رأفت بيومي يحكي عن الرقص المعاصر، فما هو الرقص المعاصر وما تاريخه

1214

رأفت بيومي مدرب للرقص المعاصر.. بدأت رحلته مع الرقص في ورشة مدربة الرقص الفرنسية الشهيرة لورانس روندوني. تقدم رأفت لورشتها التي كانت تقيمها باستوديو عماد الدين، بغرض التعرف على جسده بشكل صحيح، حتى يستطيع التحكم فيه بشكل أفضل، كان هذا مهمًا له كممثل حتى يتمكن من كل أدواته بشكل أفضل. اعتقد أنه لن يُقبَل في الورشة، خصوصًا أن جميع المتقدمين كان لديهم خلفية مسبقة عن الرقص، بعضهم يقوم بالتدريب وآخرون راقصون بالأوبرا، وهو لم يكن له تجارب سابقة سوى تجربة متواضعه مع مدربة رقص ياباني.

يقول رأفت إنه فوجئ حقًا باتصال لورانس به وقبوله بالورشة.. تقول لورانس إن رأفت من الراقصين المهمين في مصر وإن له مستقبلاً مبشرًا، وهي تستعين به مدربًا مساعدًا في جميع ورشها.

حاورت رأفت البيومي عن تجربته مع الرقص المعاصر، وأهمية الرقص للجسد والروح.

– ما هو أقرب وصف للرقص من وجهة نظرك.. الرقص حياة.. الرقص فن.. الرقص تعبير حركي؟

الرقص حياة.

– ولماذا قمت باختيار هذه الإجابة تحديدًا؟

هو أقرب وصف لما يعبر عن الرقص، فالرقص هو ربط الجسد بالروح. هو التعبير عن المشاعر النابعة منها. هو تحريك الجسد بشكل متناغم مرورًا بالروح للتعبير عن ما يدور بداخلنا. الرقص هو اللغة بين الشعوب، فمن خلال الرقص نستطيع التعبير عن ثقافتنا. الرقص حياة.

– ماذا يحتاج المرء ليصبح راقصًا؟

فقط أن يقرر أن يرقص، فجميعنا نستطيع الرقص، راقبي طفلتك جيدًا وهي تنمو، ستجدين حركاتها جميعها كراقصة محترفة. الأطفال ترقص بشكل تلقائي طبيعي. نحن نولد بفطرة الرقص ولكن ضغوط الحياة هي التي تنسينا فطرتنا.

ثم سألني: كيف تتنفسين؟

تعجبت من هذا السؤال الساذج وأجبت بتلقائية: من القفص الصدري طبعًا.

ففاجئني برده: هذا خطأ.. انظري إلى ابنتك كيف تتنفس.

لم أجد إجابة لسؤاله، فأخبرني: تتنفس من بطنها، هذه هي الطريقة الصحيحة، ولذلك سوف تجدينها تبكي وتصرخ دون تعب، وقد تفعل هذا ليوم كامل، وهذا لأنها تتنفس بالشكل الصحيح. هكذا نتنفس في تدريباتنا وأثناء الرقص. لا أحد يعجز عن أن يرقص، هي حالة يصل لها جسدك عاجلاً أو آجلاً.. فقط يجب عليكِ أن تتصالحي مع جسدك أولاً، وذلك بأن تتقبليه كما هو، ذلك سوف يساعدك أكثر على التعرف على إمكانياته وحدوده.. عندما نقبل أجسادنا كما هي نستطيع أن نفعل بها المعجزات.

عندها أخبرته عن تجربتي السابقة مع الرقص المعاصر وأنني أصبت إصابات شديدة جعلتني أتوقف عن الورشة في اليوم الثالث، ذلك جعلني رغم ما سببته لي التجربة من سعادة وصفاء نفسي أن أتجنب تكرار المحاولة، وقلت له إنني لا أعتقد أن أي شخص يستطيع الرقص كما يقول، وإن الأمر يحتاج إلى لياقة بدنية عالية.

فجاوبني قائلاً: إن الإصابات الجسدية ما هي إلا خطأ من المدرب، وإنه ليس من الضروري على الإطلاق أن تحدث إصابات للراقص، على العكس تمامًا، الرقص المعاصر يعلمك كيف تتواصل مع جسدك بالشكل السليم وأن جزءًا من دراستهم كان في علم التشريح.

– ماذا علينا أن نفعل للعثور على ورش تدريبية للرقص المعاصر في مصر؟ وهل تكلفة هذه الورش مرتفعة؟

توجد الكثير من الأماكن التي تدرب على الرقص، وتكلفة التدريب في حد ذاته ليست مرتفعة، ولكن الأماكن التي تستقبل الورش ترفع قيمة الورشة.

– كيف من الممكن أن نجعل الرقص المعاصر أكثر تداولاً، بمعنى أدق أن يدخل كل بيت؟

الرقص المعاصر لم يصبح جزءًا من ثقافة مجتمعنا بعد، بالرغم من كونه هامًا جدًا لأي شخص يريد أن يتعلم رياضة ما أو أي نوع آخر من الرقص، فالبدء بالرقص المعاصر يجعل قدرته على تعلم الأشياء الأخرى أسرع وبشكل أكثر وعيًا، إذًا علينا أن ننشر هذه الفكرة أولاً وبهذه الطريقة يدخل الرقص المعاصر كل بيت.

– هل تعتقد أن الرقص المعاصر يصلح للعلاج النفسي؟

بالطبع يصلح لذلك، فالرقص المعاصر يقيم جسرًا بين الجسد والعقل والروح، مما يجعلنا قادرين على التصالح مع أنفسنا بشكل أقرب.

عندما انتهيت من الحديث مع رأفت بيومي، كنت قررت أن أعيد تجربة الرقص المعاصر مرة أخرى، فمن غير الممكن أن أعجز عن مجاراة طفلتي في الرقص عندما تبدأ حركاتها الراقصة الأولى، فعندما ترقص ابنتي سوف أرقص معها بالتأكيد.. وحتى هذا الحين سوف أكون حريصة على أن أتدرب جيدًا.

المقالة السابقةلنعالج الإدمان وكرب ما بعد الصدمة بالرقص
المقالة القادمةفتافيت السكر المسحورة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا