كيف تواجهين شبح إنترفيو Kg1

1356

لم أفكر من قبل في شبح إنترفيوهات التقديم في المدارس، وكل معلوماتي عنه كانت مستمدة من مشاهد أحمد أمين في برنامج “البلاتوه” في الجزء الخاص بالتعليم.

هذه الأيام أتابع عن قرب كم الهلع غير الواقعي. اشتركت منذ شهور في إحدى الجروبات الخاصة بالتقديم في المدارس، وفكرة الجروب هي تبادل الخبرات حول مواعيد التقديم وأسعار المدارس ومعلومات عنها.

 

منذ أسبوعين بدأ الهلع يتزايد على الجروب، لأننا اقتربنا جدًا من مواعيد التقديم للعام الدراسي القادم.

تكمن مخاوف الأهالي من رفض أبنائهن في إنترفيوهات المدارس أو رفضهم هم شخصيًا، وبدأت أذاكر الأمر جيدًا وأدرس الموقف، فاكتشفت أن البعض يلجأ للدروس الخصوصية في المراكز الخاصة التي تدرب الطفل على الإنترفيو وتدرب الأهل على كيفية الإجابة الحكيمة على أسئلة الإنترفيو في الجزء الخاص بهم.

 

وهناك جروبات خصصت جزءًا من أرشيفها لذلك، ووضعت نماذج لأسئلة الإنترفيو الخاصة بالأطفال في المدارس المختلفة، والتي تتشابه إلى حد كبير والإجابات النموذجية لأسئلة الأهل.

 

وبمتابعة ما يحدث في الجروب وجدت أن الذعر مُعدِي جدًا وينتشر كالنار في الهشيم، فشخصية قلقة لأم لديها العديد من المخاوف غير الواقعية يمكنها أن تحول حياة باقي الأمهات على الجروب إلى جحيم. هذا بالإضافة إلى الواقع السيئ الذي نعيشه في محكات اختيار المدارس للأطفال، فهناك حقيقة أخرى، أن الكثير من المدارس لا تريد أطفالاً لديها قدر من المشكلات، فليست على استعداد لطفل يعاني من مشكلات في التواصل أو يحتاج إلى تخاطب.

 

بعد مذاكرة الأمر جيدًا خرجت ببعض التوصيات أريد مشاركتها معكم:

أولها هو الاستقرار على ما الذي أريده من المدرسة، هل التعليم، وهو لا يعني بالمناسبة النطق الجيد الذي يختزله الكثيرون كتعبير عن التعليم الجيد، أم أريد اهتمامًا بالأنشطة كالمسرح والرياضة والموسيقى، أم أريد تعليمًا دينيًا؟ ففي البداية يجب تحديد أولوياتي وحصر المدارس التي تعبر عن احتياجاتي.

تعرفي على: كيفية اختيار الحضانة المناسبة للطفل

ثاني الأمور التي أود التحدث عنها، مراعاة الاختلاف في الرأي حول المدارس، لأن كلاً منا منطلق من زاوية مختلفة، فالمدرسة التي اخترتها لطفلتي لم تعجب أخرى لأن أولويتها مختلفة عني تمامًا، فما أفضله في المدرسة ويعزز اختياري هو ما ترفضه هي بشدة، لذا اهتمي بالسؤال عن: لماذا ترين المدرسة جيدة؟ أو لماذا ترينها من أسوأ المدارس؟

 

الأمر الثالث.. يجب أن تتابعي المدرسة على صفحتها لمدة طويلة قبل اختيارها والاستقرار عليها؛ معظم المدارس لديها صفحات على الفيسبوك، تابعى أنشطتهم وادخلي على صفحة أولياء الأمور وكوِّني رأيًا حول كيفية تفاعل الإدارة مع المشكلات التي تحدث ومدى مرونة الإدارة وتفهمهم.

