اضطراب القلق عند الأطفال: 8 طرق تساعد طفلك على تجاوزه

2033

تعاني ابنتي من قلق مفرط تجاه كل شيء، تجاه الواجبات المدرسية، وما تشاهده من برامج اليوتيوب. تبكي إذا مرضت قطتها. تحلم بكوابيس مفزعة، وتستيقظ باكية. والآن مع كل الاضطراب الحادث حولها يتضاعف قلقها بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وأنا نفسي أعاني من اضطراب القلق.

من الطبيعي أن يتعرض الأطفال للشعور بالقلق، فعلى سبيل المثال قد يعاني الأطفال في عمر مبكر من الشعور بالقلق من الظلام أو الوحوش المتخيلة، ويكبرون وتكبر المخاوف معهم، وقد ترتبط مخاوفهم بالدراسة والدرجات، أو بعلاقتهم بأصدقائهم، ومظهرهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الشعور بالقلق أو الخوف شعور طبيعي وغريزي، خصوصًا عند مواجهة مواقف أو خبرات غير مألوفة أو تشعره بالتهديد، وليس علامة على وجود اضطراب. لكن إذا ازداد هذا الشعور بدرجة تعطل أداءه الطبيعي اليومي فقد يعني هذا أن الطفل يعاني من اضطراب القلق. وهو من الاضطرابات الشائعة في مرحلة الطفولة، حيث يعاني منه نسبة من 10 إلى 15% من الأطفال. كما أنه في أغلب الأحيان يكون وراثيًا.

أنواع اضطراب القلق عند الأطفال

بالإضافة إلى تأثير القلق على حياة الطفل الاجتماعية والدراسية، فإذا لم يتم التعامل معه بشكل مبكر فقد يمتد تأثيره على حياة الطفل لمدى طويل من عمره.

  • اضطراب القلق العام.
  • الرهاب(الفوبيا) بأنواعه.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • اضطراب قلق الانفصال.
  • اضطراب الهلع.

والمؤسف أنه بالإضافة إلى تأثير القلق على حياة الطفل الاجتماعية والدراسية، فإذا لم يتم التعامل معه بشكل مبكر فقد يمتد تأثيره على حياة الطفل لمدى طويل من عمره.

أعراض اضطراب القلق عند الأطفال

إذا ظهرت على الطفل الأعراض التالية فيستحسن أن يعرض على طبيب متخصص:

  • استمرار الشعور بالقلق والتوتر لفترة تتجاوز 6 أشهر، وعدم زوال القلق بزوال المؤثر.
  • عدم القدرة على السيطرة على الشعور بالقلق.
  • وجود أعراض أخرى مثل الأرق والإرهاق وضعف التركيز.
  • وجود أعراض جسدية بلا سبب طبي واضح، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والتعرق والغثيان وبرودة اليدين والصداع وآلام العضلات وتشنجها.

كيف تساعد طفلك؟

إن الشعور بالقلق أمر طبيعي وغريزي، يحفز قدرات الإنسان عند مواجهة التجارب الجديدة، وهو ما يجعله مُهمًا في التطور النفسي للطفل. لكن من المهم أن نساعد الطفل على التعامل مع الشعور بالقلق. هذه بعض الأمور التي يمكنك مساعدته من خلالها:

1. تخلص من مخاوفك أولاً

لن تستطيع أن تساعد طفلك على التخلص من القلق إذا كنت أنت نفسك تعاني من القلق المفرط. لصديقتي تجربة ملهمة، كانت في صغرها تعاني من الخوف من الحيوانات، ولم ترد أن ترث ابنتها نفس الخوف. فقررت أن تنظر في عيني خوفها في المرآة، وأحضرت كلبًا إلى المنزل. لقد تغلبت على خوفها تمامًا، بل واستطاعت أن تتبنى كلبًا آخر. لم أخبرها بهذا قط، لكنني كلما شعرت بالخوف والقلق أفكر فيما فعلته. وأحاول.. فقط أحاول أن أنظر لعيني خوفي مثلها.

2. المصارحة

الشعور بالرغبة في الإنقاذ والحماية موجود عند جميع الآباء والأمهات تقريبًا بدرجة أو بأخرى. لكن حماية الطفل وإنقاذه من مسببات القلق يحرم الطفل من تطوير أساليب مناسبة لإدارة القلق.

من المهم أن تتواصل مع الطفل طوال الوقت، بشكل يسمح له بمصارحتك عما يفكر فيه، دون كتمان مشاعره، سيساعدك هذا على فهم مشاعره وأفكاره. كما أن الحديث عن المخاوف يساعد في تخفيفها أحيانًا. لا تتعامل مع المخاوف غير المنطقية باستخفاف أو تهوين، ولا تُسفِّه منها. من المهم أن يفهم الطفل أنكم في صفه، وتتفهمون وجهة نظره.

3. ساعده على رؤية الحجم الحقيقي للمشكلات

على سبيل المثال: إذا عانى الطفل من قلق مبالغ بشأن الدراسة، فاشرح له أن نقص بعض الدرجات الدراسية ليس نهاية العالم. ناقشوا معهم المخاوف الأخرى، وضعوا خططًا لحلها. لفترة طويلة اعتادت ابنتي على الخوف من الانفصال عني والذهاب إلى المدرسة، وكانت رحلة الذهاب إلى المدرسة رحلة حزينة وباكية. في البداية كان من المهم أن أتأكد من عدم وجود مشكلات تُنفِّرها من المدرسة. وحين تأكدت أن سبب خوفها هو ألا أظهر مرة أخرى في نهاية اليوم تحدثنا طويلاً. ووضعنا خططًا بديلة، فإذا لم أظهر يمكنها الذهاب للمعلمة وإخبارها أن تهاتفني.

4. لا تتحول إلى هليكوبتر

مصطلح الأبوين الهليكوبتر أو الحوامة، يشير إلى الأبوين اللذين يحومان حول الطفل طوال الوقت، وينقضان في لحظة ظهور المشكلة من أجل مساعدته وحلها. نسارع أحيانًا لكي نخفف عن أطفالنا، وننقذهم من القلق. هذا الشعور بالرغبة في الإنقاذ والحماية موجود عند جميع الآباء والأمهات تقريبًا بدرجة أو بأخرى. لكن حماية الطفل وإنقاذه من مسببات القلق يحرم الطفل من تطوير أساليب مناسبة لإدارة القلق، وهو ما لا تحتاج إلى فعله.

5. التركيز على الجوانب الإيجابية

تساعد القصص بشكل كبير في إيصال المعلومة للطفل، وفي حالة الشعور بالقلق فإن القصص التي تتناول هذا الموضوع قد تعمل على إعطائه طرقًا لمواجهة القلق والتعامل معه.

ذكِّروا الطفل بنقاط القوة لديه، وبكل الأمور الصعبة التي مر بها، وكيف استطاع التغلب عليها من قبل. ساعده على رؤية الجوانب الإيجابية في حياته. وجود مشاعر القلق يساعد أحيانًا في تضخيم المشاعر السلبية، ويحرمه من رؤية العديد من الأمور الإيجابية، وهو ما يمكنك مساعدته فيه. يمكن تحقيق ذلك عن طريق وسيلة بسيطة، هي سؤال الطفل الأشياء التي تدفعه للشعور بالامتنان. سوف يساعده ذلك على رؤية النصف الممتلئ للكوب.

6. تقليل فترات التوقع والانتظار

إذا كان طفلك شخصًا قلوقًا بطبيعته، فليس من الضروري على سبيل المثال أن تخبره عن موعد طبيب الأسنان قبل الذهاب بأسبوعين؛ لن يساعده ذلك على الاستعداد، لكنه سيسمح للقلق بأن يأكله طوال هذه المدة.

7. علمه إستراتيجيات التعامل مع القلق

مثل التنفس العميق، والضغط على كرة مطاطية صغيرة، واستخدام الأعمال اليدوية، كلعبة الصلصال للتنفيس عن قلقه وتوتره، والتعبير عن مشاعره بالرسم أو الكتابة.

8. قصص وكتب

دائمًا ما تساعد القصص بشكل كبير في إيصال المعلومة للطفل، وفي حالة الشعور بالقلق فإن القصص التي تتناول هذا الموضوع قد تعمل على إعطائه طرقًا لمواجهة القلق والتعامل معه، ومن القصص المفيدة في هذه الناحية:

السيد خوف: تأليف د/ لطيفة النجار و د/ سهيلة العوضي

حقيبة كبيرة من الهموم: تأليف فيرجينيا أيرنسايد

ماذا تفعل عندما تشعر بالقلق مرشد الطفل للتغلب على القلق: تأليف داون هوبنر

التشخيص والعلاج

إذا لم تتحسن حالة الطفل، فمن المهم عرضه على شخص متخصص، وفي هذه الحالة سيناقش الطبيب خطة العلاج، والتي تعتمد على العلاج السلوكي في الغالب، وتعليم الطفل طرق وإستراتيجيات إدارة القلق. وفي بعض الأحيان قد يحتاج لعلاج دوائي أيضًا.

اقرأ أيضًا: على مر التاريخ: تأثير القلق على المجتمع وعاداته

المقالة السابقةسندريلا بين الواقع والحكايات
المقالة القادمةما هي متلازمة الكوخ هل تعتبر خطيرة؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا