتوصلي لحاجة غير مزيد من العياط. لو عيانة ممكن تبقى مش متقبلة الأكل، لو مقريفة عشان بتسنن فبرضو ممكن مترضاش تاكل. أنا شخصيًا بشوف إن دي حاجة طبيعية ومتقلقش، يعني إحنا مثلاً لما بيبقى عندنا دور برد بنبقى ملناش نفس للأكل وعاوزين حاجات خفيفة، ومش بيجرى لنا حاجة لو يوم ولا اتنين مأكلناش كويس. فأعتقد مفيش مشكلة لو الموضوع مطولش. وده رأي شخصي مش طبي. فلو إنتي قلقانة أو شاكة ارجعي للدكتور بتاعك.
4- غيّري عشان ميزهقش: كنت بدردش مرة مع مجموعة من الأمهات الجدد، وحكت واحدة إن بنتها فجأة بقت ترفض الأكل لدرجة إنها مرة رجعت وهي بتأكلها، وانتبهت الأم إنها بقالها فترة بتؤكلها تقريبًا نفس الأكل، فالبنت زهقت، ولما غيرتلها نوع الأكل البنت أقبلت على الأكل بشهية مفتوحة. وعشان كده لبن الرضاعة بياخد نكهة الأكل اللي إنتي بتاكليه، وبتتغير تركيبته في بداية الرضعة عن وسطها عن نهايتها، وفي وقت صحة الطفل عن وقت مرضه. تخيلي نفسك بتاكلي نفس الأكل كل يوم، أكيد هتزهقي.
5- لاعبيها: فعلاً اللعب بيجيب نتيجة. تلاعبيها إيه؟ أي حاجة: غيري صوتك، اعملي بوشك تعبيرات مضحكة، حركيلها لعبة، لاعبيها بإزازة مية أو كيس مناديل أو أي حاجة بتحبها، وانتهزي اللحظة اللي بتفتح فيها بقها عشان تستكشفها وقومي مدخلة المعلقة. وبصراحة مش متأكدة من صحة الطريقة دي لأني قرأت إن الطفل بيتشتت بسهولة، وإن ده ممكن يخليه ياكل أكتر من احتياجه، وبالتالي بينصح بتقليل المشتتات أثناء تناول الطعام. فممكن كحل وسط نلاعبه ألعاب بسيطة.
6- اتعلّمي من غيرك: يعني مثلاً ممكن تلاقي حد بيعملها حركة معينة بتضحكها فتفتح بقها، أو حد يقولك على تكة صغيرة كده بس تفرق معاكي كتير، يعني أنا مثلاً حماتي قالتلي لما تدخلي المعلقة اضغطي بيها حبة على لسانها عشان تبلع، وهكذا.
7- جربي وقت تاني: يمكن تكون شبعانة دلوقت أو ملهاش نفس. أنا ساعات كنت لما بجرب أؤكل “شمس” نفس الأكل اللي كانت رافضاه من شوية بتاكله ولسان حالها بيقول “يا له من طعام لذيذ!” إجبار الطفل على الأكل أو إظهار إحباطك ممكن يحول الأكل لخبرة سلبية مليئة بصراع القوى (بيتهيألي إحنا -الأمهات- اللي هنخسر فيه).
8- سيبيها تعك: أنا لاحظت إني لما بسيب لـ”شمس” المعلقة مثلاً فده ممكن يشجعها تاكل. أعتقد العك ده -اللي إحنا الكبار بنشوفه عك- هو بالنسبة لهم استكشاف ومتعة، وشيء مهم ومفيد ليهم. الموضوع ممكن يكون صعب عشان نضافة المكان ونضافتها خاصة في الشتا، بس أنا جربت أفرش ملاية صغيرة على الأرض وقت الأكل ونقعد عليها عشان السجادة تفضل نضيفة، وممكن تلبس لبس الأكل -اللي هو بيبقى زي قميص من المشمع كده- عشان هدومها تفضل نضيفة وناشفة. وممكن تسيبي للطفل معلقة تانية غير اللي بتأكليه بيها يلعب بيها براحته.
9- حاولي تاني وتالت وعاشر وأكتر كمان: فيه أكلات الطفل ممكن ميحبهاش في الأول أو يبقى مش متعود على طعمها، ومع الوقت ممكن يغير رأيه. المهم يبقى نفسك طويل.
10- قدميله الأكل بطرق مختلفة: يعني مثلاً “شمس” مش بتستطعم الكوسة لوحدها فبحط لها عليها جزر أو رز أو بطاطس… إلخ، فبيمشي الحال. كمان ممكن الطفل يحب أكل معين مطهي وأكل يحبه من غير سوى (طبعًا مع مراعاة المسموح له بأكله).
بعد ما قلتلك على النصايح الخاصة بوقت الطعام، عاوزة أقولك على بعض الملاحظات المهمة في إدخال الطعام للطفل الرضيع:
* ثبتي مرجعيتك: إنتي مش مضطرة تسمعي وتنفذي كل نصيحة تتقالك عشان ترضي الناس ومتزعليهمش. كل حد هيقولك نصيحة: أكليها إيه ومتأكليهاش إيه، إحنا كنا بنأكلكم مش عارفة من إمتى وكنا بنحط في التيتينا عسل ونخرمها، صاحبتك اللي بتقولك أكليه من 4 شهور، واللي تقولك من ستة… إلخ. أولاً فيه ناس بتتكلم من غير علم، وفيه ناس ممكن تكون ماشية بمدرسة غير مدرستك، أصل الطب مدارس ومذاهب. وعشان متتشتتيش، ثبتي مرجعيتك وخليكي ماشية مع الدكتور اللي إنتي بتتابعي معاه.
خططي لأكل طفلك: زي ما بينصح بإننا نحط خطة لوجبات الأسبوع لينا عشان نهرب من السؤال الأزلي “هناكل إيه بكرة؟” أنا بنصحك تحاولي تحطي خطة لوجبات طفلك. أنا لسه بحاول أعمل الموضوع ده. ففكرت مثلاً إنه الصبح يبقى فاكهة أو حبوب، والغدا خضار، وبالليل حبوب وعليها فاكهة أو بيض أو سادة.
* حاولي تخلصي وقفة المطبخ مرة واحدة، ولو فيه أكل ممكن تحضريه من الصبح مثلاً حضريه وخلصي عشان تفوقي لباقي الحاجات اللي وراكي، يعني مثلاً لو هتسلقي بيضة أو خضار.
* على صينية حطي طبق الأكل متغطي، ومعلقة، وكوباية المياه أو العصير، والبافيتة، وخليهم في الأوضة اللي إنتم قاعدين فيها عشان وقت ما تحبي تأكليه متقعديش تروحي المطبخ وتجيبي الحاجة. الموضوع مش كسل، بس الحاجات البسيطة دي فعلاً بتفرق كتير وبتسهّل علينا حياتنا.
* وأخيرًا، مش كل النصايح اللي قلتهالك دي ممكن تفيدك، لأن اللي بينفع مع طفل مش شرط ينفع مع غيره، واللي مناسب لأم مش شرط يناسب غيرها. جرّبي وشوفي إيه اللي هيريحك ويجيب نتيجة مع ابنك. وبالهنا والشفا!
