10 أسباب لحُب طارق رمضان

345

 

أعرف أن هذا المقال سيتسبب في غضب الكثيرات من النساء، أنا نفسي في حالة مزاجية أخرى قد لا أتفق مع المقال، لكنه كذلك سيأتي على هوى كثيرات سيرفعن لي القُبعة بسبب عشقهن لنفس الشخص.

 

ولكن دعونا أولاً نُجيب على سؤال:

من هو طارق رمضان؟

طارق رمضان هو أحد أبطال مُسلسل أفراح القبة، ذلك الرجل الذي أكل عليه الدهر وشرب، فأصبح أقرب ما يكون لحُطام رجل، يَمنَح بقَدر، يأخذ بقَدر، والأهم أنه لا يفتح الباب أبدًا على مصراعيه، بل فقط بما يسمح لدخول نسمة هواء تكفيه شر الكَتمة وضيق التنفُس.

 

هل كان طارق هكذا طوال الوقت؟

بالطبع لا، لكن مُعطيات الحياة التي اصطدم بها كانت أكبر من أن تظل صفحته بيضاء، فتلوَّن بعضٌ منه بدرجات الرمادي والأسود وألوان قاتمة أخرى، ساعد هو بعدها على انتشارها -بسببه- في قلوب مَن أحبوه.

ورغم أن ما سبق قد يبدو مُتناقضًا مع عنوان المقال، لكنني أرى أن لا تعارض بين حُبي لهذا الشخص وقُدرتي على رؤيته على حقيقته، فحُب طارق رمضان سقط في قلبي منذ اللحظة الأولى وانتهى الأمر، وذلك للأسباب التالية:

 

(1)

أحب هذا الرجل لأنني أعشق التناقض، كما يليق بامرأة من برج الميزان، تُحب هؤلاء من يجمعون النقيضين داخلهم على مرأى ومسمع من الجميع، فبقَدر ما يكون التعامل معهم صعبًا ومليئًا بأشياء غير مُتوقعة، إلا أنهم يكونوا حقيقيين جدًا، وصادقين جدًا.

وطارق أحد هؤلاء الهوائيين الذين كل ساعة بحال، من يحملون المبادئ وعكسها، فيُلزمونك بأن تفهمهم جيدًا حتى تنجح في معرفتهم، وهو ما يؤدي بنا للسبب الثاني.

 

(2)

أحُبه لأنه صعب، مَرَكَّب، مُعقَّد، فأنا لا أحب الشخصيات السهلة التي يمكن لكل من هَب ودَب فهمها والتجانس معها، إذ وحدها العلاقات المتأزمة ما تترك علامات على القلب والروح لا يُمكن نسيانها حتى بعد انتهاء الحدوتة.

 

(3)

رُبما كان طارق رمضان، ليس الشخص المثالي للدخول في علاقة معه، إذ أنه غالبًا ما سيعيش ويموت وعلاقاته تنتهي قبل حتى أن تبدأ، مصيرها الوحيد الفشل، سيظل يفعل ذلك حتى ينتهي العُمر أو ينتهي هو شخصيًا ويصبح ليس لديه ما يمنحه لأحد.

لكنه على ذلك يظل شخصية مُلفِتة، تحمل من الكاريزما أطنانًا وأطنانًا، بالإضافة لماضيه المُثير لفضول أي امرأة تَحتَل حاستها السادسة جزءًا من خريطتها الذاتية.

 

(4)

لذا إذا كنتم من هواة الغموض فإن طارق سيجذب انتباهكم دون شك، ذلك لأنه شخص غامض رغم كونه من خارج الصورة يبدو سهل القراءة، لكنه هناك من قلب الحَدَث ليس على نفس القدر من الوضوح، وليس هناك أجمل من سحر الغموض، خصوصًا حين يؤججه سحر البدايات.

 

(5)

متى ذُكر الغموض والتناقض، ممزوجين بالسحر والبدايات، ذُكر بعدهما بالتبعية هَوس المرأة بأن يتغير الرجل من أجلها هي، أن يؤمن بها حَد تركه لرسالته الأولى، فيفعل كل الأشياء التي كان يمقُتها يومًا فقط من أجل البقاء معها.

وهو ما تقع بسببه نساء كثيرات ممن يعشقن التنافس في حبال رجال لا تُناسبهن، على أمل أن يكنّ هن الأقوى، والأكثر قبضًا على الجَمر، فيتحوَّل الرجل بفِعلهن من كونه صعبًا، مُغلقًا، أنانيًا، بل ومُضِرًا أحيانًا إلى شخص آخر أكثر بساطة، ولياقة في التعامل، وقُدرة على العطاء.

 

(6)

العطاء..

أمر آخر مُعتَقَد، وهو أن هؤلاء الأنانيين، والعصبيين يكونوا الأكثر حنانًا وعطاءً حين يقعون في الحُب، ذلك لأنهم رغم كل ما يملكونه من صراعات داخلية، وأمور تقف حائلاً بينهم وبين الحياة، لكنهم في داخلهم بحاجة للحُب، الحضن، والشعور بالأمان، لهذا يعرفون جيدًا كيف يمنحون تلك المشاعر للآخر، لأنهم يُقدِّرون قيمتها جيدًا.

 

(7)

سبب آخر لحُب طارق رمضان، وهو كَونه على قَدر قوته ضعيفًا، هو فقط لا يُظهر ضعفه أبدًا إلا في حَضرة المرأة التي يُحب، رُبما لأنه يُنصّبها آلهة، فلا يملُك إلا أن يقف بمحرابها ليبكي. 

هذا الضعف الذي يتجلَّى في صور أخرى كاستسلامه لما تُمليه عليه الدُنيا، لعل الله يكون به لطيفًا فتتغير أقداره، لا يفعل ذلك رضا منه بالأمر الواقع، بل هروبًا من المواجهة التي لا يلجأ لها إلا حين تصبح الحل الوحيد والأخير، لهذا ليس غريبًا أن تجده يقضي عُمره كله مُنتظرًا اللحظة المُناسبة التي يُمكنه فيها أن ينقلب على الدنيا فيُسقطها أرضًا. 

 

(8)

أحبه كذلك لأنه حتى في أحلك معاركه العاطفية الخاسرة مهما بدا عليه أنه استكمل حياته، إلا أنه يصعُب عليه التجاوز والنسيان، خصوصًا مع المرأة التي نجحت بالفعل في فك طلاسم روحه وما بين جوانبه. لهذا ستنتهي القصة وتبقى الذكرى تؤجج مضجعه، فيندم متأخرًا، ويعرف قيمة المرأة التي أحَب.

 

(9)

والأهم أنني أحبه لأنه مُثقل بالخسارة؛ تستهويني المرارة لأسباب مجهولة لي أنا شخصيًا، ما يجعل الدخول معه في علاقة عاطفية نوعًا من التحدي المعروف بفشله مُسبقًا، وهو ما يؤدي للسبب الأكثر منطقية بين كل الأسباب.

فطارق شخص ليس من شأنه أن يخذل أي امرأة، لأن تاريخه الشخصي يسبقه، ولأن دفتر هزائمه كله ليس به انتصار واحد، ما يجعل الانفصال عنه -رغم إيلامه- مُتوقعًا والأكثر قابليةً للحدوث، لهذا قد يُتَهَّم طارق بأشياء كثيرة ليس من بينها الخذلان، ذلك لأنه موصومًا به منذ البداية.

 

(10)

وأخيرًا.. أحبه قطعًا لأنه إياد نَصَّار. 

 

بعد كل ذلك قد يتساءل بعضكم.. لمَ كل هذا الحُب وكل الأسباب تودي إلى الفوضى والانكسار؟!

لن أزعُم أن كلامي السابق مُبررًا أو منطقيًا، فأنا على عشقي التام لتلك الشخصية، لكنني على يقين من أن مِثل طارق رمضان لا يصلح كزوج بحياة آمنة مُستقرة، لكنه وبلا أي مجال للشك الأنسب لخوض علاقة عاطفية محمومة تترك بالقلب والروح علامات، تجعل المرأة أقوى، وأكثر قُدرة على الاستغناء، فلا يكسرها أحد.

المقالة السابقةمفاتيح الفرح
المقالة القادمة10 نصائح في إدخال الطعام للطفل الرضيع
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا