أسباب الحب من طرف واحد وعلامات الحب من طرف واحد

23637

هل تحبين شخصًا ولكنه لا يبادلك نفس المشاعر؟ أو هل يحبكِ شخص ولا تبادلينه أنتِ هذا الحب؟ هل الحب من طرف واحد ابتلاء؟ هل تشعرين بعذاب الحب من طرف واحد، سواء كنت المحبة أو المحبوبة؟ هل تشعرين بالحيرة، بالذنب، بالغضب، بالقلق والترقب، بالألم والعذاب، بالرفض، باهتزاز ثقتك بنفسك؟

أولاً تعالي نحاول من خلال آراء المتخصصين في علم النفس أن نفهم نفسية المحب من طرف واحد، وأسباب الحب من طرف واحد. 

ما أسباب الحب من طرف واحد؟

إذا كنتِ أنتِ من يحب فاقرئي هذه التفسيرات وفكري هل أي منها ينطبق عليكِ، أو لأقل لكِ لا تفكري، ولكن انظري أيًا منها سيمسّ قلبك مباشرة ويجعلك تهمسين أو تهتفين بداخلك “آه ده أنا”.

يطلق علماء النفس والعاملون في المجال النفسي على هذه المشاعر من طرف واحد “تعلقًا عاطفيًا” أو “افتتانًا”. وهذا الافتتان تصنعه احتياجاتنا، حيث تكون لدينا احتياجات غير مشبعة، ونجد أو نتصور أن الشخص الذي نوجه نحوه هذه المشاعر يمكن أن يلبي هذه الاحتياجات لدينا، فنتعلق به. مثلاً تجدين أن هذا الشخص يعتمد عليكِ في كثير من الأمور ويستشيرك، مما يشبع لديكِ الاحتياج إلى الشعور بالأهمية والقيمة، أو يكون هو الموضوع الذي توجهين نحوه عاطفتك ورغبتك في الاعتناء بشخص آخر. وربما يكون شخصًا عطوفًا وأنتِ لديك احتياج إلى الحنان… إلخ.

اقرئي أيضًا: الاهتمام من طرف واحد واثره على النفس، هل الاهتمام هو الحب؟

قد يكون سبب هذا التعلق أو الحب من طرف واحد أنكِ تجدين في هذا الشخص صفات لأناس أحببتِهم في فترة مبكرة من حياتك. والنتيجة أنه يتحرك بداخلك شيء يدفعك إلى الافتتان والتعلق به. ولكن احذري لأن هذا التشابه -رغم أنه قد يكون حقيقيًا- لكنه أيضًا قد يكون ظاهريًا فقط. مثلاً ربما تكونين قد وجدتِ تشابهًا بينه وبين أبيكِ الذي تحبينه وتعتزين بشخصيته أو أحد أقاربك أو مدرس… إلخ.

أحيانًا يرجع سبب التعلق بشخص ما إلى أن به صفة تعلين من قيمتها، كالتدين أو الحنان أو الطموح أو الثراء المادي… إلخ. قد تكون مشاعرك حبًا للحب، أي لحالة الحب والمشاعر المصاحبة لها من ترقب وشوق واهتمام وغيرة. ربما تشعرين أن هذه الحالة تجعل لحياتك معنى، فأحيانًا نستعزب عذاب الحب من طرف واحد ولا نرغب في الخروج من هذه الحالة، لأنها تشعرنا بذواتنا وبأن لنا قضية نحيا من أجلها ونتعذب في سبيلها.

ما الفرق بين الحب الحقيقي والحب من طرف واحد؟

في الحب الحقيقي يكون لدى كل طرف ما يحتاجه من الآخر وما يقدمه إليه. الحب الحقيقي أخذ وعطاء، يقول الأستاذ عبد الوهاب مطاوع -رحمه الله- في كتابه “افتح قلبك”: “الحب كائن حي يحتاج كالأزهار النادرة إلى رعاية مستمرة وخدمة متواصلة لكيلا تذبل أوراقه”، فكيف يحدث هذا لو كان الحب من طرف واحد؟

الحب الحقيقي يمنحكِ الأمان أن تكوني أنتِ بقوتك وضعفك، يوفر لكِ الشعور بالرضا عن نفسك وبأن لكِ قيمة في حياة شخص آخر، الحب الحقيقي يوفر لكِ الاحتواء. الحب من طرف واحد عذاب، فهو ناتج عن تخيلاتنا أو أحلام اليقظة، ونابع من الاستكشاف والترقب والقلق.

من أجل ذلك فإن الحب الحقيقي لا يكون إلا بعد حدوث المعرفة الجيدة بين الطرفين والمصارحة بينهما في كل الأمور. عندئذٍ يتسنى لكل طرف أن يتأكد أن الطرف الآخر يحتويه ويقبله ويُشعره بالأمان، وأن كلاهما قادر على تلبية احتياجات الطرف الآخر.

