بقلم: باسنت إبراهيم
يُحكى أنّ كان في بنت جميلة اسمها “ضي”. “ضي” كل يوم تصحى من النوم وتحاول تجري ورا أحلامها الكبيرة وتلحق الوقت.. كان نفسها توصل لحلم واحد منهم ع الأقل، تكون لاعبة باليه أو مصممة أزياء ملهاش زي، أو فنانة مشهورة أو حتى دكتورة.. بس لأسباب كتير أحلام “ضي” كانت بتطير وتتبخر، عشان مكانتش على تحقيق أحلامها بتصبر، دايمًا مستعجلة وحماسها زي ما بينور ف لحظة بينطفي أسرع.
كانت تبدأ، ويا دوب في خيوط الحلم تمسك وتتشعبط، وفجأة تسيب كل حاجة وتزهق في أول الطريق، وصبرها يضيق، وملامحها تبهت يوم ورا يوم، وعلى اللي حواليها ترمي اللوم!
زي دروس الباليه اللي زهقت من مجهودها ومكملتهاش، وتصميماتها الحلوة وموهبتها في الرسم اللي كسلت تنقلهم من كراسة الشخابيط لكراسة جديدة تتعلم فيها أكتر، وتفوقها في الرياضيات لكنها زهقت بسرعة من الأرقام، وكل مواهبها اللي بسبب قلّة صبرها اختفت وراحت لناس تانين على تحقيق الأحلام قادرين.
وف يوم من ذات الأيام، وصلت “ضي” هدية قدام باب البيت، مكانتش تعرف مين بعتها، جواها سلسلة جميلة فيها 3 حبات لؤلؤ بتلمع.
ابتسمت “ضي وضمتهم لقلبها، وقعدت تتأملهم كتير، لحد ما راحت في النوم، وحلمت إن حبات اللؤلؤ اتحولوا لـ3 جنيات جمالهم ميتوصفش، مهمتهم مساعدة “ضي” توصل لأحلامها.. لكن بشرط واحد.
يا ترى جنيات اللؤلؤ هتساعد “ضي” إزاي؟ يا ترى إيه هو شرط الجنيات لتحقيق الأحلام؟
“ضي” كانت بنت جميلة رقيقة، لكن كان ناقصها تكون بنت صبورة جريئة قلبها شجاع وذكية كفاية، وده اللي هيعلموهولها جنيات اللؤلؤ في الحكاية.
فرحت “ضي” إنها أخيرًا هتحقق أحلامها، وتخيلت إن ده هيحصل ف غمضة زي مصباح علاء الدين، لكن الجنيات التلاتة طاروا بيها لجنينة التفاح، وشاورولها على كل الأحلام اللي كان نفسها تحققها وزهقت بسرعة، لقيتهم طايرين بعيد ولازم تبذل مجهود عشان ترجعهم وتحققهم. وكان شرط الجنيات لمساعدتها تطول أحلامها هو إنها تهتم بجنينة التفاح وتسقي الشجر وتراعي الزرع، لحد ما الثمار تستوي والمحصول يتجمع.
“ضي” استغربت من طلب الجنيات، لأن عمرها ما زرعت ولا حصدت، ولا عندها الصبر على الانتظار كل ده.. يا ترى هتقدر وهتعرف؟
عدت أيام وأسابيع، و”ضي” بتهتم بجنينة التفاح لحد ما ييجي الربيع.
وف يوم من الأيام و”ضي” قاعدة تحت شجرة التفاح زهقانة كالعادة، وبتقرر تنهي الاتفاق مع الجنيات، لقت شجرة التفاح الكبيرة بتقولها: “معقولة لحقتي تزهقي يا ضي؟! طيب إزاي عايزة توصلي لأحلامك البعيدة اللي ملهاش زي؟!”.
ارتبكت “ضي” وقالتلها: “أنا زهقت م الانتظار.. ليه الجنيات ميحققوش أحلامي بسرعة؟ ليه لازم أستنى أسابيع وشهور؟”.
ردت عليها شجرة التفاح وقالتلها: “لأن الأحلام تحقيقها محتاج مجهود ووقت واهتمام. زي ما بنزرع بذرة ونرعاها عشان تبقى ثمرة جميلة”. وأخدت شجرة التفاح “ضي” توريها إزاي البذرة بتكبر وليه بتاخد وقت، وليه لما بنهمل رعايتها ونزهق بتدبل وتموت.
فهمت “ضي” الدرس، وكانت كل ما تحس إنها زهقت من الانتظار تفتكر كلام شجرة التفاح، وبدأت تتعلم من جديد حركات الباليه اللي مكانتش بتصبر على تنفيذها، ورسومات الأزياء اللي كانت بتكسل ع الورق ترسمها وتحفظ الأرقام وتفهمها.. وف كل خطوة بتخطيها وتتعلم، كانت أحلامها بتقرب جدًا جدًا. وبعد شوية وقت كانت “ضي” زي ما اتمنت، ولتحقيق أحلامها البعيدة وصلت.
ولما جه وقت لم المحصول، جه الجنيات التلاتة ولقوا جنينة التفاح مليانة ثمار مستوية وجميلة، وأحلام “ضي” بتلمع زي النجوم ومتعلقة ف شجر التفاح.. و”ضي” واقفة فرحانة وقلبها مرتاح.
الجنيات فرحوا لأنهم أخيرًا علِّموا “ضي” الدرس وساعدوها بصحيح، وقالولها: “إنتي بالفعل أحلامك اتحققت يا ضي.. اتعلمتي الصبر وبقيتي فنانة جميلة، وكمان كنتي قد المسؤولية ووفّيتي بوعدك. عشان كده إحنا هنفضل حواليكي دايمًا جوة سلسة اللؤلؤ، عشان نساعدك تحققي بقية أحلامك.. وافتكري دايمًا إن السحر كان ف قلبك وتصرفاتك المليانة بالصبر”.
وتوتة توتة خلصت الحدوتة.
اسمعوا حدوتة ضي والجنيات التلاتة من هنا
https://soundcloud.com/user-415931719/ey9qsmlqckzk
السحر في الصبر