دلع الجدات

3168

 

بقلم : نهي الجندي

دلع إيه بس؟! ممكن نقول فساد.. بوظان.. كوارث مدمرة.. أنا يطلع عيني لمدة شهر في تنظيم نوم البنت ولا أكلها ولا الحلويات ولا التليفزيون.. وزيارة.. زيارة واحدة بس تلاقي كل اللي بنتيه بالدموع والعرق والدم اتهد في زيارة لبيت الجدة، إشي بقى حلويات وإشي بطاطس محمرة وإشي مفيش نوم في معاده وتليفزيون وكارتون، وأنا بقي اللي أستلم في نهاية اليوم طفلة شهيتها مش مظبوطة، مستوى السكر في دمها عالي ومخليها بتمشي على الحيطة، وهيستريا وعنف ناتج من فرجة على تليفزيون أكتر من اللازم.. شكرًا يا ماما! شكرًا يا حماتي! يا دوبك أروح أرمي نفسي تحت عجل أي عربية تفرمني وأرتاح.

 

الكلام اللي فوق ده سمعناه كام مرة قبل كده؟ ده صراع أجيال أبدي.. الأم اللي عايزة تربّي والجدة اللي ربّت واكتفت وعايزة تستمتع بقى. الأطفال لما يقعدوا يتحايلوا على جداتهم عشان كيس شيبسي ولا معلقة آيس كريم زيادة فعلًا بيبقي شكلهم يدوّب القلب, لكن زي أي متعة في الحياة لها عواقب، بس الجدة المرة دي ويمكن لأول مرة في حياتها هتستمع بحاجة ومتشيليش عواقبها، ومعندهاش استعداد إن حد يحرمها من المتعة دي.. ما هي ربت وكبّرت لحد ما قدرت توصل لحصاد اللي تعبت عشانه.

تعرفي على: أجمل عبارات عن بيت الجد والجدة

كل ده مفهوم، طب وبعدين؟ ممكن ناس ظروفهم مبتسمحش غير بزيارات متباعدة، فده بيخلي الدلع الزيادة مبرر والأم بتطنشه لمحدوديته, لكن لما يبقى الوضع إن الزيارات لبيت العيلة متكررة، أو ساكنين مع بعض، أو الأم بتعتمد على الجدة كبديل لها وقت شغلها، مبتبقاش عارفة إزاي توصّل للجدة بطريقة مؤدبة متسمحش بكسر القواعد اللي تعبت على ما طبقتها صح.

 

عن نفسي أنا أشركتهم في مشكلة اتخاذ القرار لحلها, فبدل ما يبقوا جزء من المشكلة يبقوا جزء من الحل. بنتي بتتعفرت بعد كمية غير معتادة من السكر، أوريهم العفرتة والمود المقريف والزن على لا شيء، وأشركهم معايا نحله إزاي.. ده موقفش الحلويات طبعًا، بس خلاهم يحسوا إمتي يبقى كده كتير، أو إنه بلاش كل يوم، وشوية بشوية يبقى كمية الدلع اللي بتتاخد من الجدة معقولة جدًا.

 

عُمر ما الجدة هتبقى زي الأم مهما عملت، مهما حاولت، فلو لقيت الأمور في المعقول ومش بتتعارض مع الصحة والأمان يبقى برضو الأم تتغاضى عن البونبوناية اللي اتمررت من ورا ضهرها، أو اللعبة الإلكترونية اللي البنت ماسكاها في غير معادها.

 

والقاعدة الأهم اللي ظبطت الأمور بشكل كبير في البيت، قاعدة إن اللي بيحصل عند الجدة بيحصل عند الجدة بس, متتوقعش نفس المعاملة في البيت. الأطفال مذهلين في استيعابهم السريع لمين بيسمح بإيه وفين. ولو الجدة بتزورنا هي في البيت بأكياس محملة بالحلويات فالحل إن كيس الحلويات يتّاخد منه حاجة بسيطة عشان الزيارة والباقي يتحط فورًا في علبة الحلويات اللي بيتم فتحها في مواعيد محددة، زي بعد الوجبات في نهاية الأسبوع مثلًا.

وأهو كلها محاولات عشان نمرر صراع الأجيال بأقل الخسائر الممكنة، وربنا يعيننا بقى. بكرة الأيام تلف ونبقي جدات نبوظ ونضحك ونسيب ولادنا هم اللي يطلع عينيهم.. اصبروا يا ماماهات.

 

معاملة الجدات للأطفال، إزاي أتخلص من دلع أمي لأطفالي؟، صراع الأحفاد

المقالة السابقةوبكرة هنكون فين في الدُنيا؟
المقالة القادمةقالوا عن المرأة: الغاوية
نون
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا