الأم، يعني التضحية ونكران الذات، يعني سِت الحبايب يا حبيبة، يعني أنا وإنتي، وزغردي يا اللي مش غرمانة.
مرحبًا بكم في عالم الأمهات (الشقيانة) الجميل، وهي أي أم في الدنيا عايزة إيه غير إنها تشوف عيالها مبسوطين وناجحين وصحتهم كويسة؟ حتى لو ده هيحصل على حساب نفسها وراحتها وصحتها ونومها وأكلها وشُربها وطاقتها الإبداعية وشغلها وعلاقتها بجوزها والآخرين، و… (متقلقيش هنسيبلك القوس مفتوح تحطي فيه ما بدالك).
المفروض تبقي عايزة إيه تاني من الدنيا؟! إيه بقى يا شيخة؟!
وبصفتي أُم، اسمحولي أفاجئكم بإننا عايزين أوي، عايزين جدًا، عايزين خالص كل مما يلي:
شوية براح.. يا إخواننا مش كده، الواحدة حتى مش عارفة تعمل بي بي زي الناس!
بلاش الزحمة والزنقة شالله يخليكم، عزيزي الزوج، خُد الصدمة دي، مراتك مخلفتكش ونسيتك! حاول تصرَّف أمورك، ع الأقل لو مش هتساعدها شيل نَفسَك في اللي تقدر عليه، كفاية عليها اللي خلفتهم ومش عارفة تنساهم. عيالــ”كُم” اللي خلوها مثال للإنسان لما يطلعله ديل، طول ما هي ماشية فيه كائنات ماشية وراها وشغالة زنّ وطلبات لا تفنى وتُستحدَث من العَدَم.
فاللي بيحصل كالآتي: مع الضغط والطلبات والشعور الطبيعي بالإرهاق، مع حبة إحساس بالذنب إن الناس اللي في البيت دول ليهم حق عليها في الوقت اللي هي نفسها ليها حق عليها برضو، بتتحول الأم لزبادي خلاط، وتصبح خيال مآتة خُلقه ضيق وصبره نافد ومع أبسط شرارة ممكن يطلع كوَر نار من عينيه.
عشان كده البراح مُهم حتى لو الأسرة كلها في نفس المكان، لازم يبقى فيه مساحة الواحد يحتلها لوحده من غير التوائم المُلتصقةاللي مخلياه لا عارف يبص يمين ولا شمال، فيا ريت بلاش نعمل زي العيلة اللي سابوا الشقة كلها وقرروا يقعدوا في أوضة.
وقت مُستقطع.. عشان أي أم تقدر تواصل المسيرة السرمدية اللي اتحشرت جواها ليوم القيامة، لازملها بشكل شبه يومي وقت مُستقطع ليها لوحدها تعمل فيه اللي تعمله هي حُرة. تقرا، تكتب، ترسم، تتفرج على المسلسل اللي بتتابعه من غير ما حد يقولها هاتي كذا أو عايز أعمل بوتي.. تنام، تاخد دُش طويل بانسجام، تروح للكوافير، تقابل صحباتها، تروح السينما… إلخ.
مش مهم الفِعل ولا حتى مكانه، المهم يبقالها وقت بتاعها تِسقي فيه روحها لأجل ما تزهَّر بدل ما تدبل وتموت، وقت يفكرها هي مين وعايزة إيه، لأنها إنسانة قبل ما تبقى زوجة وأم. من غير الوقت ده الست هتتحول لروبوت بيؤدي وظايفه الحياتية والمجتمعية بشكل آلي مفيهوش روح، أو لأم تدبح زوجها وأولادها وتعملهم كباب حلة.
أجازة.. من البيت والعيال والزوج، من أمها وأبوها وحماها وحماتها، من الشغل وأي حاجة بتضغط عليها بشكل مستمر، بس بما إننا بنتكلم عن الأمومة بالتحديد فخلينا نركز على الأجازة من أهل البيت وشُغل البيت (الاتنين)، عارف يعني إيه الست تبقى بتشتغل طباخة وغسالة ودادة ومُرضعة وفتاة ليل وسواقة ومُدرسة ومُمرضة وما خَفي كان أعظم، 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الإسبوع؟
والله لو عملتم إيه ما حد هيتخيل غير اللي جوة الطاحونة بنفسه، ده شيء غير آدمي حضرتَك وبيستهلك روح وجسم البني آدم، فبتكون النتيجة إن العلاقة اللي الست مختاراها بكامل إرادتها والأمومة اللي كانت هتموت عليها بتكرههم وتكره اليوم اللي شافتك فيه من أساسه، وتبدأ تنصح أي واحدة مُقدِمة على الجواز بإنها متستعجلش وتلحق تعيشلها يومين، ولو اتجوزت واللي حصل حصل تنصحها تأجل الخلفة أطول فترة ممكنة عشان متقعش في نفس الفخ.
إحنا محتاجين أجازات يا إخواننا، يوم واحد بس كل شهر الست متشيلش فيه هَمّ حد غير نفسها، ملهاش دعوة بمين هيصحى إمتى ومين نام من غير عشا، متجهزش حاجة لحد، متفكَّرش حد بحاجة، متظبطش المنبه عشان مواعيد الدوا.
يوم تهرب فيه لأي حتة وتسيب العيال لجوزها اللي في مقام أبوهم برضو، إنت مش كنت مشارك في الجريمة دي يا كابتن ولا نسيت؟!
أما لو جوزها -منه لله- مش عايز يقعد بالعيال عشان مبيعرفش، كأن هي اللى مولودة بتعرف، فيه حل تاني، سَرَّبي كل اللي في البيت، وليكن العيال على أمك وجوزك على أمه،ولا أصحابه أو حتى ع القهوة. آه يا أخويا إنت كمان اتفضل من غير مطرود، هي مكانتش بتتخلص من العيال عشان تفضالك، عايزها تفضالك ابقى اتصرف إنت، ومتنساش تاخد احتياطاتك، كفاية عيال لحد كده.
وقوة سحرية.. أظن كان هيبقى من العَدل لو كل أم عندها “سوبر باور” تختارها بمزاجها، أوبشن ينزلها مع الحمل، مبروك حضرتك حامل، وبالمناسبة دي نحب نقولك كسبتي معانا قوة خارقة هتبقى بتاعتك للأبد، يا ترى عايزة تطيري؟ ولا تفَضَّلي تفقدي الذاكرة وقت ما تحبي ولما تعوزي ترجعي ترجعي؟ طب إيه رأيك نديكي بلورة تشوفي فيها المستقبل؟ ولا تحبي تختاري إن المواعين تتغسل لوحدها مدى الحياة؟
الكلام خيالي شوية؟ ما تسيبونا نحلم، الله! ثم إن مفيش حاجة بعيدة عن ربنا. أهم حاجة بس يا ريت يا أمهات لو الفكرة دي اتطبقت بحق وحقيقي فكروا كويس قبل ما تختاروا، دي فرصتكم الوحيدة فمتضيعوهاش.
على سبيل المثال أنا طول عمري بتمنى أقدر أختفي، أي حد مش مقدَّر قيمتي أختفي من حياته، أتخانق مع جوزي يصحي ميلاقينيش ومرجعش غير لما يدوخ عليّ، أتعب من ضغط الشغل أختفي في سابع أرض وجدعان يلاقوني، وهكذا. وعلى الرغم من إن القوة دي تبدو مثالية مع الأمومة، خصوصًا مع عدم توفر أوبشن الأجازة، إلا إني من فترة اكتشفت القوة اللي لو عندى فعلاً كانت هتفرق معايا كتير.
قوة الريموت كنترول.. أيوة، أنا عايزة ريموت كنترول زي اللى كان في فيلم Click، واللي البطل كان بيقدر يعمل بيه أي حاجة، يكتم الصوت، يجرِّي الأحداث، صحيح البطل حياته باظت لما استخدم الريموت ده بس مش مهم، النتيجة تستحق المُجازفة.
ثم أنا مش طماعة، أنا مش محتاجة غير ريموت فيه زرار واحد بس بيعمل Pause، أدوس ع الزرار كل حاجة من حواليّ تقف في مكانها إلا أنا، يعني بنتي بتعيط عشان عايزة حاجة ما وأنا مصدعة ومحتاجة ريست 5 دقايق أشرب فيها كوباية النسكافيه، هوب الريموت يطلع، شوية ونرجع تاني للإزعاج اليومي الجميل.
عندي مقال في الشغل لازم يتسلم النهارده وأنا لسه مبدأتش فيه، هوووب نطلع الريموت نوقف الدنيا أخلص المقال وأبعته ونرجع طبيعيين، حاجات بسيطة والله.
وعمومًا لحد أي حاجة من اللي فى المقال ده تحصل، وحد يحس على دمه ويساعدنا كأمهات إننا نحققها من غير تقطيم ولا تكدير ولا لوية بوز، خليكم صامدين، متيأسوش، وإن طالكم اليأس متستسلموش، وإن دَق الاستسلام بابكم متفتحولوش، وإن فتحتم.. خلاص بقى أعملكم إيه ما أنتو اللي مبتسمعوش الكلام!
مقالات حملة “الستات عايزة إيه ؟ “
اقرأ أيضاً: الستات عايزة الفلوس.. حَقهم ولا مش حَقهم؟
اقرأ أيضاً: الجمعية القومية لتدليع وتحسين مزاج المرأة
اقرأ أيضاً: أربعةُ أشياءٍ تتنفسُ بها المرأة وتذبل دونها
اقرأ أيضاً:دعوني فقط أخبز كيكة
اقرأ أيضاً: الستات عايزة الحب ولا الجنس؟
اقرأ أيضاً: الاحتياجات اللانهائية للست
اقرأ أيضاً: أحلام الستات في الدراما والروايات
اقرأ أيضاً: رطبوا حياتكم بالتقدير
اقرأ أيضاً: عايزة ألبس فستان