 

الأمر الرابع.. يجب أن تعرفي مواعيد التقديمات، والتي تختلف من مدرسة لأخرى، ولا تعتمدي على ما يقال في الجروبات، يجب أن تعرفي جيدًا ذلك بالتواصل معهم تليفونيًا أو من خلال رسائل صفحتهم على الفيسبوك أو من خلال زيارتهم. معظم المدارس تبدأ التقديمات فيها للعام الجديد من شهر ديسمبر، والبعض قبل ذلك بشهر، لذا يجب عليكِ متابعة ذلك جيدًا حتى لا تذهبين بعد الموعد.

ونصيحة.. يجب أن تذهبي في البداية لأن بعض المدارس تفتح التقديمات لمدد صغيرة جدًا.

 

الأمر الخامس.. قيِّمي الأمر ماديًا جيدًا، واعرفي كل التفاصيل، ولا تعتمدي على ما يقال داخل الجروبات. اسألي بنفسك في الأمر، فهو يتغير سنويًا وحاولي حصر كل الأمور، والتى تشمل (المصاريف – الكتب – التبرعات إن كانت من المدارس التي تطالب بالتبرع – أوتوبيس المدرسة)، واسألي نفسك: كيف يمكنني دفع ذلك؟ وهل يمكنني الاستمرار؟

 

الأمر السادس.. يجب أن يكون لديكِ بدائل لهذه المدرسة، يجب أن تضعي قائمة بالمدارس الأقرب لتوجهاتك ولميزانيتك، والأمر ليس سهلاً، ويجب أن تتحلي بالواقعية، لأن التعليم أصبح سيئًا بشدة والفروق في المدارس من ناحية التعليم وجودته ضئيلة للغاية. لكن يجب أن تهتمي بإعداد القائمة، وهنا سيساعدك الكلام في الجروبات المخصصة لذلك، واهتمي بسؤال لماذا، وابحثي عن صدق الكلام والتأكد منه من أكثر من مصدر.

 

الأمر السابع.. كوِّني معلومات حول محتوى الإنترفيو، وهذا ستجدينه في بعض الجروبات وستخبرك به الأمهات السابقات اللاتى خضن التجربة. عن نفسي وجدت الأسئلة داخل إحدى الجروبات المشتركة فيها “التقديم في مدارس أكتوبر وزايد وحدايق الأهرام” وهو مثبت في أرشيف الجروب.

 

الأمر الثامن.. ناقشي مخاوفك حول الإنترفيو، سيكون الأمر سهلاً إذا كان طفلك قد ارتاد الحضانة من قبل، فمعظم الحضانات -إن لم تكن كلها- تُدرِّب الطفل على اجتياز الإنترفيو، فهي صممت المنهج أساسًا وعدَّلته على مقاس الإنترفيو، فطمئني نفسك، وإن لم يكن في حضانة فهدئي من روعك، فالأمر ليس صعبًا للغاية، هي مجرد مهارات يمكن التدريب عليها، المهم ألا تنقلي مخاوفك للطفل.

 

الأمر التاسع.. لا تصدقي كل ما يُقال لكِ عن أسباب الرفض في الإنترفيو أو مبالغات الأهالي حول أهمية الواسطة، الأمر سيئ بالفعل، لكن ليس بهذا السوء الذي يصوره لك الكثيرون.

 

الأمر العاشر.. اذهبي للمدرسة في موعد انصراف الطلبة، وراقبي ما يحدث، وتحدثي مع الأهالي عن مدى مرونة الإدارة وكيفية تعاملهم مع المشكلات، وادخلي المدرسة وراقبي النظافة ومدى تهوية الفصول ومساحة المدرسة.

 

أهم ما في الأمر أن تكوني واقعية، وتدركين أنك الأكثر تأثيرًا على طفلك من المدرسة؛ من المهم توفير بيئة مدرسية آمنة لطفلك على كل المستويات، لكن سيظل ما ستقدمينه له من أنشطة خارج المدرسة ومن رعاية واهتمام هو الأهم.

وفي مقال آخر سأحدثك عن تأهيل الطفل لإنترفيو المدارس.

 

المقالة السابقةلسنا أميرات ديزني
المقالة القادمةعن حسين الذي لم يُرِد لنادرة أن تمضي

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا