يُحكى أنّ، في زمان بعيد، كان فيه مدينة اسمها مدينة الخيال، وكان فيها أمير معروف بخياله الجميل، الأمير “مالك”، كان أمير طيب ومن شعبه قريب، عكس والده الملك “سمعان” اللي شعبه مكانش حاسس معاه بالأمان.
وكان خيال “مالك” ملازمه منين ما يروح، خيال ملون بألوان الطيف وسحابة الصيف، بيضوي زي اللؤلؤ، بلون حجر الفيروز ولمعان الماس.
الأمير “مالك” كان كل شيء بيتخيله بيتحول لحقيقة في الحال، ما هو أمير مدينة الخيال، وكانت كل خيالاته مليانة خير للشعب، لكن كان له برضو أعداء، وزراء الملك “سمعان”، مش عايزين أهل المدينة يبقوا عايشين سعداء.
وف يوم من الأيام، طلع الأمير “مالك” في رحلة صيد لمدينة الأحلام، وطلب من خياله إنه يستناه في قصر الكنوز، ميخرجش أبدًا إلا لما هو بنفسه يخبط عليه ويقوله كلمة السر اللي ما بينهم.
الأمير “مالك” كان عايز يصطاد أحلام حلوة سعيدة عشان يحققها بخياله الجميل، فتخلي مدينته في أحسن حال، وتخلي والده الملك “سمعان” فخور بيه ومرتاح البال.
ولمّا اطمن الأمير “مالك” إن خياله نايم سعيد في القصر، والحراس صاحيين، وعيونهم لرعايته وحراسته سهرانين، خرج الأمير “مالك” وقلبه مطمن، لكن عقله كان مشغول.. مكانش يعرف إن فيه حارس من حراسه مع الوزراء الأعداء متورط، وعن ضياع خياله هيكون مسؤول.
ويوم رحلة الصيد وصل للأمير “مالك” خبر سرقة خياله من القصر وهو ف نص الطريق، ولمّا قرر يرجع علشان ينقذه، حصلت عواصف ورياح شديدة جدًا، حولت الأحلام لكوابيس، وتاه الأمير بعيد عن أعوانه، ومقدرش يستخدم خياله زي كل مرة وينقذ سفينته من الرياح.. وبعد خبط ورزع ومطر وبرق، فاق الأمير “مالك” لقى نفسه وحيد على جزيرة بعيدة جدًا عن أرض الخيال.. اسمها جزيرة الأمنيات الطيبة.. كانت جزيرة خضرا والسحاب فيها كان عبارة عن أمنيات وأحلام الناس الطيبين، اللي طايرة فوق مستنية تتحقق في الوقت المناسب.
يا ترى الأمير “مالك” يعمل إيه ويتصرف إزاي؟ ومين هيرجعله خياله اللي اتسرق غدر من القصر؟
وفي وسط ما هو قاعد يفكر ومحتار، ظهرت الأميرة “نوراي”.. أميرة جزيرة الأمنيات الطيبة.. أميرة جميلة شبه السحاب الأبيض وشعرها خصلات من النجوم وعيونها زي الشمس منورة ودافية.
وبعد الأسئلة والإجابات، حال الأمير “مالك” صعب على الأميرة الجميلة “نوراي”، خصوصًا لمّا عرفت المؤامرة اللي اتعرضلها، فقررت تساعده يرجع أرض الخيال وينقذ خياله اللي اتسرق، بس بشرط، يكون هو أمير عادل بصحيح، ويسجن كل الوزراء الخاينين، ويحاسب الملك “سمعان” على أفعاله في حق الشعب المسكين.
الأمير “مالك” تردد وقالها: بس الملك سمعان والدي!
فردت الأميرة “نوراي” وقالتله: عشان يرجعلك خيالك الطيب لازم تقضي ع الظلم ف وقت قريب.. ده الشرط الوحيد، ولك حرية الاختيار.
وبعد شوية تفكير.. قرر “مالك” يكون شجاع، واتمنى يكون عنده القدرة على تحقيق العدل وحسن الاختيار، وطارت أمنيته لفوق في جزيرة الأمنيات الطيبة واتحققت في الحال. ورجع تاني مدينة الخيال، جمع كل حراسة المخلصين وسافر بيهم لسجن المساكين، حرر المظلومين وحاكم الوزراء الخاينين، وأنقذ خياله الحزين قبل ما ينطفي ويبهت، وقدم لولده الملك “سمعان” قرار، يا إما يكون ملك عادل ورحيم ويعطف على المساكين ويساعد شعبه الغلبان الحزين، يا إما هيكون مكانه في السجن زي الوزراء الظالمين.
وقد كان.. الملك “سمعان” تأكد من أحوال شعبه بنفسه، وبإن الوزراء الخاينين كانوا فعلاً ظالمين، ووكِّل الأمير “مالك” بأمور البلاد والعباد ورعاية شعب أرض الخيال في الحال.
ومن بعيد كانت الأميرة “نوراي” شايفة أحوال أرض الخيال بتتغير للأحسن، كانت فرحانة وفخورة بـ”مالك”، الأمير الشجاع اللي مستسلمش للظلم ومغمضش عيونه عن الحق. وحوالين الأميرة “نوراي” في أرض الأمنيات، كانت السحاب زي اللآلئ منورة بترقص وتطير، ودي كانت أمنيات شعب مدينة الخيال، اللي اتحققت وعاشوا في أحسن حال.
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
اسمعوا حدوتة الأمير مالك من هنا
https://soundcloud.com/user-415931719/c6pgaebk2u2i
والأميرة “نوراي” في أرض الأمنيات