الستات ممكن يكونوا عايزين إيه؟
سألت نفسي السؤال ده كتير ولقيت إن الستات عايزين حاجات كتير فعلاً، يعني مثلاً ممكن يكونوا عايزين الاستقرار زي “فيان” في فيلم “chocolat”. “فيان” كانت عايزة الريح تبطل تاخدها لأماكن جديدة تداوي فيها قلوب وحياة ناس بالشوكولاتة اللي بتعملها، كانت عايزة تدي بنتها الأمان وتبطل تلف بيها العالم في معطفها الأحمر.. وكانت عايزة الحب.
نفس الحب اللي كانت بتدور عليه “نجوى” في فيلم “في شقة مصر الجديدة”، “نجوى” كانت عايزة نوع خاص جدًا من الحب عرفته على إيد “أبلة تهاني” مُدرسة الموسيقى، وعمرها ما يأست من وجوده، بالعكس كانت مؤمنة إنها هتلاقيه.
“ذات” كانت عايزة تركّب قيشاني في الحمام اللي كان أكتر مكان بتدخله تنفّس فيه عن كل الضغوط اللى بتعيشها، وكانت عايزة “عبد المجيد” يفهم إنها كبرت على الحاجات دي خلاص، وقميص النوم الأحمر راحت أيامه على كَبَر.
في رواية “طعام.. صلاة.. حب”، “إليزابيث جليبرت” كانت فاقدة التواصل مع العالم اللي حواليها، كانت وصلت لنقطة هي مش عارفة هي عايزة إيه وبتعمل إيه في حياتها ولمين، ويوم ما عرفت إن أكتر حد نسيته هو نفسها قررت إنها تختبر حاجات جديدة تفقد فيها روحها وترجع تلاقيها تاني، عشان توصل لتوازن في حياتها يخليها تستمتع بيها وتقدرها.
في فيلم “the last holiday”، “كوين لطيفة” جتلها صدمة كبيرة ساعة ما عرفت إنها مريضة جدًا وإنها لازم تبدأ تعد أيامها الأخيرة في الحياة، ساعتها كل اللي جه في دماغها إنها طول الفترة اللي كانت شايفة فيها إنها عايشة مكانتش عارفة يعني إيه الاستمتاع بالحياة، كانت عايزة تختبر المتعة القصوى وتعيش اليوم بيومه من غير ما تخاف من التفكير في الموت أو تحسب حسابات مرهقة للطريقة اللي هتعيش بيها.
أما “مارينا نعمت” في رواية “سجينة طهران” كانت عايزة حرية القرار، كانت عايزة تقف قصاد كل حد حاول يجبرها على معتنق هي مش مؤمنة بيه ونابع من جواها، كانت عايزة تعيش حياة هي اللي اختارتها وقلبها يرتبط بحب هي عايزاه، كانت عايزة تبطل تخاف من الإجبارعلى حياة مش حياتها.
“ناتالي بورتمان” في فيلم “blackswan” مكانتش عايزة حاجة أكتر من الكمال، فكرة الجيد مكانتش مقبولة بالنسبة لها، كانت عايزة تبطل تبقى “نينا” الفتاة الطيبة المسالمة اللي كانت لايقة جدًا إنها تكون البجعة البيضا.. فيه جزء خفي جواها كان عايز التحرر من سطوة أمها. البجعة السودا كانت عايزة تظهر بكل القبح اللي في شخصيتها وتوصل حد الإرضاء التام عن أدائها في العرض اللي كان بيمثلّها الحياة.
“يسرية” بقى في أحلى الأوقات كانت عايزة ورد، مكانش فيه أي مانع عندها إن إبراهيم يجيب كباب بس كان ممكن يجيب ورد معاه.. “يسرية” كانت عايزة حضن زي بتاع رشدي أباظة وعمر الشريف، كانت شايفة إن طول ما الست بتتحضن حضن بجد يبقى أكيد هتحس بالحب وبالأمان.
“سلمى” كانت عايزة تعرف من بيبعتلها الجوابات وشرايط محمد منير، بس الحقيقي هي كانت عايزة حاجة قوية ترجع تربطها بمكانها تاني عشان تفضل ومتسافرش.
“ضحى” وصلت لدرجة من التوهان في حياتها خلتها مش عارفة هي عايزة إيه بالظبط.. هل عايزة تمثل وتخوض تجربة مش عارفة نجاحها فيها من عدمه، بس هتأمّنلها الاستقرار المادي، ولا تتمسك بالحب وتكتفي بملاليم مكتبة طباعة الورق في نفس المكان اللي اتربت وعاشت فيه.
