كيف يواجه طفلك شبح التقديم في Kg1

1561

 

رضوى أسامة

تحدثنا في الجزء الأول من المقال السابق عن الأهل وكيفية استعدادهم لمواجهة إنترفيوهات المدارس، وفي هذا المقال سنتحدث عن طفلك وكيفية إعداده للإنترفيوهات.

 

كلما فكرت في إنترفيوهات الأطفال في المدارس تذكرت قصة صديقة لي وتقديم ابنها في إحدى المدارس الشهيرة التي طالما حلمت بها، واستطاع طفلها الأول اللحاق بها، لكن لم يستطع الأخ الأصغر النجاح في التقديم في السنة التالية، رغم التسهيلات التي تتحدث عنها المدارس للإخوة، وتظلُّم الأم وبكاءها لمديرة المدرسة، ورغبتها في إعادة الإنترفيو ومنحه فرصة أخرى، ونجحت في إقناعهم بذلك، لكن ظل الصغير الذي لم يكن قد أتم عامه الرابع بعد في تحدٍ مع مذاكره ذلك الشبح الشنيع.

 

دعونا نتحدث عن خطوات سهلة وقابلة للتحقق، دون إشعار الطفل بالضغط النفسي الذي لن يدركه، لكنه سيحاكيك في أعراضه.

 

أولاً: عليك بتهيئته قبلها بوقت كافٍ، على الأقل ستة أشهر، وإذا كنتِ تفضلين العمل من قبل ذلك فعليك بهذه الخطوة قبلها بعام، هنا سيعرف أن هناك مدرسة سيدخلها عندما يكبر. أحكي لـ”سلمى” طفلتى عن المدرسة التي يدخلها الأكبر منها قليلاً، ونمر عليها في طريقنا اليومي للحضانة. يجب أن يدرك في هذه المرحلة أن هناك شيئًا اسمه مدرسة.

 

ثانيًا: عليك بتهيئته لموقفين: الموقف الأول الأكثر إلحاحا الآن هو الإنترفيو، والثاني هو المدرسة، وأقصد هنا الانفصال الذي يجعله يتركك ويذهب مع آخرين لبعض الوقت، حتى انتهاء الإنترفيو، فمعظم المدارس إن لم يكن كلها، تفصل الطفل عن الأهل عند إجراء المقابلة الأولى، سيكون الأمر أسهل قليلاً لو طفلك في حضانة واعتاد أمر الانفصال، وإن كان بعض الأطفال ستجد صعوبة في ذلك لأن الحضانة سياق آمن وتعوَّد عليه لوقت طويل، لكن الأصعب هم الأطفال الذين لم يرتادوا حضانات من قبل.

 

لذا فمن المهم تعويد الطفل على هذه السياقات، من خلال المراكز التي تقدم الخدمات الثقافية والفنية للأطفال في هذه السن، كوِرَش الحكي والموسيقى والرسم، والتي يعتاد الطفل أن يجلس لساعة بمفرده دونك، فإذا كنتِ لا تفضلين الحضانة عليكِ بتعويده على هذه الورش والاستقلال دونك لفترات قصيرة.

 

ثالثًا: احكي له عما سيحدث في الإنترفيو، ليس من الصعب الآن تكوين تصور كامل لكل ما سيحدث، سواء من خلال خبرات الأهالي السابقة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن يفهم ما الذي سيحدث وتحكيه له بالتفصيل، واستخدمي ذلك في حواديت عن المدارس والإنترفيوهات، وبسَّطي الفكرة له، تكفي عبارة “يريدون التعرف عليك واللعب معك”.

 

لو كان معتادًا على الذهاب إلى الحضانة فمعظم الحضانات عدَّلت مناهجها لتؤهل الطفل لذلك الشبح، فهو سيقوم بما اعتاد أن يقوم به في الحضانة من بازل وتسمية الألوان والأشياء وغيرها مما اعتاد أن يفعله في الحضانة. لذا لا توتريه وتشعريه أنه في امتحان وعليه اجتيازه.

 

رابعًا: يجب عليكم زيارة المدرسة قبل الإنترفيو، فعليه أن يعتاد المكان ويعرف الإجراءات التي ستحدث، ويمكنك معرفة الحجرة التي تُجرى فيها الإنترفيوهات غالبًا، وعليه بدخولها، ويمكنك الاكتفاء باللعب معه في منطقة الألعاب وإشعال حماسه لذلك الحدث الجديد الذي سيجعله يحصد امتيازات جديدة يجب أن تتناقشا فيها.

 

خامسًا: يمكنك تدريب الطفل على ما سيحدث في الإنترفيو إذا كان لم يدخل حضانة من قبل، فعليك بتصميم ألعاب تغطي الأسئلة، ويمكنكما اللعب بعشرات من البازل وعمل أشكال فنية مختلفة وتسميتها وتلوينها، لا تجعليه يحفظ الأسئلة والأجوبة، فلا تُصعِّبي الموقف عليه.

 

سادسًا: يجب تدريب الطفل على عدم الخجل الاجتماعي، وهو ما سيحتاج لوقت طويل نسبيًا، إذا كان طفلك من نوعية الأطفال التي تشعر بالخجل عند توجيه الأسئلة له، فربما لن يتمكن من الإجابة، ليس لأنه لا يعرف لكن لأنه “مكسوف”. لذا فالعمل على هذا الأمر قبلها بوقت كافٍ سيجعلك تواجهين ذلك بنجاح. سيساعدك في ذلك تعريضه لخبرات جديدة وإشراكه في أنشطة مختلفة ورؤية آخرين والتفاعل معهم.

 

سابعًا: إذا كان طفلك يعاني من مشكلات في التخاطب عليكِ بإعداده مبكرًا أيضًا في العام السابق من خلال أخصائي تخاطب، وهو ما توفره العديد من الحضانات الآن، أو يمكنك الحصول عليه بشكل خاص في أحد الأماكن المختصة بذلك.

 

ثامنًا: لا تتحدثي معه عن رفضه في المدرسة، أو تكرري لفظ عدم القبول أمامه، يمكنك أن تبسطين الأمر بأن هناك عددًا كبيرًا من الأطفال سيتم توزيعهم على المدارس الثلاث التي سنذهب للتقديم فيها، ويمكنك أخذ رأيه في أكثر المدارس التي أحبها بعد زيارته، وعند اجتيازكم هذا الأمر والقبول في المدرسة عليكِ بإخباره بأنه تم توزيعه في هذه المدرسة، لا تخبريه أبدًا برفضه.

 

تاسعًا: يمكنك الاستعانة بمسرح العرائس وإعداد مسرحية مبسطة بعرائسه عن ذلك الموقف، ومشاهدته له كمحايد، ليعرف بالضبط ما الذي سيحدث.

 

عاشرًا: فلنحاول قدر الإمكان أن نجعل اليوم مرحًا واحتفاليًا باختيار ما سيلبسه، وعمل خطة لليوم مبهجة بعد الإنترفيو، فيجب عدم إجهاد الطفل قبل الإنترفيو، عليه أن يكون نائمًا بشكل كافٍ وتناول إفطاره قبل النزول.

 

في النهاية.. نحن من نخلق أشباحًا نخافها ونُصدقها، الأمر سخيف لكنه ليس مخيفًا بهذا الشكل الذي طالما تحدثنا عنه.

10 خطوات لتأهيل طفلك قبل الإنترفيو

 

المقالة السابقةاوعى تحوش اللي وقع منك
المقالة القادمةالأم المصرية من الحضانة لدار المسنين

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا