حتى أكثر النساء نشاطًا تجد نفسها أثناء الحمل راغبة في النوم كثيرًا، وتشعر أنها متعبة، وأن طاقتها مستنزفة. هل تشعرين بالإجهاد المستمر؟ إذن لستِ وحدك، فمعظم الحوامل يعانين من هذا الإجهاد، خصوصًا خلال الثلثين الأول والأخير من الحمل، ويشعرن بانتعاشة في ثلثه الأوسط.
سوف أحدّثك في هذا المقال عن أسباب الإرهاق أثناء الحمل وبعض وسائل تخفيفه.
لماذا تشعر الحامل بالإرهاق الدائم؟
- إن جسمك في حالة عمل دائمة، فهو في الثلث الأول من الحمل منشغل بتكوين المشيمة التي تشكل أهمية كبيرة لحياة صغيرك.
- أما في الثلث الأخير فوزن الجنين المتزايد يشكّل ثقلًا مستمرًا على جسمك، بالإضافة إلى الوزن الذي اكتسبتيه طوال فترة الحمل، والذي يستمر في الزيادة بشكل أكبر أثناء هذه الأشهر الأخيرة. هذا بالإضافة إلى صعوبة النوم الناتجة عن حرقة فم المعدة، والقلق من الولادة وما بعدها، وعلى صحة الجنين… إلخ.
- بعض التغيرات التي تطرأ على الجسم، مثل: تغير معدل الهرمونات والتمثيل الغذائي، نقص معدل السكر في الدم، انخفاض ضغط الدم.
- كما أوضح الدكتور سيد محمد (أستاذ طب أمراض النسا والتوليد)، أن الجسم خلال الحمل ينتج كمية أكبر من الدم لنقل الغذاء للجنين، مما يتطلب عملًا أكبر من القلب وباقي أعضاء الجسم.
- كذلك هناك بعض العوامل التي قد تجعلك أكثر عرضة للشعور بالإجهاد أثناء الحمل، مثل: الحمل في توأم، الأنيميا، الحمل عدة مرات في فترات متقاربة، أو المعاناة من بعض المضاعفات أو المتاعب الخاصة، كتسمم الحمل أو ضعف عنق الرحم أو غيرهما.
تعرفي على: أهم نصائح للحامل خلال شهور الحمل
كيف تخففين من الشعور بالإرهاق أثناء الحمل؟
- استمعي إلى جسمك: نامي عندما يخبرك أنكِ بحاجة إلى النوم، كلي عندما يخبركِ أنكِ جوعانة… وهكذا. أعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة دائمًا، خصوصًا لو كنتِ أمًا لأطفال آخرين، أو كانت ظروف عملك لا تسمح بذلك، ولكن قد تساعدك النصائح التالية في الحصول على مزيد من الراحة التي تحتاجين إليها.
- لا تحاولي أن تكوني المرأة “السوبر”: لا ضرر من أن تبيت الأطباق بالحوض حتى اليوم التالي، أو يحصل الغسيل على مزيد من الشمس والهواء (والتراب أيضًا!)، أو يتغذى النمل على بواقي الطعام أسفل ترابيزة السفرة! فلن يستمر ذلك إلى الأبد، عندما تحصلين على قسط من الراحة بإمكانك بعدها إنجاز هذه المهام، كما أنكِ لن تبقي هكذا طوال حياتك، ولكن كما أن نظافة بيتك مهمة فإن صحتك وصحة جنينك لا تقل أهمية بالطبع.
- اطلبي المساعدة: أخبري زوجك باحتياجك إلى مساعدته، وأخبريه كيف يمكنه أن يمد إليكِ يد العون، إذا عرض عليكِ أفراد الأسرة والأصدقاء المساعدة فلا تتسرعي وتقولي “لا.. شكرًا”، ولكن فكري؛ حتمًا ستجدين أنهم يمكن أن يساعدونكِ في شيء، بل لا تنتظري حتى تعرض المساعدة عليكِ، وبادري أنتِ بطلبها عند الاحتياج إليها.
- احصلي على مزيد من النوم: حاولي أن تأوي إلى فراشك مبكرًا بعض الشيء، والحصول على قيلولة في وسط اليوم حتى لو في العمل، حيث يمكنك إسناد رأسك إلى المكتب ولو لربع ساعة، أو النوم في السيارة أثناء الطريق لو كان زوجك مثلًا هو الذي يتولى القيادة.
- تناولي طعامًا مغذيًا: اعتمدي على البروتينات والكربوهيدرات المعقّدة إلى جانب الخضراوات والفاكهة بالطبع، حيث تمدك هذه المأكولات بالطاقة التي تستمر لفترة طويلة، وتجنبي المشروبات والمأكولات التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة والشيكولاتة، لأنها تمدك بدفعة سريعة وعالية من الطاقة ثم لا يلبث معدل الطاقة لديكِ أن ينخفض فجأة.
- تناولي وجبات صغيرة ومتكررة: فهذا سيحافظ على مستوى السكر في الدم لديكِ، كما يقلل من مشكلة حرقة فم المعدة، وهو ما قد يساعدكِ على النوم بشكل أفضل.
- شاركي مشاعرك مع زوجك والمقربين إليكِ، ونفّسي عن قلقك.
- مارسي بعض الرياضة التي تناسب فترة الحمل التي تمرين بها، وطبعًا بعد استشارة الطبيب، لأن بعض الحوامل يُطلب منهن -لظروف خاصة- عدم ممارسة الرياضة.
- احرصي على تناول أقراص الحديد التي وصفها لكِ الطبيب.
- ودائمًا وأبدًا، استشيري طبيبك بشأن أي شيء يقلقك.
المصادر: الإجهاد، الإجهاد والتعب (علاجات طبيعية)، Fatigue During Pregnancy