الحب الحقيقي يجب أن ينجح في اختبارات الحياة ويصمد أمام المشاكل المختلفة. الحب الناجح هو الذي يتفق فيه العقل والقلب أو على الأقل هو الذي يوافق عليه العقل ولا ينكره.

اقرئي أيضًا: كيف يمكن انهاء العلاقات العاطفية ؟ وما سبب فشلها؟

هل الحب من طرف واحد عذاب؟

إن المحب من طرف واحد يدفع ثمن هذه العلاقة من صحته النفسية، من سعادته، من ثقته بنفسه، من عمره، ومن تضييع فرص لعلاقات يمكن أن تكون حبًا حقيقيًا. وإذا كنتِ مرتبطة بعلاقة خطوبة بمن تحبينه ولا يحبك فعليكِ ألا تتنازلي عن حقوقك أو احتياجاتك من أجل إرضائه أو نيل حبه، فلن يحبك بهذه الطريقة، ومن يحبك يجب أن يحبكِ كما أنتِ وأن يكون على استعداد للعطاء وهو راضٍ وسعيد بذلك. وأرى ألا ترتبطي بمن لا يبادلكِ الحب، لأنكِ ستعانين طوال الوقت من البرود العاطفي والإحساس بالرفض.

اقرئي أيضًا: معنى السذاجة في الحب، الحب من طرف واحد وعذابه للبنت

قد يكون كلامي قاسيًا، ربما لا تحبين أن تسمعي أن مشاعرك ليست حبًا أو أن عليك إنهاء هذه العلاقة.. ليس الهدف من كلامي إحباطك أو التقليل من مشاعرك، ولكن مساعدتك على تبين ماهيتها وإدارة زمامها لتعيشي حياتكِ كما تحبين وتريدين ولا تعيشي تحت سطوتها. ولهذا أشجعك على طلب المساعدة النفسية المتخصصة، وعلى قراءة المقال الرائع لسارة الخشاب: سبع خطوات للتعافي من الحب

هل الحب من طرف واحد يستمر؟

أما إذا كنتِ أنتِ المحبوبة وكان المحب متقدمًا لكِ أو خاطبك فأرى أن تعطي نفسكِ فرصة، إذ ربما ينمو بداخل قلبك حب له عندما تلمسين حبه لكِ وترين منه أخلاقًا طيبة وتوافقًا في الطباع. أما إذا لم تحبِه رغم ذلك، فلا أستطيع أن أقول لكِ تزوجيه ولا أستطيع أن أقول لكِ أيضًا لا تتزوجيه.

اقرئي أيضًا: ما هو الابتزاز العاطفي وما أنواعه؟ كيفية التعامل مع الابتزاز العاطفي

فقرار الزواج يتم اتخاذه بناء على عوامل كثيرة، منها: الأخلاق والدين، وتوافق الطباع، والتوافق الاجتماعي، والسن، ومشاعرك نحوه. فعدم حبك له قد يعني كراهيته وعدم قبوله إطلاقًا، وقد يعني أنكِ فقط معجبة به أو تشعرين نحوه باستلطاف أو ارتياح… إلخ. ومع هذا فإن رأيي -الذي لا أعممه ولا أجزم بصحته أو بخطأ غيره- أن الحب من طرف واحد سيجعل العلاقة غير مرضية وغير مشبعة لاحتياجات أي من الطرفين.

**********

لـكن سمـاءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود

فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود

من يدخل حجرتها من يطلب يدها

مَن يدنو مِن سور حديقتها

من حاول فك ضفائرها يا ولدي مفقود مفقود مفقود

(قارئة الفنجان، نزار قباني)

*المرجع: كتاب الحب والصداقة والزمالة، إعداد: النطاق الاجتماعي بشبكة إسلام أون لاين.نت، نهضة مصر.

المقالة السابقةأكتب لأتنفس
المقالة القادمةما تقوله الحواديت عن المرأة

2 تعليقات

  1. بحبه اوووي لدرجة اني بخاف عليه جدا بس هيه متعرفش وي انا خايف اوووي اخسره بيجي اوقات كتيره اووووي اني اقوله بس بكون ف خوف من رد فعله وي خايف تقولي لا انا بحبه اوووي وي عيز حل اقوله من غير متبعد عني انا بجد بحبه اكتر من الدنيا كله

  2. […] وعلى الرغم من أن الحب من طرف واحد قد يسبب بعض الألم والحزن، إلا أنه يمكن أن يكون مصدراً لتطور الشخصية والنمو، حيث يتعلم الشخص الصبر والتفاني والاهتمام بالآخرين. ومن الجدير بالذكر أن الحب من طرف واحد يمكن أن يستمر، إذا كانت هناك إرادة من الشخصين في الاستمرار في هذ العلاقة وتطويرها. [1][2] […]

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا