الطريق للوجبة الصحية

845

بقلم : نهى الجندي

السؤال اليومي من أول ما اتجوزت وبقيت مسؤولة عن بيت، هو “هناكل إيه النهارده؟”. تقديم الأكل لولادنا هو أكتر من مجرد كونه قيمة غذائية في طبق، هو طريقة لإظهار الحب والاهتمام بيهم.. الأكل هو الشيء اللي من أول لحظة في حياتهم بيعتمدوا فيه على الأم بشكل كامل.

 

“هناكل إيه النهارده؟”، اتعودت أجاوب عليه بطريقة غلط. ببني الوجبة على نوع الكربوهيدرات اللي بقرره.. مكرونة ولا رز، وبعدها بقية الوجبة تقرر على أساسهم. لحد ما قريت نصيحة عن الوجبة المتكاملة ” كل أكل مفيد، بكميات مش كبيرة، معظمه نباتات”. وصلت إنه أحسن طريقة لإجابة سؤال “هناكل إيه النهارده؟” هو تحديد نوع الخضار المتاح، وبناء الوجبة عليه.

 

الكربوهيدرات أو النشويات هي عبارة عن مجموعة من وحدات الجلوكوز المسؤولة عن مد جسمنا بالطاقة، كل ما كانت النشويات اتعرّضت لمعالجة أقل ومحتفظة بالألياف ووحدات الجلوكوز المعقّدة، كانت عملية هضمها أبطأ، والاستفادة منها أعلى للأمعاء، ومستويات الطاقة اللي مبتخليناش نحس بالجوع بسرعة تاني. بشكل عام البُنّي أحسن من الأبيض، كل ما كان متاح تطبخي بنشويات بنية كان الأكل صحي أكتر، العيش البلدي أفيد وأحسن من الفينو، وإني أعوّد بنتي عليه كان تحدي عظيم.

 

عادتنا الغذائية بتتسم بالمبالغة.. إما إن كل أكلنا يكون غرقان في الزيت والقلي والتحمير، وإما على النقيض، ندوّر على الطبخ من غير ولا نقطة دهون والزبادي خالي الدسم. الاعتدال هو أهم عنصر في تغذية أطفالنا. الدهون مهمة جدًا في بناء المخ وحماية الأعضاء الداخلية وتخزين الطاقة داخل جسم الطفل.. إحنا محتاجين دهون، منقدرش نعيش خالي الدسم، وفي نفس الوقت الزيوت المهدرجة دي سموم بتدخل الجسم أقل أضرارها التخن.

 

كميات قليلة من الدهون الطبيعية، زي زيت الزيتون أو الزبدة أو الدهون الموجودة في اللحوم والأسماك، أو الموجودة في المكسرات، مفيدة والاعتدال في أكلها ضروري، عشان الطفل ياخد فايدتها ويتجنب ضررها.

 

بروتين.. تلقائيًا بيُترجم في مخي للفراخ واللحوم والأسماك، لكن في الحقيقة فيه مصادر أخرى مهمة للبروتين، زي منتجات الألبان والبيض والمكسرات والبقوليات، فإذا كنت بفضّل تقديم كميات كبيرة من الخضار على حساب اللحوم، ممكن تعويض النقص في اللحوم بتنوع في الأكلات غير الحيوانية اللي فيها محتوى بروتين في الفطار والعشا.

 

الموضوع باختصار يكمن في الاعتدال والتنوّع، والبُعد قدر المستطاع عن الأكل الجاهز والمُعالج. كل ما حققت التلات معايير دول في المطبخ كان الأكل صحي أكتر، والأطفال استفادوا بالقدر الأكبر منه.. صحتين وعافية.

 

هناكل إيه انهارده، لتحضير أكل صحي، الوجبة المتوازنة للأطفال

 

المقالة السابقة10 أفكار للتخطيط لوجبات الأسبوع
المقالة القادمةلحكايات عمن عاش ليحكي
نون
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا