إزاي نكمل الدراسة في البيت كأن الولاد لسة في المدرسة؟

2079

أجازة طويلة مع الولاد في البيت، يعني كابوس مخطرش على بال حد من الأمهات، وهم بيوصلوا الولاد باص المدرسة آخر مرة، وبيتنفسوا الصعداء.. مع كورونا ولمدة أسبوعين محدش عارف إيه اللي بعدهم، مفيش مدرسة، ومفيش أي وقت تقريبًا هيتوفر للأمهات عشان يتنفسوا الصعداء تاني، لكن الأزمة مش كده وبس.. الأزمة أكبر من مجرد الزن والصداع اللي بدأ في كل بيت، والهلع اللي عند أمهات كتير مش بس بسبب المرض، الأزمة اللي بجد في دماغ كل أم “السنة الدراسية هتكمل إزاي؟ السنة اللي بتضيع ومش باين لها ملامح! إزاي نكمل الدراسة في البيت”.

مدارس كتير الأساتذة فيها أخدوا المبادرة، وبدأوا يبعتوا من خلال مجموعات الواتساب شرح للدروس يوم بيوم، عشان مفيش حاجة تفوت الولاد، لكن رغم جمال المبادرة إلا إنك تخلي طفل يقعد يسمع فويس على الواتساب من المستحيلات، إلا في ظروف معينة وبمواصفات معينة للأطفال وأعمارهم، عشان يقدروا يركزوا مع  الرسائل الصوتية.

أنا عشت نفس الحيرة وحاولت ألاقي حلول معقولة عشان أعرف إزاي نكمل الدراسة في البيت. من ناحية تساعد الولاد دراسيًا ومن ناحية تانية هتخف الزن لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم، ودي فترة مش وحشة، لكن أهم حاجة المداومة، والتركيز والتعامل مع الموضوع بجد، ولأحسن نتيجة، ننفذ الخطة دي، وبعدها خلال اليوم نأكد على الدروس بتمرينات أو بأسئلة.

خطة إزاي نكمل الدراسة في البيت

هتحتاج ثلاث حاجات أساسية، متوافرة في الغالب في معظم البيوت، وهي: وصلة إنترنت كويسة، فلاشة، تليفزيون أو ريسيفر بيقبل الفلاشات.

ليه مش هنستخدم تليفونات ذكية أو كومبيوتر؟ عشان محتوى يوتيوب ميكونش متاح في إيد الأطفال، يخرجوا من حاجة يخشوا في حاجة والموضوع يكون خارج السيطرة، كمان التليفزيون مرتبط في أذهان الأولاد بالتركيز الشديد، بيقعدوا قدامه رافعين راسهم ومركزين، فهم عمومًا عندهم ثقة في شاشة التليفزيون اللي بتتحكم فيهم، أكبر من شاشة التاب أو الموبايل اللي هم بيتحكموا فيها.

هنعمل إيه؟

فيه مجموعة مواقع محترمة بتوفر المنهج بشكل جيد جدًا للأولاد، سواء كمراجعات للي فات، أو استكمال للحاجات اللي مخدوهاش من دروس جديدة، ومعظمها على يوتيوب، وبالنسبة للأطفال في سن ما قبل الحضانة، فهم كمان لهم مواقع بتأسسهم وتأهلهم للمدرسة “Pre.kg” من خلال أنشطة وتكرار، والموضوع ممكن كمان يتنفذ بالنسبة للغات بنفس الطريقة اللي هنتكلم عنها في السطور الجاية.

الاختيار

هتختاروا الموقع اللي حابين الولاد يسمعوا لشرحه. فيه أكتر من موقع، تم تداولهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة اللي فاتت، كحل بديل، لكن من خلال مراجعتهم، أرشح الأربع مواقع دي.

1. قناة نفهم، قناة تعليمية جودتها عالية، والشغل فيها على المنهج مخدوم، فيه الدروس متاحة لكل المراحل، لكن مشكلته إنه من أول مناهج أولى ابتدائي فقط، يعني مرحلة الحضانة وما قبلها مش موجودة عندهم.

2. قناة الإسكولا دي قناة من القنوات المفضلة بالنسبة ليَّ، والميزة إنها متوفر فيها مناهج من أول kg1، وقوائم التشغيل واضحة ومش بتتوه الزوار، لكن مفيش منهج فرنسي أو ألماني للأطفال اللي بتدرس في المدارس الفرنسية أو الألمانية، زي الليسيه والفرير وغيرهم.

3. ماث آنتيكس قناة أجنبية بتشرح الرياضيات للأطفال بشكل ممتع، لكن طبعًا المنهج مش ماشي مع المنهج المصري، وكمان محتاج طفل لغته الإنجليزية قوية، ويكون أصلاً في قسم إنجليزي.

4. قناة بسطتهالك للأطفال اللي عندهم أزمة في النحو، وكمان طلبة الثانوية العامة، أعتقد لو استثمروا الفترة دي في مذاكرة النحو والعربي بشكل كويس هيحلوا أزمة كبيرة من فوق كتافهم.

الخطوة التانية

هتختار الموقع المناسب والفيديوهات اللي هتوصَّل الدرس لابنك أو بنتك، وتعمل بيهم خطة، كل يوم فيديو أو اتنين بالكتير جدًا، لأنهم هيتكرروا على مدار اليوم، عشان زي ما إحنا عارفين التكرار بيعلم الشطار، لكن كمان هنحرص جدًا إننا ندخل للطفل في وقت يكون مؤهل فيه إنه يسمع الدرس، وكمان منغصبش عليه يقعد، لو مش حابب يكمل نوقف ونستنى لما يزهق من اللعب، فييجي يقعد بكامل إرادته عشان يسمع. لو غصبنا على الأطفال خصوصًا في المراحل الأولى مش هناخد منهم نتائج، كمان مش لازم يكون المستهدف كتير، التعامل لازم يكون على طريقة “قِل من الندر واوفي”.

نصيحتي إننا يكون معانا كراسة خاصة بينا، زي كشكول التحضير بتاع المدرسين، ونكون فاهمين الطفل مطلوب منه إيه، يعني مثلاً في kg1 مطلوب منه يفهم الحروف ويميزها، فأركز على الهدف ده طول الوقت، مش بس وقت الدرس. الأم لما بتفهم الهدف أو المستهدف بمعنى أصح بتقدر تطبقه بشكل أفضل، وبالشكل ده هيبقى اليوم بالكامل عبارة عن درس طويل. في المطبخ هنختار الحاجات اللي بتبدأ بحرف الألف، في الشارع هنشوف الحروف مع بعض، بالليل قبل ما ننام هنفتكر إحنا كنا بنذاكر إيه النهارده.

ثالث خطوة

طيب اختارنا القناة، سواء من القنوات المذكورة أو غيرها، هنعمل إيه؟ هتاخدوا لينك الفيديو Copy، وتدخلوا على موقع save from هتلاقوا خانه مكتوب فيها “الصق رابط الفيديو هنا” هنعمل Paste للرابط، وهيبدأ تحميل الفيديو تلقائيًا على الجهاز.

هتكرري القصة دي مع الفيديوهات اللي حابة تحميلها لليوم أو للأسبوع، حسب الخطة، وبكده الفيديوهات المطلوبة هتكون متوافرة على جهاز الكومبيوتر الخاص بيكي وجاهزة، سواء هتذاكريها بنفسك عشان تعرفي تذاكريها للولاد بطريقتك، أو هتكملي الخطة وتشغليها ليهم على التليفزيون.

وقت الفلاشة

هتحطي الفيديوهات المطلوبة على فلاشة وتركبيها في التليفزيون أو الريسيفر، أيهما أسهل في التعامل (أنا بفضَّل الريسيفر) وتبتدي تهيئي الجو للدراسة، ورقة وقلم في إيد الطفل، طاولة مريحة، جو هادي جدًا، مستوى صوت معقول للتليفزيون، مفيش مشتتات حوله، اخرجي برة الصورة خالص وفهميه قبلها إننا داخلين نذاكر كأننا في الفصل، واطلبي منه يكرر مع المدرس في الفيديو، وكده كده الفيديوهات فيها تمرين. لو الطفل من النوع اللي مش بيقعد فهميه إنه لما يقعد فيه مكافأة في النهاية، وليكن أكلة بيحبها أو حاجة حلوة بسيطة، إن شالله طبق مهلبية.

لو كل يوم الطفل راجع على درس قديم وأخد درس جديد، ده كفيل إنه لما نستأنف الدراسة، أو حتى على بداية السنة الجديدة يكون راجع بمخ مستوعب، وبطريقة مفيهاش ضغط، وبدون دروس خصوصية ولا مدرسين تأسيس.

ميزة الفيديوهات على التليفزيون، إن عندنا مدرس بيكرر قد ما نحب وزي ما إحنا عاوزين، مش ملزمين بوقت معين ولا مضطرين لأي شيء، وقت ما نحب وزي ما نحب نتعلم.

خلي أهدافك متواضعة

كلنا عاوزين ولادنا يكونوا عباقرة، ولو طولنا نحمِّل المنهج كله بفلاشة مباشرة لراسهم في يوم واحد مش هنتأخر، كلنا عاوزينهم دايرة المعارف البريطانية ماشية على رجلين، لكن دي أكتر حاجة بتؤذيهم وبتخلينا نحمِّلهم فوق طاقتهم. أفضل حاجة سمعتها الفترة اللي فاتت إن المناهج بتكون محطوطة بنسبة 100% لكن الأطفال متباينين في القدرات، فيه اللي بيقدر يحصل 70% أو 50% أو حتى 20%، المهم يحصل ويكمل على اللي حصله في السنين التانية، مش مهم الطفل شاطر وعبقري أو لأ، المهم كأمهات نكمل مجهودنا معاهم بدون كلل أو ملل أو طموحات أكبر من حجمهم وقدراتهم.

اقرأ أيضًا: 30 نشاطًا صيفيًا لإسعاد أطفالك

المقالة السابقةفن السباق تحت المطر
المقالة القادمةفيروس كورونا: الوهم نصف الداء.. الوعي نصف الدواء
كاتبة وصحفية مصرية

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا