5 خطوات لتعلمي طفلك وضع خطة للمذاكرة

769

ما زلت أتذكر تلك الوريقات الصغيرة التي فكرت فيها في المرحلة الإعدادية، ودوَّنت عليها أهداف اليوم، أو ما كنت أسميه الجدول اليومي للمذاكرة، لم يكن الأمر سهلاً، أخذ سنوات طويلة حتى أنهيت دراستي الجامعية، لأتعلم كيف أصنعه دون أن أصاب بالإحباط.

 

الأمر في غاية البساطة، عليَّ أن أدرك حجم قدراتي وأقلل من توقعاتي حول الوقت المتاح. تذكرت ذلك وأنا أضع ورقة بيضاء ملأتها لتوِّي بأهداف شهر نوفمبر، ووضعتها في كشكول مواعيدي، وقسَّمت الأهداف على الأيام القادمة.

 

سيكون لطيفًا لو علَّمتِ طفلك وهو في أولى مراحله الدراسية كيف يضع أهدافًا للأسبوع، وكيف يقسمها بشكل يومي. عليكِ بدايةً أن تُعلِّميه كيف سيختار كشكوله الذي سيصنع فيه تلك الأهداف. يمكنكما صنعه معًا، وأخبريه أن هذا الكشكول هو كشكول الإنجازات، هو منقذنا من وقت الإحباط الذي نشعر فيه بأننا لن ننجز أبدًا تلك الأشياء الصعبة.

 

سيكون الأمر أكثر إمتاعًا إذا جلستما معًا وصنعتما كشكولين، فكل منكما سينخرط في صنع كشكوله الخاص، وربما بحث في عقله عن جملة أو مقطع أغنية يزيِّن به صفحاته الأولى، وعليه أن يشرحها لكِ وكيف يرى أنها تعبر عنه.

 

علميه الدرس الأول في وضع الأهداف: وهو.. كن واقعيًا، فلا تضع أربعة دروس للعربي ودرسين للإنجليزية والعلوم وصنع الواجبات المدرسية في نفس اليوم، سينتج عن ذلك إحباط شديد، لأننا لن ننجز كل الأشياء المكتوبة.

علينا تعلم الأولويات، فدومًا الأولوية للواجبات التي ستسلم في الغد، ومن ثم اختيار مواد دراسية للمذاكرة وفقًا للوقت المتاح.

 

الدرس الثاني: هو أنني أولوية، يجب أن تتضمن أهدافي أشياء ممتعة، مثل عمل آيس كريم أو مشاهدة كارتون أو حلقة تليفزيونية أحبها أو تمرين الرياضة التي ألعبها.

 

الدرس الثالث: لا بد أن أتعلم كيف أكون محددًا بزمن. في البداية لن أعرف كيف تُنجَز الأشياء دون وقت، بمعنى أنني سأمنح الواجب الدراسي ساعة مثلاً، والتمرين ساعتين، وهكذا، إلى أن أصبح متمرسًا، فأضع الأهداف بلا وقت، لأنني أعلم أنها ستكفي اليوم كله.

 

الدرس الرابع: التَمِس الأعذار لنفسك، ففي بعض الأيام سيصيبك الملل وربما الحزن، وتشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء. إذا كان هذا يحدث بشكل عارض عليك أن تسامح نفسك وتعتبر اليوم إجازة، وتعلَّم كيف تقضيه باستمتاع، فلا تضيع الوقت في تأنيب نفسك والشعور بالذنب. لكن إذا كان ذلك يحدث بشكل مستمر عليك بمراجعة أهدافك وطرق تنفيذها، ربما ما تقوم به يفوق قدراتك، أو أنك تحتاج إلى طريقة أخرى للمذاكرة أكثر إمتاعًا.

 

الدرس الخامس والأخير: هو كيف أكافئ نفسي على الإنجاز، علِّمي طفلك ألا يعتمد عليكِ فقط في تلقِّي المكافأة، بالطبع إذا كان ملتزمًا فعليكِ بمكافأته، لكن عليه أن يتعلم كيف يكافئ نفسه بأشياء ممتعة، عليه أن يتعلم حول نفسه، ما هي الأشياء التي تُمتعه وأن يتعوَّد على منح نفسه مساحة من ميزانيته لمكافأة النفس، وعليه أن يحكي معكِ عن شعوره من جراء ذلك.

 

سيساعدك تعليمه وضع الأهداف كيفية إنجاز مهامه الدراسية، دون قلق ودون إلحاح مستمر منكِ وتذكيره بإنجازها. عليه أن يتعلم كيفية إعداد نفسه للامتحان قبلها بوقت، فمعرفته بموعد امتحانه قبلها بوقت كافٍ يجعله يخطط له بصورة جيدة.

 

ذكِّريه أن يراجع دفتر أهدافه وإنجازاته، ليحفز نفسه في بداية كل يوم وكل أسبوع، فرؤيته لعلامات الصح التي وضعها على الأشياء التي أُنجِزَت ستمنحه صورة حول نفسه بأنه يستطيع الإنجاز.

المقالة السابقةالحاسة السحرية للأمهات
المقالة القادمةخُد نفَسك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا