رضوي اسامة
كلما هلّ العام الدراسي الجديد ابتهجت لمنظر الأطفال بملابسهم الجديدة ورائحة النظافة التي تشع من المكان والكراريس الجديدة والأقلام الملونة والحقائب المبهجة وتسريحة شعر البنات والتوك الجميلة وحلاوة الولاد الصغار، لكن بجانب هذا كله أتذكر مأساتي مع المدارس وأنا صغيرة، وخصوصًا في المرحلة الابتدائية، كلما سمعت أحدًا يتحدث عن حلمه بعودة الطفولة أجدني أفكر في المرحلة الابتدائية فأرفض ذلك الحلم بشدة.
اللعنة على المذاكرة التي لا تحترم قدرات الأطفال، كنت طفلة تعاني من صعوبات تعلم في بعض المواد وتذاكر جيدًا وتتحدى نفسها عندما تجد علاقة مشجعة بمُدرستها أو بمدرسها، أتذكر رغم صعوبة التعلم الشديدة في الحساب لكني تجاوزتها في الصف الأول الإعدادي مع مدرس الرياضيات الذي كنت أحبه جدًا وأتحدى قدراتي من أجله.
لكنني لن أتحدث عن ذلك الآن، أريد عرض بعض الأفكار التي تساعد الأطفال الصغار في بدايات المرحلة الابتدائية وتشجعهم على الانتباه وترفع من دافعيتهم.
* اعقدوا مع الطفل اتفاق أنكم ستلعبون بشكل يومي أو كل يومين معه لعبة المدرسة، حيث سيقوم هو بدور المدرس وأنتم الطلبة، أحضروا سبورة وأحضروا كراريس لكم وتعمدوا أن تصدروا بعض الأخطاء ليصححها لكم، وعليه أن يقوم يوميًا بشرح ما تعلمه لكم والانتهاء من الواجب بسرعة حتى يتسنى لكم اللعب بهذه اللعبة التي سيحبها كثيرًا.
* في الأطفال الأكبر سنًا حاولوا جعل المواد ممتعة، فمثلاً في العلوم يمكنكم صنع التجارب معًا واستخدام الإنترنت للمزيد من البحث عنها والتفكير في تطويرها.
* لا تجعلوا الأطفال معتمدين عليكم في المذاكرة، أتذكر مشهدًا لأم تجلس بجوار طفلها ممسكة بالأستيكة وهو يكتب الواجب وصوتها يعلو كل دقيقة لتحثه على الإنجاز وكلما كتب حرفًا خاطئًا صاحت في وجهه ومسحته له فورًا. الأفضل أن تجعل الطفل يجلس في مكان مستقل وتعقد الأم اتفاقًا معه أنها ستأتي كل ربع ساعة لتطمئن، وعليه أن يؤجل أسئلته إلى أن تأتي ويكمل إنجازه للواجب.
* اخلق جو مرح في المذاكرة حتى يشب الطفل وهو يشعر أن المذاكرة ممتعة، ساعده في استخدام الكمبيوتر للبحث عن صور لحيوانات وأشياء تبدأ بحرف معين، واطبعوها وعلقوها في الحجرة، استخدموا الاستيكرز الجاهزة لصنع لوحات لكل حرف، استخدموا الرسم والألوان لتزيين الكلمات التي تبدأ بحرف معين وصورتها.
* العبوا لعبة أن يتجول في الشقة ويبحث عن مسميات الأشياء التي تبدأ بحرف معين، فمثلاً عند الاتفاق على حرف “غ” عليه أن يتجول ليكتشف الغسالة والغلاية وهكذا.
هناك المزيد من الأفكار المبدعة التي تساعد طفلك على المذاكرة بشكل مرح، هذه الأفكار تحتاج منكم إلى جهد حقيقي في البحث عنها.
أعرف أن الأسهل هو الجلوس بجانب الطفل والصراخ في وجهه وتخويفه وتحدي رغباته الصغيرة في الاكتشاف، لكن هذا لا يخلق إبداعًا، سيخلق طفلاً نمطيًا خائفًا من التجريب وهشًّا وغير واثق في نفسه.
لا تذاكري لطفلك كي ينجح.. بل ليصبح مبدعًا.. ولكن كيف؟