بقلم/ غدير أحمد
“الدنيا ريشة في هوا, طايرة بغير جناحين.. وإحنا النهارده سوا, وبكرة هنكون فين في الدنيا في الدنيا”.
النهارده صحيت على صوت عبد الوهاب، بيغني للحياة والدنيا، للقسوة وللحنية مع بعض.
افتكرت لحظات كتير في حياتي وأنا بسمع مقطع “وبكرة هنكون فين في الدنيا”.
اللحظات دي عدت عليّ وأنا مش عارفة حرفيًا بكرة هكون فين! قراري اللي خدته كان صح ولا غلط! هندم ولا هتنطط من فرحة إن كان عندي حق!
لحظات مليانة بالحيرة والتفكير، جواها أسئلة ملهاش إجابات.
صراع بين الصح والغلط، بين المستقبل والواقع، صراع بيني وبين نفسي قبل ما يتحول لصراع مع أشخاص أو أفكار.
لحظات كنت بشوف فيها الصح إني آخد الخطوة، ولحظات شفت الصح إني أتراجع وأستنى الحظة المناسبة.
حماسي في أوقات كتير خدني لقرارات اكتشفت إنها غلط بالتجربة، وخوفي زي ما نجّاني أحيانًا ورطني في أحيان تانية.
الفكرة إن فيه لحظات في حياتنا مبنكونش شايفين غير حل واحد لمشاكلنا الكتير.. وبنفضل نجري ورا الحل ده ونسعاله بكل طاقتنا.
نقطع مسافة من طريق أوله صعب، بنخاف نرجع ونقول فشلنا.. بنكمّل عشان رغبتنا في النجاح أدام نفسنا قبل الناس.
الدافع إننا نفضل نسعى هو نفس الدافع اللي خلانا بدأنا السعي، أحيان كتير بيكون الرجوع أحسن.. وأحيانًا بيكمل الدافع وبيكون سبب من أسباب إصرارنا على النجاح، وبننجح.
حتى رؤيتنا لحل واحد إنه الخلاص من مشاكلنا الكتير رؤية غير سليمة، لأن أغلب المشاكل بتتشابك في الجذور، وبرغم كده بتختلف طريقة حلها.
بس حكمة علّمتهالي الأيام.. قبل ما آخد خطوات في أي قرار، لازم أحسبله صح.
لازم أعرف هكسب إيه وأخسر إيه، واللي هكسبه ده هكون مستعداله، وخسارتي دي هتحملها ولا هنهار بعدها؟!
وعلى أد ما هكسب أو أخسر هقدر أقرر.. وآخد خطوات مندمش عليها.
ومستعيبش تأجيلي لتنفيذ قرار معين، لأني مش مستعدة لخسايره حاليًا.
عشان في النهاية أنا إنسانة وعندي قدرة وطاقة، لو محترمتش طاقتي وقدرتي مين هيحترمها؟! مين هيقدّرها غيري؟
وأخيرًا طموحنا وأحلامنا مش جريمة نتحاسب عليها، وغلطنا لو متعلمناش منه إحنا اللي بنتضر مش حد تاني.
مهم أوي في قراراتنا إننا متسرقناش السكينة، لا نجري ونقع ولا نقف مكاننا ومنتحركش.
نحلم ومننساش نحسب كويس للي جاي، ونتعلم من اللي فات.