“غادة عبد العال” كانت واضحة وصريحة ومتسقة مع روحها ومحددة هي عايزة إيه في كتابها “عايزة أتجوز”. كانت عايزة تتجوز من غير تفكير كتير أو خوف إن الناس تحكم على صراحتها التامة في إنها عايزة عريس.
“منى توفيق” في سلسلة “رجل المستحيل” كانت عايزة تغرق وتغرق وتغرق في حب “أدهم صبري”، بغض النظر تمامًا إنها في نفس الوقت بترفض تتجوزه كل ما يطلب منها الجواز، لأنها من جواها عايزاله الأفضل، وهي شايفة إنها مش أفضل حد له.. هو يستاهل حد في جمال “جيهان” مثلاً أو حتى “سونيا جراهام” اللي كانت عدوّته اللدود وإنها بالرغم من كل المعارك اللي بينهم كانت بتحبه من جواها بس كانت خبيثة ومش مبينة.
في فيلم “while you were sleeping”، “ساندرا بولوك” كانت وحيدة، بنت جميلة عايشة مع قطة من غير عيلة وضجيج وصخب.. هدوء تام كان مصاحب حياتها اللي كانت بتلف حوالين ابتسامة شاب كل يوم بتشوفه في محطة القطر، والشاب ده هيكون تذكرة تدخل بيها لدفء العيلة اللي بتحلم بيه كل يوم. كانت عايزة حبهم واهتمامهم وضحكهم يملا حياتها الواقفة، وكانت عايزة تصارح نفسها إن ابتسامة الشاب ده مبقتش تفرق معاها لأنها وقعت في حب أخوه.
“لوسيندا” في رواية “أوسكار ولوسيندا” كانت عايزة تبني كنيسة متنقلة من الزجاج لـ”أوسكار” تكون معاه في كل مكان يزوره.. أمنيتها الحالمة بمبنى زجاجي لحبها عشان يقرب من ربنا فيه ويجدد ابتهالاته ويفضل واصل لرباطه مع الله في كل بقعة مقفرة في براري أستراليا.
“ماجى ماكيلوب” في سلسلة “ما وراء الطبيعة” عينيها كانت بتلمع كل ما كانت بتسأل “رفعت إسماعيل” عن حبه ليها وتقوله “إلى الأبد؟”.
كانت عايزة “رفعت” يكمل جملته الأشهر على الإطلاق، رده المتوهج على سؤالها اللي عارفة إن إجابته هتكون: “إلى الأبد.. وحتى تحترق النجوم.. وحتى…”.
وأخيرًا “ميل جيبسون” في فيلم “what women wants” حاول يفهمنا معاه رغبات الستات لما جاتله موهبة فنتازية وبدأ يسمع أفكارهم ويدخل جوة أدمغتهم المعقدة.. وفي الآخر عرف إن الست كائن صعب تعرف هو عايز إيه ما دام موضّحش بصراحة هو عايز إيه.. ورا كل الابتسامات والإيماءات والهدوء اللي حواليهم ممكن تلاقي واحدة عايزة تنتحر، وواحدة عايزة اهتمام، وست عايزة تعيش، واللي عايزة تتلاحظ، واللي عايزة تلحق ميعاد متوقفة عليه حياتها. عرف إن اكتشاف الستات عايزين إيه بجد ده درب من دروب الجنون والمستحيل.
احتياجات الستات اتعبّر عنها بشكل مميز في أعمال كتير، سواء كانت درامية أو أدبية، في كل مشهد وكل سطر كنت بحس إن القائمين على صناعة الدراما والأدب سواء كانوا رجالة أو ستات عارفين إن الست عبارة عن رقعة بازل مليانة تفاصيل، وكل تفصيلة صغيرة ليها احتياج، أحيانًا الست مبتبقاش عارفة تحدد هترضي الاحتياج ده إزاي.. أحيانًا بتكون تايهة عن اللي هي عايزاه في الأساس، بس ساعة ما بتعرف هي عايزة إيه وتبدأ تسعاله بتنوّر زي النجوم، لنفسها ولغيرها.. وكل اللي حواليها بيقدروا يلمسوا السعادة اللي خارجة من كل مساماتها لأنها حققت اللي هي عايزاه