حواديت الشتاء تليق بإنها تتحكي في الليل، على صوت
المطرة أو مع كوباية شوكولاتة سخنة.. بالليل بس بنقدر
أنا و"فريدة" نفتح صندوق الحواديت السحري ونزور
مدينة الخيال البعيدة.
والنهارده هنحكي حدوتة "غَزل وحبات السكر
المسحورة".
كان ياما كان فيه بنت جميلة اسمها "غَزل"، شعرها
قصير أسود لون الليل، وعينيها واسعة وبتلمع زي
النجوم، وضحكتها دافية زي الشمس، "غَزل" بنت
محبوبة جدًا بين أصحابها في المدرسة وجيرانها في
الحي.. وكانت شنطتها الصغيرة دايمًا مليانة سكر نبات.
في يوم من الأيام، كانت ليلة شتوية مليانة مطر وبرق
ورعد، "غزل" كانت خايفة جدًا من صوت المطر
والبرق، وسألت مامتها "ليه يا ماما السنة كلها متبقاش
صيف وشمس؟ صوت المطر مخيف والجو بارد أوي،
وفيه أطفال كتير في الشارع بردانين جدًا".
ردت الأم: "متخافيش يا غزل، المطر خير ورزق لناس
كتير، دايمًا وقت المطر ادعي ربنا بكل اللي نفسك فيه،
وكوني واثقة إن أمنيتك هتتحقق".
ردت غزل: "حاضر يا ماما".
وبعدها أكلت "غَزل" آخر قطعة سكر في شنطتها عشان
تحس بشوية دفا، وغسلت أسنانها، وقبل ما تنام افتكرت
كلام مامتها، واتمنت بإلحاح إن كل نقط المطر الساقعة
تتحول لحبات سكر نبات.
تاني يوم، صحيت "غزل" عشان تروح مدرستها
كالعادة، فتحت شنطتها البنفسجية وكانت المفاجأة.
كمية كبيرة من حبات سكر النبات، كل قطعة ملفوفة
بورق ملون بيلمع. "غَزل" فرحت وتخيلت إن مامتها
هي اللي حطيتهم عشان تدفى في طريقها للمدرسة.
ووزعت على كل أصحابها وكل الأطفال في طريقها من
حبات سكر النبات.
تالت يوم صحيت "غزل" بدري للمدرسة، كان يوم
مطرة وبرد جدًا، لقيت شنطتها مليانة بقطع أكتر وأكبر
من السكر نبات، وعرفت إن مامتها مش هي اللي
اشترتهم.
مشيت "غزل" تفكر في حكاية قطع السكر، وزعت
كالعادة على أطفال الحي البردانين، لكن المرة دي
حصلت حاجة غريبة جدًا، مع كل قطمة لقطعة سكر،
كانت بتتحول لبالطو أو كوفية أو جوانتي أو بطانية تقيلة
أو بوت طويل أو فستان صوف.. حبات السكر اتحولت
لسحر دافي لكل الأطفال البردانين.
الفرحة والدهشة والحيرة كانت مسيطرة على "غزل"
وعلى الأطفال كمان، وهمّ شايفين حبات السكر
المسحورة بتتحول لهدوم جميلة ودافية وعلى مقاسهم
بالمللي.
وقتها افتكرت "غَزل" أمنيتها ليلة المطر والبرق
والرعد.. ابتسمت وقالت لمامتها اللي حصل وعيونها
بتلمع من الفرحة:
"ماما ربنا حققلي أمنية ليلة المطر، لما اتمنيت نقط
المطرة تتحول لسكر نبات يدفي الأطفال البردانين. أنا
مش هخاف من المطر والشتا تاني أبدًا".
حضنت الأم "غزل" وابتسمت وقالتلها:
"ربنا حققلك أكتر من أمنيتك يا غزل لأنك شاركتي
أصحابك وجيرانك بأكتر حاجة بتحبيها، سكر النبات".
ضحكت غزل وقالت: هل ربنا هيقبل كل دعواتي يا
ماما؟
ردت الأم بابتسامة: ما دمتِ بتدعي بخير وصدق ربنا
هيقبل دعواتك دايمًا.
وبالليل وقت النوم غمضت "غزل" عينها الجميلة وهي
بتدعي ربنا بصدق بكل اللي في قلبها، كانت السما
بتمطر، وصوت البرق والرعد المرة دي مخوفش
"غزل"، لأنها كانت واثقة إن أصحابها متدفيين
ومبسوطين، ودعواتها الجديدة في طريقها إنها تتحقق
زي حبات السكر المسحورة.